حلقة 379: ما الفرق بين الروح والنفس - ما تفسير قول الله إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
29 / 50 محاضرة
1- ما الفرق بين الروح والنفس، وأيهما تتعذب: الروح أم النفس؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه .أما بعد: فالروح هي النفس والنفس هي الروح، والعذاب على النفس والجسد جميعاً، لكن نصيب الروح أكثر من النعيم والعذاب، وإلا فالجسد يناله نصيب من العذاب في القبر، وهكذا بعدما يعاد بعدما تعاد الروح إلى الجسد يكون لهما الجميع العذاب ويكون لهما النعيم.
2- يقول الله عز وجل في الآية الكريمة: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا[الإسراء:36]؟
على ظاهرها، الإنسان مسئول عن سمعه, وعن بصره, وعن فؤاده، قلبه وعقله، هل استعمله في طاعة الله أو في محارم الله الأمر عظيم، السمع يسمع الشر والخير, والبصر كذلك، والقلب كذلك يعقل الشر والخير, فالواجب على كل مكلف أن يصون سمعه عما حرم الله, وأن يصون بصره عما حرم الله، وأن يعمر قلبه بتقوى الله, ويحذر محارم الله فيخاف الله ويحبه ويخشاه- جل وعلا- ويخلص له بالعمل, ويحذر خلاف ذلك من النفاق والكبر وغير هذا من أعمال القلوب السيئة، والعقل يسمى فؤاد والقلب يسمى فؤاد.
3- في الآية الكريمة يقول: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ... [الملك:23] الآية، ما هو الفؤاد في هذه الآية؟
الفؤاد مثلما تقدم هو القلب وهو العقل؛ لأن القلب يعقل به، قال-تعالى-: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ(الحج: من الآية46) ويسمى فؤاد، فالقلب يسمى الفؤاد وهو محل العقل أيضاً، وهو مسئول عما عمل من خير وشر، فخوف الله, ومحبة الله, وخشيته والإخلاص له هذا عمل طيب, والنفاق, والريا, والكبر ,وأشباه ذلك كلها من القلوب السيئة.
4- لقد طلب مني رجل أن أكتب على سطح قبر زوجته الذي هو مبني أن أكتب آية الكرسي بالطلاء, وكتبت الآية على سطح القبر, فهل عليّ إثم في ذلك؟
أولاً: القبر لا يجوز البناء عليه، الرسول نهى أن يبنى على القبر، وأن يجصص وأن يقعد عليه خرج مسلم في الصحيح، فلا يجوز البناء على القبور؛ لأن البناء عليه قبة أو غيرها يسبب الغلو فيه, الواجب أن يدفن ويرفع التراب عن الأرض قدر شبر علامة أنه قبر، ولا يبنى عليه شيء لا قبة, ولا حجرة ولا غير ذلك، ولا يجوز الكتابة عليه؛ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-نهى أن يكتب على القبر, وأن يبنى عليه, وأن يقعد عليه, وأن يجصص كلها نهى عنه-صلى الله عليه وسلم-، والكتابة عليه قد تجر إلى الشر، قد يكتب عليه أنه كذا وأنه كذا فيفتن الناس به، فلا تجوز الكتابة عليه لا قليلاً ولا كثيرا.
5- إن العلماء قالوا بأن أفضل الأوقات لقيام الليل هو الثلث الأخير, ولكنني لا أعرف هل يبدأ تقسيم هذا الليل من وقت الغروب حتى شروقها, أم من وقت غروبها حتى وقت صلاة الفجر؟
الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، هذا الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق، وأفضل الأوقات هي الثلث الأخير، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (ينـزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفرج الفجر)، هذا الوقت هو الوقت العظيم وقت التـنـزل الإلهي، وقت دعوة الرب للعباد أن يسألوه وأن يضرعوا إليه-جل وعلا-فهذا هو أفضل الوقت وبعده جوف الليل.
6- هل يصح مسح الأرجل أثناء الوضوء من خلف الجوارب؟
تمسح من فوق، السنة مسحها من فوق النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يمسح على خفيه على ظاهرهما فقط، أما مسح العقب, وأسفل الخف هذا ليس بصحيح خبر ضعيف، الصواب أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يمسح على ظاهر خفيه، كما رواه أبو داود بسند جيد عن علي- رضي الله عنه- قال: كان النبي يمسح على ظاهر خفيه- عليه الصلاة والسلام-.
7- نرى البعض الناس إذا توفي لهم قريب يجتمعون في بيت واحد -أي: يجتمع أفراد العائلة من إخوة وأخوات وأعمام وخالات- ونجد أن أقاربهم ومعارفهم يرسلون لهم الطعام لمدة ثلاثة أيام, وأحياناً يكون ذلك أكثر من ثلاثة أيام، فهل في ذلك شيء؟
ليس في ذلك شيء، السنة أن أقارب الميت أو جيرانه يهدون لهم طعاماً، يبعثون لهم طعاماً؛ لأنه قد أتاهم ما يشغلهم، النبي-صلى الله عليه وسلم-لما مات جعفر، لما قتل جعفر بن أبي طالب في مؤتة في الشام قال النبي لأهل بيته: (ابعثوا لأهل جعفر طعاما)، قال لأهله: (ابعثوا لأهل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم)، فالسنة لجيرانهم أو أقاربهم أن يبعثوا لهم طعاما، أيام الحزن ثلاثة أيام أو أكثر, وإذا زارهم غيرهم وعزوهم فهذا أفضل سنة التعزية، أما أهل الميت لا ليس لأهل الميت أن يصنعوا شيء، لكن التعزية كونهم يزارون ويعزون هذا سنة.
8- التعزية في التلفون يا سماحة الشيخ؟
لا بأس بالتلفون, أو بالمكاتبة كله طيب.
9- إذا كان هناك شخص من أحد أقاربنا لا يصلي, فهل يجوز لنا أن نأكل من ماله، وهل نستجيب لدعوته إذا دعانا في المناسبات؟
الذي لا يصلي يستحق الهجر ينبغي أن يهجر، ينصح ويوجه إلى الخير ويؤمر بطاعة الله فإذا أصر ولم يصلي يهجر، ويستحق الهجر؛ لأنه ترك أمراً عظيما، وترك واجباً عظيماً، فإن الصلاة عمود الإسلام، والواجب أن يصلي في المسجد مع الناس، فإذا تساهل في ذلك وجب هجره وإن تركها كفر نسأل الله العافية، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول-عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وإن صلاها في البيت عصا كان معصية؛ لأن الواجب أن يصليها مع الناس في المسجد، إلا المعذور كالمريض، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من بعذر، قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: "خوف أو مرض"، وفي الصحيح أن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهلي من رخصة أن أصلي في بيتي، فقال له الرسول- صلى الله عليه وسلم-: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب، هذا أعمى ليس له قائد يقوده ومع هذا قال له: أجب، يعني ألتمس من يقودك وأجب إلى الصلاة في المسجد، فحضورها في المسجد واجب وترك ذلك معصية، أما تركها بالكلية الكل ما يصلي هذا كفر أكبر نعوذ بالله على الصحيح من أقوال العلماء وإن لم يجحد وجوبها، أما من جحد وجوبها كفر عند الجميع نسأل الله العافية.
10- إنها متزوجة ولديها أولاد, تقول: ووالدي في حالة غير ميسورة, وعند حاجته للمال يأتي إليّ لطلب المال في حين لا يوجد لديّ مال, فاضطر للأخذ من مال زوجي دون علمه, فهل أأثم في ذلك؟
نعم ليس لك الأخذ من ماله إلا بإذنه، استأذنيه قولي: إن والدي في حاجة واستأذنيه لا بأس، أما أن تأخذي من مال زوجك بغير علمه من أجل أبيك، هذا منكر ظلم لا يجوز، نسأل الله العافية.
11- أحس وأشعر بضيق شديد عندما يأتي إليّ والدي هذا, وحتى أنني لا أريده أن يقوم بزيارتي, فهل أأثم على ذلك أيضاً؟
عليك أن تجتهدي في الترحيب به، والكلام الطيب معه، والكلام الحسن، ولا يضرك إن شاء الله؛ لأنك إنما كرهت ذلك لأجل المال الذي تعطيه من مال زوجك، تحرجي من ذلك، لكن أليني له القول ورحبي به, ويجب عليك أن ترحبي به وأن تشرحي صدرك له؛ لأن حقه عظيم لكن اعتذري، قولي: ما عندي مال، إلا مال زوجي ولا يجوز لي أن أعطيك من مال زوجي، وتكلمي معه بالكلام الطيب؛ لأن حقه عظيم، روي عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين)، والله يقول-سبحانه-: )وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً(الإسراء: من الآية23)، ويقول- سبحانه-: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (النساء:36), فحق الوالدين عظيم، الواجب الانبساط للوالد والترحيب به والإحسان إليه حسب طاقتك لكن لا تأخذي من مال زوجك شيئاً لأجل والدك إلا بإذنه.
12- لدي سؤال وهو أنني زوجت أختي، أو بمعنى أصح كنت واسطة في زواجها في بيت كثر فيه الفساد, وقد كانت أختي تعلم بذلك قبل زواجها بهذا الأمر, وحتى الآن هي مقتنعة بذلك, ولكن ضميري يؤنبني على ذلك، فهل أنا آثمة في توسطي لهذا الزواج لأختي؟
الواجب على المؤمن أن ينصح لأخيه في الله وأخته في الله، ولأخيه في النسب وأخته في النسب وأن يتقي الله في ذلك، فإذا كنت توسطت في زواجها بإنسان يضرها في دينها، فهذا غلط منك عليك التوبة إلى الله، أما إذا كنت توسطت؛ لأنك ترين أنه مناسب ولا حرج فيه ولكن جاء الفساد بعد ذلك فلا يضرك، الواجب على الناصح أن يتقي الله وألا ينصح وألا يشير إلا بالشيء الذي يبرئ الذمة وليس فيه محذور شرعا، وليس لك أن تشيري بزوج غير مستقيم؛ لأنه يضر الزوجة، فإذا كان هذا الزوج غير مستقيم وأنت تعلميه أنه غير مستقيم فقد أخطأت وعليك التوبة إلى الله- سبحانه وتعالى-.
13- بالنسبة لإزالة الشعر الغير مرغوب فيه بالنسبة للمرأة, ما حكم إزالة هذا الشعر بصورة نهائية، يعني لا يعود للنمو مرة أخرى, وذلك بمستحضرات التجميل, مثل الكريمات والأعشاب, هل في ذلك تغيير لخلق الله؟
لا بأس بهذا، لا حرج، ليس هذا من التغيير المنهي عنه، فإذا أزالت شعر الإبط بما يزيله بالكلية أو شعر العانة (الشعرة) بما يزيله بالكلية فلا حرج في ذلك السنة إزالته، وألا يترك أكثر من أربعين ليلة شعر الإبط, وشعر العانة, والظفر, والشارب هكذا وقت النبي- صلى الله عليه وسلم- للناس فإذا أزال الرجل أو المرأة شعر الإبط أو العانة بما يمنع من نباته مرة أخرى فلا بأس ولا حرج في ذلك.
14- يستفسر عن معنى حديثين يقول ما صحتهما: حديث (الدعاء ينفع مما نزل, ومما لم ينزل, فعليكم عباد الله بالدعاء) ما صحة هذا الحديث؟
لا أذكر حال سنده، لكن معناه صحيح، الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينـزل، من الأقدار المعلقة بالدعاء، لا يرد القدر إلا الدعاء، فالدعاء فيه خير عظيم، والله يقول-جل وعلا-: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر: من الآية60)، ويقول-سبحانه-: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ(البقرة: من الآية186)، ويقول-سبحانه-: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (لأعراف:55), وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (لأعراف:56)، فالدعاء مطلوب وينفع مما نزل ومما لم ينـزل، فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء، وأن يلح في الدعاء، ويسأل ربه من فضله، الله يقول: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ (النساء: من الآية32)، فيسأله صلاح العمل, وصلاح القلب, يسأله بسط الرزق, تفريج الكربة, تيسير الأمور، يسأله نصر الإسلام والمسلمين، عز الإسلام والمسلمين يسأل الله لولاة الأمور التوفيق وصلاح النية والعمل، يسأل الله لوالديه المغفرة إذا كانا مسلمين، يسأل الله لهما المغفرة والرحمة، وإذا كانا حيين يسأل الله لهما التوفيق وحسن الختام، وهكذا، يسأل الشيء الطيب في دينه ودنياه.
15- يستفسر عن هذا الحديث أيضاً: (ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء) ما صحة ذلك؟
جاء في معنى هذا الحديث ولكن لا أعرف حال سنده، المعروف "الدعاء هو العبادة" هذا حديث جيد، وفي رواية: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" لا أعرف حال سنده.
16- لقد حلفت في مرة من الأيام ولم أتلفظ بهذا الأمر, وإنما بلقبي، أي: أقسمت بقلبي ولم أقسم بلساني, وقد حنثت في هذا القسم, فهل عليّ كفارة؟
قسم القلب لا يترتب عليه شيء، إنما يترتب على قسم اللسان، فإذا نوى بقلبه ما يصير شيء، حتى يقسم باللسان، قسم اللسان هو المعتبر.
17- كثرة الأيمان عند بعد الناس، بماذا توجهونهم؟
الواجب على المؤمن أن يحفظ لسانه، وأن يجتهد في تقرير يمينه، ربنا يقول: واحفظوا أيمانكم، في الحديث يقول- صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، أشيمط زاني، - يعني شيخ كبير زاني – وعائل مستكبر، - يعني فقير مستكبر – ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه، فينبغي للمؤمن أن يحفظ يمينه, وألا يتكلم إلا عن بصيرة، لا يحلف إلا عن بصيرة، حتى لا يقع في الكذب، نسأل الله السلامة والعافية.
18- سمعت في شهر رمضان من يقول: بأن الواجب في الزكاة هو (2.5), وأن من يدفع (3%) فإنه يكون محاد لله ولرسوله, وأنا في بعض الأحيان أدفع أكثر من 2.5, وليس قصد المحادة لله ولا للرسول, وإنما قصدي الرغبة في الخير -إن شاء الله- فما رأي سماحتكم في ذلك؟
الواجب 2.5% يعني ربع العشر في الزكاة، خمسون وعشرون في الألف, واحد ألف في أربعين ألفا ربع العشر هذا الواجب وإذا أحب يخرج زيادة تطوعاً منه مأجور ولا حرج في ذلك، أما إذا كان يعتقد أن هذا الربع لا يجزئ وأن الشرع ناقص هذا غلط، الشرع كامل والحمد لله، فإذا اعتقد أن الشرع ناقص, وأنه يريد أزيد مما شرع الله يظن أن الشرع ناقصاً، غلط كبير، أما إذا أراد التطوع والزيادة في الفضل هذا مأجور ولا بأس، فإذا كان عليه زكاة ألف وأخرج ألفين، ألف زكاة وألف تطوع هذا مأجور وله فضل عظيم وأجر عظيم، وهكذا إذا كان عليه خمسة آلاف أو أكثر وأخرج عشرة كله طيب، المقصود إذا كانت الزيادة عن رغبة في الخير ورحمة للفقراء، وإلا هو يعلم أن ما شرعه الله كافي فلا حرج مأجور ومثاب ومكروم عليه.
19- تساهل بعض الناس في الفتوى لبعض الإخوة, ما توجيهكم لمثل هؤلاء يا شيخ؟
الواجب على المفتي أن يحذر مغبة الفتوى، وأن يتقي الله وألا يفتي إلا عن علم، يتقي الله ويحرص ألا يقول إلا عن علم، فالفتوى أمرها عظيم وخطرها كبير، يروى في حديث مرسل أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (أجرأهم على الفتيا أجرأهم على النار)، والله يقول- سبحان-: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (لأعراف:33)، فجعل القول على الله بغير علم فوق مرتبة الشرك، لعظم الخطأ، وقال عن الشيطان: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (البقرة:169) ، فأخبر أن الشيطان يأمرنا بالقول على الله بغير علم، فالواجب على طالب العلم أن يحذر القول على الله بغير علم، وأن يتقى الله في فتواه ولا يقدم إلا عن علم وعن بصيرة فيما يفتي به.
20- (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى)، ما معنى حسن الظن بالله؟
هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح (لا يموتن أحدكم وإلا وهو يحسن الظن بالله)، والله يقول: (أنا عند ظن عبدي بي)، والمعنى أن الذي يحسن ظنه بالله أن ربه جواد وأنه كريم, وأنه غفور رحيم- سبحانه-, وأنه يتوب على عباده إذا تابوا إليه, وأن فضله عظيم، يحسن ظنه بربه مع الجد في العمل الصالح مع التوبة، لا يحسن الظن بالرب ويقيم على المعاصي لا, يحسن ظنه بربه مع العمل الصالح، مع التوبة، مع الجد في الخير، أما إحسان الظن بالله مع الإقدام على المعاصي، والإصرار عليها فهذا غرور لا يجوز، لكن يحسن ظنه بربه أنه يقبل توبته, وأنه يعفو عنه ويجتهد في أسباب العفو، من الصدقة والرحمة بالفقراء, وكثرة الاستغفار، التوبة والندم والإقلاع, كثرة الأعمال الصالحات مع حسن الظن بالله، يحسن ظنه أن الله يقبلها وأنه لا يردها-سبحانه وتعالى-.
21- كنت أنا وزوجتي نصلي في جماعة -أي: في صف واحد- تصلي معي في صف واحد, وعندما سمعت من أحد الإخوة بأنه يقول: لا يجوز للمرأة أن تصلي مع الرجل في صف واحد فأصبحت أفكر كثيراً في الأيام التي كانت تصليها معي زوجتي في صف واحد, هل أعيد الصلاة؟
ليس عليك إعادة، لكن في المستقبل تكون خلفك النبي- صلى الله عليه وسلم- أمرهن أن يكن خلف الرجال، وصلى مرة في بيت أم أنس، فقام أنس عن يمينه والمرأة خلفه، جدة أنس، فالمقصود أن موقف النساء يكون خلف الرجال، حتى ولو زوجته تكون خلفه لا تصف معه.
22- سؤالي يتعلق بالنية, فمثلاً عندما أقف للصلاة وأعلم بأنني واقف لأداء الصلاة فهل يكفي ذلك أم لا بد من نطق بالنية, وقد سمعت من بعض الناس عندما يقف للصلاة وأثناء رفع اليدين لتكبيرة الإحرام يقول: نويت أن أصلي صلاة كذا.. ويسميها بعدد ركعاتها
النية محلها القلب، والسنة أن ينوي بقلبه فقط ولا يتكلم بلسانه، فإذا قام يصلي ناوياً صلاة الظهر كفى، صلاة العصر كفى، صلاة المغرب كفى، صلاة الضحى كفى، ولا يحتاج أن يقول نويت بدعة، يقول: نويت أن أصلي الظهر أربعا، العصر أربعا، المغرب ثلاثا، هذا بدعة لا أصل له، والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنما الأعمال بالنيات والنية محلها القلب)، وما كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يتلفظ بالنية، ولا أصحابه- رضي الله عنهم-، ويقول- عليه الصلاة والسلام-: (من عمل ليس عليه أمرنا فهو رد، يعني فهو مردود، فالواجب على كل مسلم أن تكون نيته بالقلب، وألا يتلفظ بها يقول: نويت أن أصلي كذا، أو نويت أن أطوف كذا، أو نويت أن أسعى كذا، لا، النية محلها القلب ويكفي والحمد لله.
23- لزوجي ابن أخت عمره ما يقارب من ثلاثة عشر عاماً, وأنا لا أحتجب عنه, وأشعر بضيق من هذا؛ لأنني أخاف أن أكون قد وقعت في الإثم, فأرجو من سماحتكم إخبارنا بالسن الذي يجب على المرأة أن تحتجب فيه عن الأطفال؟
يقول الله- جل وعلا- في كتابه العظيم في سورة النور: وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ(النور: من الآية59)، فإذا بلغ الحلم خمسة عشر سنة, أو أنزل المني عن شهوة, أو أنبت الشعرة وجب الاحتجاب عنه, ووجب عليه الاستئذان حتى يحتجبوا, وما دام لم يبلغ خمسة عشر سنة, ولم ينبت في الشعرة, ولم يحتلم يعني لم ينـزل المني فإنه طفل، لا يحتجب عنه، وإذا كان بلغ ثلاث عشرة سنة وأنت لا تعلمين حاله فالاحتجاب أحوط؛ لأنه قد يكون أنبت, قد يكون احتلم، ابن ثلاث عشرة سنة ابن اثنا عشر، حري بأن يحتلم من عشر فما فوق, إذا بلغ عشر فما فوق حري بأن يحتلم، فإذا احتجبتي عنه من عشر فأكثر من باب الاحتياط فحسن، وإلا فلا يجب إلا عن ابن خمسة عشر سنة فأكثر؛ لأنه هو المتوقع أنه احتلم أنه بلغ الحلم، أو شخص يقر ويعترف أنه احتلم وأنزل المني، أو يقر أنه أنبت فهذا يكون قد بلغ يحتجب عنه.
24- هل الدعاء يرد القدر، وكيف ذلك؟
لا، فالدعاء من الأسباب رد القدر المعلق، القدر يكون معلق, ويكون مبتوتا، فإذا كان قدر معلق قد قدر الله- جل وعلا- أن يهبه ولده إذا دعا ربه، فدعا ربه واستجاب دعوته هذا معلق بالدعاء، أو قدر الله له مالاً إذا دعا ربه في طلب ذلك المال فإذا دعا ربه يسر له المال المعلق على الدعاء، أو طلب زوجة طلب أن الله يزوجه فلانة والله قد أراد له ذلك بهذا الطلب قد علق القدر بهذا الطلب، أن فلان قدر الله في سابق علمه أنه يسأل ربه أن الله يزوجه فلانة بن فلان فإذا ألهمه الله الدعاء ووفقه للدعاء حصل المقدور المعلق، أما الأقدار المبتوتة التي ما هي معلقة هذه ما تتعلق بالدعاء، الموت المعلق في يوم معلوم دون دعاء إذا جاءه موته المحدود مات، دعا أو لم يدعُ.
25- هل يجوز لطالب العلم أن يترك والدته وحيدة ويذهب لطلب العلم الشرعي؟
هذا فيه تفصيل، إذا كان عندها من يقوم بحالها، ويخدمها ويقضي حاجاتها لا بأس؛ لأن طلب العلم واجب، فعليه أن يؤمن حاجاتها ويذهب لطلب العلم ولا بأس ولا حرج، والحمد لله. شكر الله لكم....
592 مشاهدة
-
1 حلقة 351: شرح حديث إن الله خلق آدم على صورته - ما حكم ذبيحة تارك الصلاة - ما حكم تعزية أهل من انتحر متعمدا - هل هناك صلاة تسمى صلاة التوبة - حكم الوفاء بالنذر - أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الدعوة إلى الله بالحكمة
-
2 حلقة 352: هل صحيح أن عدم ذهاب الرجل للصلاة مع الجماعة سبب في نزع البركة من حاله وماله - حكم الكذب على الله ورسوله - حكم الوصية بثلث المال - حكم رفع اليدين للدعاء بعد صلاة الفريضة - ما حكم الدعاء بعد النافل
-
3 حلقة 353: حكم عقوق الوالدين - ما هي الأوقات المستحبة لصلاة التطوع - حكم الدعاء في السجود أثناء صلاة الفريضة - حكم تغطية اليدين والرجلين للمرأة في الصلاة - حكم معاملة المسلم لغير للكافر - ما حكم اتباع المذاهب الأربعة
-
4 حلقة 354: ما هو نعيم الجنة - ما هي الأحاديث الواردة في فضل تسوية الصفوف - ما حكم زيارة القبور جماعيا - ما حكم من أنكر القياس - هل تصح صلاة الوتر بتشهد واحد - هل الركبة داخلة في العورة - ما حكم الصلاة في مسجد مهجور - حكم الوفاء بالنذور
-
5 حلقة 355: ما هي حدود الصبر في الابتلاء - ما معنى حديث من أتى مسجد قباء وصلى فيه كان كأجر عمرة - كم عدد صلاة النافلة القبلية والبعدية للصلاة الجمعة - ما حكم صيام يوم السبت منفرداً - ما حكم المزاح مع الوالدين - حكم التصدق عن الخال أو العم
-
6 حلقة 356: كيف يعلم العبد أن الله قد رضي عنه - ما هي الأدعية التي تقال للميت - فضل صلاة الليل - أحكام التجويد - ما هي الفترة المحدد للقصر الصلاة - هل على المأموم أن يقرأ الفاتحة في كل ركعة - هل تجوز قراءة الصلاة الإبراهيمية في سجود النافلة
-
7 حلقة 357: حكم حرمان البنات من الزواج - معنى: ما منكم من أحد إلا وقد عُلِمَ مقعده من الجنة والنار - حكم طاعة الوالدة في طلاق الزوجة - حكم الاحتفال بالمولد النبوي - من هم الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة - معنى كلمة سبحان - حكم النكت
-
8 حلقة 358: صلاة في مسجد ذو الحليفة فضل على غيره - حدود الحرم المدني - مسجد قباء - زيارة القبور - صحة العمرة معلقة بإجابة الدعاء - صلاة الجماعة - الصلاة خلف الراديو - حكم ذبيحة من لم يصل إلا يوم الجمعة - لبس النقاب للمحرمة
-
9 حلقة 359: كيف يعلم العبد أن الله قد رضي عنه - الأدعية التي تقال للميت - فضل صلاة الليل - أحكام التجويد - الفترة المحدد للقصر الصلاة - كيفية اتمام صلاة الجنازة - معنى حديث: من سنّ في الإسلام سنة حسنة - ما معنى سافروا تصحوا
-
10 حلقة 360: الأواني المطلية بماء الذهب - المقصود بأذكار الصباح والمساء - صلاة الضحى - المقصود بعدة المرأة - معنى المواقيت في الحج - مالمقصود بحب الدنيا - حكم قطع الصلاة من أجل ثعبان - الفرق بين الشرك والكفر - هل يجوز الأنين للمريض
-
11 حلقة 361: تخصيص نهاية الخطبة بقوله تعالى إن الله يأمر بالعدل - هل الخلاف بين العلماء رحمة - تفسير قوله تعالى إن الذين توفاهم الملائكة - حكم من قال بأنه لا خلود في الجنة ولا النار - علامات الساعة الصغرى التي تبقت - كيفية إصلاح القلب
-
12 حلقة 362: فضل الدعوة إلى الله - التصرف في أموال الوقف في غير ما وقف له - أحكام سجود التلاوة - حكم قضاء حاجة الكافر - حكم الجلوس مع المخطوبة - حكم كشف الوجه للدكتور بالنسبة للمرأة - حكم تركيب الأظافر - مسئولية المعلم أمام طلابه
-
13 حلقة 363: حكم من ترك الصلاة ثم تاب - ترجمة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - فضل الزواج - صلاة النساء جماعة في البيوت - أحكام رؤية المخطوبة - حكم دفن ورقة مكتوب عليها استغفار في قبر الميت - بر الوالدين بعد موتهما - زكاة رأس المال
-
14 حلقة 364: حكم من قال أن الله في كل مكان - حكم الصلاة بغير وضوء - مدة غياب الرجل عن زوجته - مذهب أهل السنة في الرجاء والخوف - عادات في تجهيز الزواج - حكم صلاة الخسوف بعد صلاة الفجر - تفسير قوله تعالى وشاهد ومشهود - أصحاب الأخدود
-
15 حلقة 365: حكم لعن الزوجة - حكم اللعن - ما تفسير خلق الإنسان من عجل - سبب نزول قوله تعالى ولقد استهزئ برسل من قبلك - أذكار تقال عند الفراغ من الصلاة - صيام الاثنين والخميس بنية تكفير الذنوب - كيفية صلاة الاستخارة - حكم تقبيل المصحف
-
16 حلقة 366: تفسير قوله تعالى فللذكر مثل حظ الأنثيين - أهمية العدل بين الأبناء - أهمية تربية الأبناء على الصلاة - حكم قتل الحيوان المؤذي - حكم المرور بين يدي المصلي - صلاة الوتر - حكم من ارتكب ذنبا يقام عليه الحد وهو لم يبلغ الحلم - اليمين الغموس
-
17 حلقة 367: عدة المرأة المطلقة - حكم من قال لزوجته أسكتي أو أطلقك - حكم أفطر رمضان بحجة حرارة الجو - حكم التبرك بالتراب الموجود على قبر الولي - مدة غياب الرجل عن زوجته - حكم تعليق السور القرآنية على الحائط - أضرار الغياب عن الزوجة
-
18 حلقة 368: حكم منع البنات من الزواج - علاج المحسود الذي أصابته عين - فضل ذكر الله - أيهما أفضل وصول الصدقة للوالدين, أو الدعاء لهما - حكم القول بفناء النار - فضل إرضاء الوالدين - فضل قراءة سورة الإخلاص
-
19 حلقة 369: حكم الذهاب إلى القبور للتبر بها - حكم الذهاب إلى الأولياء وطلب الغوث منهم - علامة حب الله للعبد - تفسير قوله ويكتب شقي - حكم الوقف على الذكور دون الإناث - حكم تمني الموت - هل في مال المتوفى زكاة؟ - حكم صلاة المرأة بالحلي
-
20 حلقة 370: تفسير قوله تعالى في سورة يوسف ( روح الله) - حكم الدعاء من الإمام بعد الصلاة والتأمين عليه جماعة - حكم قتل القرود المؤذية - تفسير قوله تعالى فقضاهن سبع سموات في يومين - حكم ترك طواف الإفاضة - ما سبب تسمية عيسى بالمسيح
-
21 حلقة 371: توجيه لمن يتهاون بالصلاة - حكم الزواج الذي عقده الأب لابنه دون وكالة منه - اللعاب لا يضر الصيام - الاستفسار عن كتاب ضياء الصالحين - عدد ركعات صلاة الضحى - حكم إكراه البنت على الزواج - ولدها لا يصلي
-
22 حلقة 372: كيفية التخلص من الأموال المسروقة - حكم إطالة الأظافر - حكم كشف الوجه للمرأة - حكم التعامل مع البنوك - حكم تصرف المرأة في مالها الخاص - حكم تصرف الرجل في مال زوجته - إذا أطال الأمام في جلوس التشهد الأول
-
23 حلقة 373: ما حكم المرور بين صفوف - من أدرك الإمام راكعا يكبر تكبيرة الإحرام ثم تكبيرة الركوع - حكم من يضيف للأذان شيئا من القرآن أو الأدعية - بدع عن دفن الميت - الحكمة في الدعوة إلى الله عزوجل - ما حكم صبغ المرأة شعرها لزوجها
-
24 حلقة 374: حكم دفن الأموات داخل المساجد - حكم إخال قبر النبي في مسجد النبي - حكم مس المصحف للمحدث - هل يشترط أن يصل الماء إلى منابت الشعر عند الوضوء عند صاحب اللحية الكثيفة؟ - حكم إزالة شعر المرأة من وجهها
-
25 حلقة 375: التوسل بجاه النبي - كيفية الدعاء للميت، وحكم دعاء الأموات - قواعد العذر بالجهل - صحة حديث بلغوا عني ولو آية - عقوق الوالدين - صفات السبعون الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب - هل يحاسب الإنسان على ما يجول في نفسه
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد