حلقة 360: الأواني المطلية بماء الذهب - المقصود بأذكار الصباح والمساء - صلاة الضحى - المقصود بعدة المرأة - معنى المواقيت في الحج - مالمقصود بحب الدنيا - حكم قطع الصلاة من أجل ثعبان - الفرق بين الشرك والكفر - هل يجوز الأنين للمريض

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

10 / 50 محاضرة

حلقة 360: الأواني المطلية بماء الذهب - المقصود بأذكار الصباح والمساء - صلاة الضحى - المقصود بعدة المرأة - معنى المواقيت في الحج - مالمقصود بحب الدنيا - حكم قطع الصلاة من أجل ثعبان - الفرق بين الشرك والكفر - هل يجوز الأنين للمريض

1- هل وضع الأواني المطلية بماء الذهب خوفاً من الصدأ جائز؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله والسلام على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما. بعد: فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي عن استعمال أواني الذهب والفضة, يقول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تأكلوا في صحائف الذهب والفضة، ولا تشربوا فيها، فإنها لهم في الدنيا -يعني الكفرة-ولكم في الآخرة), ويقول-صلى الله وعليه وسلم-: (الذي يشرب في إناء الذهب والفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم ), فالرسول حذر من هذا, نهانا أن نأكل أو أن نشرب في أواني الذهب والفضة, وقال: (إنها للكفرة في الدنيا ولكم في الآخرة), وذكر وعيداً شديداً في من فعل ذلك، فالذي يشرب في إنا الذهب والفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم, وهذا وعيد شديد يدل على الحذر من ذلك, فاستعمال الأواني المطلية بالذهب أو بالفضة لا خلاف فيها, فإن الإناء يكون تارة من الذهب كله, وتارة يكون مطلياً بالذهب, أو مطلياً بالفضة والحكم واحد سواً كان من الذهب خالص, أو من الفضة الخالصة, أو كان مطلياً بواحد منهما, فالواجب الحذر من ذلك.   
 
2- ما المقصود بأذكار الصباح والمساء، وما هو وقت بدايتها، ومتى تنتهي، وهل إذا فات قولها في وقتها تقضى في وقت آخر؟
أذكار الصباح والمساء يعني نجي بالذكر سبحان الله, والحمد الله, ولا إله إلا الله, والله أكبر ,سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم, لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك لهُ الحمد وهو على كل شي قدير, إلى غير ذلك يستحب أن يفعل المؤمن هذا و يجتهد فيه الصباح والمساء : وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا(طـه: من الآية130) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ(الروم:17) إلى غير ذالك, فالمؤمن يجتهد في ذكر الرب- عز وجل-, وتسبيحه, وتهليله, وتحميده, في الصباح والمساء, والقرآن من ذلك القرآن من الذكر, إذا قرأه صباحاً ومساً فهو من الذكر, ولكن يتحرى الأذكار الواردة في الأحاديث حتى يأتي بها, مثل سبحان الله وبحمده مائة مرة صباح ومساء, مثل سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر يقول النبي-صلى الله وعليه وسلم-: (أحب الكلام إلى الله أربع) سبحان الله, والحمد لله, ولا إله ألا الله, والله أكبر كلمات عظيمة, يقول الرسول- صلى الله وعليه وسل-: ( أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر), ويقول الرسول- صلى الله وعليه وسلم-: (الباقيات الصالحات سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, ولا حول ولا قوة إلا بالله), ويقول- صلى الله وعليه وسلم-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له لهُ الملك وله الحمد وهو عل كل شي قدير في اليوم مائة مره كانت له عدل عشر رقاب ـ يعني يعتقها ـ وكتب الله له مائة حسانه, ومحا عنه مائة سيئة, وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي, ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله), فالمشروع للمؤمن والمؤمنة الإكثار من الذكر و التسبيح, و التحميد في الصباح قبل الظهر من طلوع الفجر إلى الظهر كله صباح, وبعد الظهر كله عشي, والعصر كله عشي, وأول الليل كله عشي, يكثر من الذكر التحميد, والتهليل, والتسبيح في هذه الأوقات يرجوا ثواب الله.    
 
3- تسأل عن صلاة الضحى، وصلاة الليل, متى تبدأ ومتى تنتهي؟
صلاة الليل بين المغرب والعشاء وبعد العشاء كلها صلاة الليل, والأفضل بعد العشاء في وسط الليل في آخره, ثم تختم الصلاة بوتر واحدة ركعة واحدة, يستحب للمؤمن أن يجتهد في الليل بعد العشاء, أو في جوف الليل, أو في آخر الليل يجتهد ويصلي ركعتين ركعتين, مع الخشوع, والطمأنينة, والضراعة إلى الله والدعاء ويختم بواحدة, لقوله- صلى الله وعليه وسلم- في الحديث الصحيح: (صلاة الليل مثنى مثنى, فإذا خشي حدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى), وإذا صلى بين عشاءين فهو محل صلاة أيضاً بين العشاءين محل صلاة, إذا صلى فيها ما تيسر من الركعات فهذا طيب أيضاً محل عبادة, وهكذا في النهار يتعبد في النهار, في الضحى, في الظهر, صلاة الضحى سنة بعد ارتفاع الشمس, والأفضل إذا اشتد الضحى يصلي ركعتين, يصلي أربع, يصلي أكثر من ذلك كله طيب, وبعد الظهر يصلي أربع قبل الظهر وأربعاً بعدها يستحب, يقول النبي- صلى الله وعليه وسلم-: (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعده حرمه الله على النار), ولو صلى بين الظهر والعصر ركعات كثيرة كلها عبادة طيبة, أو صلى في الضحى ركعات كثيرة كله طيب, لكن أقل شيء ركعتان في الضحى, وأقل شيء بعد الظهر أربع قبل الظهر وأربع بعد الظهر تسليمتين.   
 
4-  ما المقصود بعدة المرأة، مع شرح الحالات التي تعتد فيها المرأة يا سماحة الشيخ؟
العدة يعني انحباسها عن الزواج في أيام العدة وهي الأيام التي تنحبس فيها عن التزوج, لا يحل فيها أن تتزوج حتى تنتهي يقال لها عدة سواء كان من طلاق, أو من خلع, أو من موت تسمى عدة, كما في قوله- جل وعلا-: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ(البقرة: من الآية228) يعني في العدة, وقال-تعالى-: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ (البقرة: من الآية228), هذه العدة، وقال في اليائسات:وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ(الطلاق: من الآية4) فالعدة هي التربص بعد الطلاق, أو بعد الموت, أو بعد المخالعة يقال لها عدة, فالطلاق ثلاث حيض إذا كانت تحيض, أو ثلاثة أشهر إن كانت يائسة لا تحيض, أو صغيرة, والوفاة أربعة أشهر وعشر إن لم تكن حاملا, فإن كانت حاملة فبوضع الحمل, والخلع مثل المطلقة ثلاث حيض ويجوز أن تعتد بحيضة واحدة على الصحيح لكن إذا اعتدت بثلاث حيض يكون أحوط, والخلع هو أن يطلقها على مال يطلب المال حتى يطلقها, أو يخالعها يجعلها مخلوعة إذا طلقها على مال دفعته إليه, فإن طلقها بلفظ الطلاق طلقة واحدة فهي مطلقة تعتد ثلاث حيض, وإذا اعتدت بحيضة أجزأت عند جمع من أهل العلم, لكن الأفضل والأحوط ثلاث حيض؛ لأنها اشترت نفسها فأشبهت الجارية تعتد بحيضة المستبرأه يعني نسبياً أو المشترآه تستبراء بحيضة فالمخلوعة تشبهها, ولهذا جاء في حديث امرأة ثابت بن قيس أن النبي- صلى الله وعليه وسلم-: أمرها أن تعتد بحيضة لما اختلعت منه, وأعطته ماله, ولكن كونها تعتد بثلاث حيض أولى وأحوط خروجاً من الخلاف وحرصاً على براءة الرحم.   
5- ما معنى المواقيت في الحج، وهل للميقات حدود مكانية لا يجوز تجاوزها ولو بمسافة بسيطة جداً؟
المواقيت قسمان مواقيت مكانيه, ومواقيت زمنية, فالمواقيت المكانية في الحج الموضع التي أمر النبي بالإحرام منها يقال لها مواقيت على من أراد الحج أو العمرة إذا مر عليها أن يحرم منها, يقول - صلى الله عليه وسلم-لما وقت المواقيت وقت لأهل المدينة ذا الحليفة مكان معروف يسمى آبار علي الآن, ووقت لأهل الشام, ومصر, المغرب, ونحوهم الجحفة وهي في رابع محل رابع يحرم الناس من رابع يحرم..... ووقت لأهل المشرق ذات عرق, ووقت لأهل نجد وادي القرن يسمونه السيل, ووقت لأهل اليمن يلملم هذه مواقيت مكانية, إذا مر عليها من يريد الحج و العمرة يحرم منها, الذي يأتي من المدينة يحرم من ذا الحليفة, من الشام من الجحفة, من اليمن من يلملم, من العراق من ذات عرق, من نجد أو الطائف من السيل من قرن م وادي قرن, هذه يقال لها المواقيت المكانية, وإذا مر بها وما أرد الحج ولا العمرة ما عليه شيء, مثل ذهب مكة للتجارة ما أراد الحج والعمرة لا بأس لا يلزمه الإحرام؛ لأنه ما ذهب للحج ولا للعمرة وإنما ذهب مكة للتجارة, أو ليزور قريباً له أو ما أشبه ذلك, لكن من أراد الحج والعمرة فيحرم من هذه المواقيت, لقول ابن عباس- رضي الله عنهما-: (وقت النبي-صلى الله عليه وسلم-لأهل المدينة ذا الحليفة, ولأهل الشام الجحفة, ولأهل نجد قرن المنازل, ولأهل اليمن يلملم هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة, ومن كان دون ذلك فمهله من حيث أنشأ) الذي نازل في مكانه دون هذه المواقيت مثل أهل جدة إذا أرادوا الحج أو العمرة أحرموا من جدة, أوجذيمة أو البحرة يحرم من مكانه.   
 
6- قرأت بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- مات عن فدك -كتبت هكذا- وأموال، وكذلك قرأت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مات ولم يترك ديناراً ولا درهماً, كيف أوفق بين هذين؟
نعم توفي وما خلف نقود ما جاء من النقود أنفقه-عليه الصلاة والسلام-؛ لكن خلف أراضي في خيبر وفي فدك أراضي للمسلمين لمصلحة المسلمين, فالرسل والأنبياء ما يورث لا دينارا ولا درهما إنما يورثون ما هو نفع المسلمين ما تركوه هو صدقة تصرف في مصارف المسلمين, كما قال-صلى الله وعليه وسلم-: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة) فهو ما ورث دراهم ولا دنانير, وإنما خلف أرضاً في خيبر وفدك. 
 
7- ما معنى قولهم: (كان الرسول-صلى الله عليه وسلم-يصوم حتى يقال لا يفطر, ويفطر حتى يقال لا يصوم)؟
المعنى أنه يتحرى الأوقات التي فيها فرصة له فيصوم ...الصوم خمسة, ستة, سبعة يصومها, إذا حصل فرصة وعدم شغل, ويكون له أشغال مع الوفود ومع غيرهم فيسرد الفطر أياما كثيرة ما فيها صوم, يعني ينتهز الفرص في الصوم فإذا وجد من نفسه فراغاً صام وسرد الأيام,وإذا وجد شغلاً وأفطر وسرد الأيام-عليه الصلاة والسلام-.  
 
8-  ما المقصود بحب الدنيا يا سماحة الشيخ، وهل هناك أشياء تحب بها الدنيا؟
حب الدنيا فيه تفصيل, حب الدنيا إذا آثرها على الآخرة هذا هو المذموم, وأما حبها ليستعين بها على طاعة الله, وليتصدق منها, ويحسن إلى عباد الله, ويعمر منها المساجد لا بأس, فالمذموم حبها لذاتها, حبها لحيزها ويجمعها, أما حبها ليتصرف فيها في وجوه الخير, حبها أن يكون عنده مال حتى يتصدق, حتى يعمر المساجد, حتى ينفق في سبيل الله, حتى يواسي الفقراء هذا مطلوب للمؤمنين يجتهد في طلب المال حتى ينفق في سبيل الله يتجر, يزرع, يحرث يعمل أعمال أخرى ما أباح الله يشري بها المال, مثل ما قال- صلى الله عليه وسلم- لما سئل: (أي الكسب أطيب. قال: عمل الرجل بيده, وكل بيع مبرور), وقال- صلى الله عليه وسلم-: (ما أكل أحد طعاماً أفضل من أن يأكل من عمل يده), وكان نبي الله داود يأكل من عمل يده-عليه الصلاة والسلام-كان حداداً, يصنع الدروع-عليه الصلاة والسلام-فحبها للشح بها وكنزها هذا هو المذموم, أما حبها لينفق منها, وليحسن إلى عباد الله, وليستعين بها على طاعة الله هذا كله مطلوب.  
 
9-  ما حكم الشرع -في نظركم- فضيلة الشيخ في خروج المصلي من الصلاة بسبب رؤيته أشياء ضارة، مثل: ثعبان أو حيوان مفترس أو غير ذلك؟
خروجه من الصلاة فيه تفصيل, إن خاف على نفسه خرج منها حتى يتخلص منها مثل الإنسان يريد قتله, أو من الثعبان إذا وصل إلية يخشى من شره ولا يتيسر قتله وهو يصلي يحتاج إلى طلب شيء يقتله به فلا بأس، أما إذا أمكن أن يقتله وهو في الصلاة فلا بأس لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-:(اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية و العقرب), إذا كان عنده عصا وهو يصلي وضربه وهو يصلي ما يضر والحمد لله, أما إذا احتاج إلى قطعها يقطعها لتخلص من ثعبان, أو من عدو يريد الفتك به أو سبع أو ما أشبه ذلك. 
 
10- هل هناك علامة تظهر في جبهة الفرد تسمى: علامة الصلاة؟
قد تقع لبعض الناس, قد يبين على جبهته بعض الشيء لكثرة سجوده قد يقع هذا. 
 
11- ما الفرق بين الشرك والكفر؟
كل شرك يسمى كفرا, كل شرك دعوة غير الله, والاستغاثة بغير الله, وصرف العبادة لغير الله يسمى شركاً, ويسمى كفراً, وقد يسمى الكفر شركاً أيضاً, كمن جحد وجوب الصلاة, أو قال الزنا حلال يسمى كافر, ويسمى مشرك, ولكن الغالب على من كان جحداً لوجب أو جحداًً للمحرم يسمى كفرا, والغالب على من كان دعوة لغير الله, استغاثة بغير الله, نذر لغير الله يسمى شركاً, وإلا فكل شرك يسمى كفرا, وكل كفر أكبر يسمى شركا.   
 
12- هل يجوز الأنين للمريض, أم هذا من الشكوى -سماحة الشيخ-؟
الأنين لا بأس به إذا تألم لا بأس ليس من الشكوى إذا دعت الحاجة إلى ذلك وصارفيه راحة فلا بأس.   
 
13- ما الفرق بين الهلع والجزع؟
هذا لفظ يطلق على الجميع : إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً*وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً(المعارج:19-21), من هلع لضعفه لقلة صبره يكون جزوع أو منوع جزوع عندما يصيبه نكبة، منوع عندما يحصله المال لشدة البخل فهو صفته هلوعا إلا من رحمه الله وبلغه البصيرة والاستقامة, وثبات القلب على الحق هذا يسلمه الله من هذا لكن جنس الإنسان هلوع, إلا ما بلغه الله الإيمان, والثبات, والحق, والاستقامة فإنه لا يكون هلوعاً, إن مسه الشر صبر وجاهد نفسه في إبعاده, وإن مسه الخير شكر الله, وأنفق في وجوه البر, فهو شكور عند الرخاء صبور عند البلاء هكذا المؤمن؛ لكن غالب الناس ليس كذلك هلوع, غلب الخلق هلوع, ليس عند صبر عند الشدة, وليس عنده شكر عند الرخاء هذا غالب الناس, أما المؤمن لا, شكور عند الرخاء صبور عند البلاء, كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير, إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له) هكذا المؤمن.   
 
14- إذا نزل بلاء في شخص فكيف يعتقد في هذا البلاء، هل يعتقد أنه بلاء لتكفير الذنوب, وأن الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم, أم يعتقد أنه بسبب ذنبه, وهل يرجح أحدهما بقياسه على حالته من صلاح أو إساءة؟
يحسن الضن بربه, عليه أن يحسن الضن بربه, ويرجو أنه تكفير لسيئاته, ومحو لأخطائه؛ لأن الرسل تبتلى لرفع درجاتهم وكثرة حسناتهم, فإذا وقع فيه البلاء من مرض, أو سقوط الجدار، أو مما أشبه ذلك مما يؤذيه يحسن ضنه بربه وأن الله أكرمه بهذا ليكفر سيئاته ويرفع درجاته, ويحاسب نفسه والحمد لله، الله يقول-: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ (الشورى:30) يحسن ضنه بربه, وأن ما أصابه إلا لأمر فعله, لذنب فعله, أو لأن الله ابتلاه بهذا ليمتحن صبره وشكره.   
 
15- هل يجب الحجاب على المرأة من الصبي الذي بلغ الحادية عشر, أو الثانية عشر، أم لا يجب، وما هو الضابط في حجاب المرأة عن الصبي؟
الضابط أن تحتجب على من بلغ ومن كان مراهقاً؛ لأنه قد يكون بلغ ولا تدري عنه إذا كان مراهقاً يحتجب عنه, أو إذا علمت أنه قد بلغ خمسة عشر سنة, أو إذا احتلم, أو أنبت تحتجب عنه, لقوله-جل وعلا-: وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا(النور: من الآية59), لأنه قبل الحلم ما عنده مطاع ما يلزمهم الاستئذان, فإذا بلغوا الحلم استأذنوا, والمراهق قد بلغ الوقت الذي يناسب فيه الاستئذان فإذا استأذن لئلا يغشهم فلا بأس, المقصود أنه يلزمه إذا بلغ الحلم يلزمه, وإذا كان مراهقاً واستأذن للحيطة, وحماية نفسه مما قد يضره فهذا حسن, إذن أحد عشر سنة, أو اثنا عشر سنة يا شيخ ما في شيء؟ ما هو بالظهار هؤلاء ما قاربوا
 
16- هل النية بالإنفاق في سبيل الله عند الفقير يدرك بها أجر الغني المتصدق، وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم للفقراء لما جاءوه: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ )[المائدة:54]؟
نعم الفقراء يأجرون بنيتهم؛ لأنهم لو قدروا لفعلوا, فإذا كان عنده نية في .... لوا قدر لأنفق لجاهد يكون له أجر المجاهدين والمنفقين, وهكذا جاء الحديث, يقول-صلى الله عليه وسلم-: (إن في المدينة-يقول هذا وهو في تبوك-إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا وهم معكم) وفي لفظ: (إلا شريككم في الأجر. قالوا: يا رسول الله! وهم في المدينة. قال: وهم في المدينة حبسهم العذر), وقال-صلى الله عليه وسلم-: (إذا سافر العبد أو مرض كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم) ، هذا من فضل الله-جل وعلا-إذا كان إنما منعه من أعماله السفر والمرض, فهذا له أجر العاملين, أما إنسان معرض غافل ما يكون له أجر العاملين وهو غافل ساه معرض ما عنده مبالاة مرض أو لم يمرض, سافر أو ما سافر, وهكذا الفقير إذا كان عنده صادقه لو كان عنده مال لأنفق يكون له أجر المنفقين.  
 
17- هل بغض الإنسان لبعض الناس بسبب أو بدون سبب يكون له عذر في ذلك، وهل يدخل هذا في قوله- عليه الصلاة والسلام-: (إن محبة القلب ليست بيده)؟
لا نعرف هذا الحديث, لكن الواجب على المسلم يحب أخاه في الله, ولا يبغضه ولا يجوز له بغضه, إلا إذا كان يتعاطى منكرات أبغضه على قدرها, أو كافر يبغضه في الله, أما يبغضه لغير سبب فلا يجوز, فالواجب حبه لأخيه في الله, يحبه في الله ويبغضه في الله, ولا يجوز له بغض أخيه بغير حق, أما إذا أبغضه؛ لأنه ظلمه؛ لأنه أخذ إرثه؛ لأنه رفع أمره إلى السلطان بغير حق حتى أوذي أو ما أشبه ذلك يبغضه على قدر هذا, ويحبه على قدر ما عنده من الإسلام والإيمان.      
 
18- هل صحيح بأنه في الآخرة يؤخذ من حسنات المعتدي على الناس بالضرب والشتم والسب ويوضع للذين اعتدي عليهم إلا الصيام, نرجو الإيضاح في ذلك
نعم ذات يوم قال النبي- صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: (ما تعدون فيكم المفلس فيكم؟ قالوا :من لا درهم له ولا متاع. قال-عليه الصلاة والسلام-: لكن المفلس من يأتي يوم القيامة وقد ضرب هذا، وشتم هذا، وأخذ مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإن فنيت حسناته ولم يقضى ما عليه أخذ من سيئاته فطرحت عليه ثم طرح في النار), هذا المفلس نعوذ بالله, الذي يأتي بالظلم, ثم يطالب الناس بحقوقهم يوم القيامة, فيعطون من حسناته هذا مضروب يعطى من حسناته, هذا مسبوب, هذا مشتوم, هذا مأخوذ من ماله كل واحد يعطى من حسناته هذا الظالم, في مقابل ما تعدا عليهم, فإذا فنيت حسناته وأعماله الطيبة فنيت ما بقي له شيء أخذ من سيئاتهم فحمل عليه وطرح في النار نسأل الله العافية.      
 
19-  هل الصلاة لا تصح إذا لم يزل المسلم أو المسلمة شعر الإبط والعانة؟ أفيدونا بذلك.
الصلاة صحيحة ليس من شرطها نتف الإبط وحلق العانة, لكن سنة الإنسان يتعاهد عانته وإبطه, وأن لا يتركها أكثر من أربعين.. 
 
20- ما حكم لبس الملابس ذات الأكمام القصيرة عند المرفقين أمام الأب والإخوة بالنسبة للمرأة؟
الأفضل لها التستر؛ لأن هذا قد يفضي إلى شر، فالأفضل لها أن لا تبدي ذراعيها عند أبيها وأخوتها، أكمامها تامة، هذا هو الأفضل والأحوط. المرأة ليست بعورة بالنسبة لأبيها، لكن كونها تستره أولى وأحوط وأبعد عن الشر. شكر الله لكم.... 

503 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply