حلقة 633: حلف رجل أن لا يصلي مع صاحبه أبدا فماذا عليه - هل يجوز التيمم مع وجود ماء الشرب - كان لا يصلي أبداً وبعد التوبة هل عليه قضاء ما فات من الصلاة - صحة حديث ثلاثة أجسامهم حرمت على الأرض - تشميت النصراني إذا عطس

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

33 / 50 محاضرة

حلقة 633: حلف رجل أن لا يصلي مع صاحبه أبدا فماذا عليه - هل يجوز التيمم مع وجود ماء الشرب - كان لا يصلي أبداً وبعد التوبة هل عليه قضاء ما فات من الصلاة - صحة حديث ثلاثة أجسامهم حرمت على الأرض - تشميت النصراني إذا عطس

1-   حصل نزاع بين راعيين من رعاة الغنم وكانا يصليان معاً، ولما اشتد الخصام بينهما أقسم أحدهما إلا يصلي أبداً بسبب الشخص الثاني، وسؤالي: هل يكفر عن يمينه، وهل عليه إثم، أم أن الإثم على المتسبب وهو الشخص الثاني؟ أفيدونا أفادكم الله.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فالواجب على هذا الذي حلف أن يكفر عن يمينه وأن يتوب إلى الله جل وعلا مما قاله، فإن الصلاة عمود الإسلام ولا يجوز لمسلم أن يتركها، بل يجب عليه أن يصليها حتى ولو كان في المرض يصلي على حسب حاله، قاعداً إن عجز عن القيام أو على جنبه إن عجز على القعود، أو مستلقياً إن عجز عن الصلاة على جنبه، كما جاءت به السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ولا يكون هذا النزاع عذراً له في ترك الصلاة، بل يجب أن يتوب إلى الله من هذه اليمين الظالمة، وأن يصلي كما أمره الله وأن يكفر عن يمينه بكفارة اليمين المعلومة وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبةٍ مؤمنة، فمن عجز عن ذلك صام ثلاثة أيام كما نص عليه المولى جل وعلا في كتابه الكريم في سورة المائدة، وعليه أن يصلي جماعةً أيضاً، سواء مع الراعي الذي معه أو مع غيره، وينبغي لهما الصلح فيما بينهما، وأن يصليا جميعاً، وأن يستعيذا بالله من الشيطان الرجيم، وأن يدعا النزاع فهما راعيان يحتاجان إلى مصالحة والمؤانسة والتعاون، وهذه نزغة شيطانية يجب عليهما التوبة إلى الله منها، والحذر من أسباب الفرقة، وعليهما أن يتعاونا على البر والتقوى، وأن يحذرا نزغات الشيطان التي تسبب التهاجر والتقاطع والتشاحن بينهما، نسأل الله للجميع الهداية. 
 
2-   أنا راعي غنم، ومعظم وقتي أقضيه في الصحراء حيث يندر المطر صيفاً ويشتد البرد شتاء، وقد أحتاج إلى الغسل، فهل يصح لي التيمم مع وجود الماء الذي هو للشرب فقط؟
الله سبحانه يقول:فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً... الآية، فإذا كان الماء الذي لديك قليلاً لا يكفي إلا للشرب، وليس بقربك ماء تستطيع الذهاب إليه وتتوضأ منه فلا حرج في التيمم، لأن الماء القليل وجوده كالعدم، لأنك بحاجة إليه، أما إذا كان في الإمكان الذهاب إلى الماء لقربه منك فإنك تذهب إليه وتتوضأ ولا تتيمم لأن الله يقول: فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيدكم منه، وإذا كنت تجد الماء حولك أو أن تحول قرية تستطيع الذهاب إليها، أو إلى ماءٍ من ماء المطر أو غير هذا من المياه التي تستطيع الحصول عليها قريباً منك، فعليك أن تتوضأ، وأما إذا لم تستطع فاتقوا الله ما استطعتم، لا حرج عليك في التيمم، بل يجب عليك التيمم وأن تصلي لأنك فاقد للماء. 
 
3-   أنا شاب عمري خمسة وعشرون عاماً، انقطعت عن الصلاة تهاوناً لمدة تسع سنوات، والآن قد تبت إلى الله، لكنني حائر في أمر الصلوات الماضية، هل أقضيها، وإذا كنت سأقضيها هل أصلي مع كل فرض جديد فرض قديماً حتى تنتهي المدة؟ أفيدوني أفادكم الله.
الحمد لله الذي من عليك بالتوبة، ونوصيك بلزوم التوبة والاستقامة عليها وشكر الله على ذلك سبحانه وتعالى، والحذر من صحبة الأشرار الذين قد يجرونك إلى العودة إلى ترك الصلاة، وأما القضاء فليس عليك قضاء، التوبة كافية، لأن التوبة تجب ما قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله، والذين ارتدوا في عهد الصحابة رضي الله عنهم لما تابوا لما يأمروهم الصحابة بالقضاء، المقصود أن التوبة تكفي والحمد لله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها)، فليس عليك قضاء للصلوات الماضية، في السنوات التسع، وعليك أن تلزم التوبة والندم على ما مضى، توبة حقيقتها الندم على الماضي من الفعل السيئ، والإقلاع من ذلك، والحذر منه مع العزم الصادق أن لا تعود إليه، فنوصيك يا أخي بلزوم التوبة والاستقامة عليها، وسؤال الله الثبات على الحق والاستقامة عليه، كما نوصيك بالمحافظة على الصلاة وأداءها في الجماعة في المساجد، والحذر من صحبة الأشرار الذين قد يجرونك إلى ما حرم الله من ترك الصلاة أو غير ذلك من الشرور. نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات على الحق. 
 
4- ثلاثة أجسامهم حرمت على الأرض: الأنبياء والشهداء وحفظة القرآن الذين عملوا به، هل هذا حديث صحيح؟
لا نعلم له أصلاً، وإنما المحفوظ والمعروف أن الله جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء خاصة كما جاء الحديث عنه عليه الصلاة والسلام، وأما الأولياء وحفظة القرآن فلا أصل لهذا في حقهم، وإنما الثابت في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن الأرض حرم على الأرض أن تأكل أجسادهم. 
 
5-   سمعنا أن المقابر تزال بعد مرور أربعين عاماً على آخر دفين فيها، فهل هذا صحيح؛ لأننا نرى العظام قد درست لا فرق بين جثة وجثة؟ أفيدونا أفادكم الله.
ليس لهذا أصل، ولكن ذكر جمع من العلماء أن المقبرة إذا كانت طالت بها المدة وفنيت العظام وصار الميت تراباً جاز أن يدفن فيه غيره، وأما بعدما له بقايا من عظام، رفات، فإن الذي ينبغي من الواجب أن لا يدفن معه غيره إلا عند الضرورة لضيق الأرض وكثرة الموتى، كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -يوم أحد لما كثر الموتى دفنوا الاثنين والثلاثة في قبرٍ واحد، أما عند السعة فالواجب أن يكون كل واحد في قبر، وأن لا يدفن معه أحد حتى يبلى بالكلية ولا يبقى له أثر، لا عظم ولا غيره، وأما هذا الحديث الذي ذكرته أربعين عاما هذا لا أصل له. 
 
6-  هل يجوز تشميت النصراني إذا عطس؛ لأنه يبادلنا ذلك؟
نعم، يقال: يهديكم الله، كان اليهود يتعاطسون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول لهم إذا عطسوا وحمدوا الله يقول: يهديكم الله، أما المسلم فيقال له: (يرحمك الله)، وهو يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم، أما إذا عطس الكافر من يهود أو نصارى أو غيرهم وحمد الله، سمعته يحمد الله تقول له: يهديك الله، كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -مع اليهود. 
 
7- هل يظهر الجن لبعض الناس ويعقد صداقات معهم، وهل الجني هو الشيطان؟
قد يظهر الجن لبعض الناس، والجن ثقل مستقل غير الإنس، والمشهور عند العلماء أنهم أولاد الشيطان، كما أن آدم أولاده الإنس، فالشيطان الذي هو الجان الذي امتنع من السجود لآدم هو أبو الجن، فمؤمنهم طيب وكافرهم مثل كافر الإنس خبيث، فيهم الفاسق وفيهم الكافر، وفيهم المؤمن الطيب، وفيهم العاصي فهم أقسام مثل الإنس، قد يتصل بعض الناس بهم، وقد يكلمهم ويكلمونه، قد يراهم بعض الناس، لكن الأغلب أنهم لا يرون كما قال الله تعالى:إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم، يعني يروننا من حيث لا نراهم، وليس معنى أننا لا نراهم، قد نراهم، لكن من حيث لا نراهم قد يروننا في جهات يروونا فيها ولا نراهم فيها، لكن الجني قد يبدو لبعض الناس في الصحراء، في البيوت، قد يخاطب، وقد حدثنا جماعة من العلماء عن وقائع كثيرة من هذا، فإن بعض الجن حضروا مجالس العلم وسألوا عن بعض مسائل العلم وإن كانوا لا يرون، وبعض الناس قد يراهم يتمثلون له في الصحراء، أو في غير الصحراء، لكن لا تجوز عبادتهم من دون الله، ولا الاستغاثة بهم، ولا الاستعانة بهم على عظام المسلمين، ولا سؤالهم عن علم الغيب بل يجب أن يحذروا، أما دعوتهم إلى الله إذا عرفتهم وتعليمهم ما ينفعهم، ونصيحتهم ووعظهم وتذكيرهم فلا بأس بذلك، أما الاستعانة بهم، أو الاستغاثة بهم، أو النذر لهم، أو التقرب لهم بالذبائح خوف شرهم كل هذا منكر، قال الله جل وعلا: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً، يعني زادوهم شراً وبلاءً، والآية فيها تفسيران أحدهما: زادوه يعني الجن زادوا الإنس ذعراً وخوفاً، فزاد الجن الإنس ذعراً وخوفاً منه، والمعنى الثاني: زادوهم رهقاً، زاد الإنس والجن رهقاً يعني طغياناً وكفراً، وعدواناً عليهم لأنهم لما رأوا الإنس يخافونهم تكبروا عليهم وزادوا في إخافتهم، وبكل حال فلا يجوز سؤالهم ولا الاستغاثة بهم، ولا النذر لهم، ولا نداؤهم في طلب حاجة أو شفاء مريض أو ما أشبه ذلك، لكن إذا كلمهم ينصحهم ويذكرهم ويدعوهم إلى الله ويعلمهم ما ينفعهم فلا حرج في ذلك، كالإنس.  
 
8-  هل يؤثر الوسواس في صلاة المؤتم؟
المشروع للمؤمن سواء كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً أن يعتني بصلاته، وأن يقبل عليها بقلبه وقالها وأن يخشع فيها، وأن يحذر الوساوس التي تشغله عنها، كما قال الله سبحانه في وصف أهل الإيمان:قد أفلح المؤمنون الذي هم في صلاتهم خاشعون، فالمؤمن يقبل على صلاته، وينظر إلى موضع سجوده، ويشتغل بها في أداء ما أوجب الله فيها وما شرع من القراءة والأذكار الشرعية في الركوع والسجود والاعتدال وفي حال الجلوس بين السجدتين، يعني يشتغل فيها بما شرع الله، ويقبل فيها بقلبه، ويجمع قلبه عليها حتى لا يشغل بغيرها، هكذا ينبغي للمؤمن والمؤمنة الإقبال على الصلاة والعناية بها، وإحضار القلب فيها والخشوع فيها والسكون وعدم العبث، وأن يعني بجميع ما شرع الله فيها، وأن يستحضر أنه بين يدي الله، وأن الله جل وعلا يشاهده، وأنه بين يدي ربه سبحانه وتعالى، فليستحضر ذلك وأنه كأنه يشاهد الله، كما في الحديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (الإحسان أو تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فالمؤمن يستحضر كأنه يشاهد الله حتى يجمع قلبه على الصلاة، حتى يخشع فيها، فإن لم يتم له ذلك فليعلم أن الله يشاهده وأن الله يراه، وأن الله يقبل على عبده المصلي ما دام المصلي يقبل عليه سبحانه حتى لا يشغل عنها بالوساوس، لكن لو عرض له وسواس ما يضر صلاته، ما يبطلها، لكن ينقص أجره، كل ما زادت الوسوسة نقص الأجر. 
 
9-  أسألكم عن التسمية بهذه الأسماء: (إيمان)؟
نعم، في أسماء أخرى؟ حمد النيل؟ أما إيمان فلا نعلم فيها بأس، مثل ناصر وصالح وعامر، أسماء غير مقصودة، المقصود اسم اللفظ، حمد النيل ما نعرف معناه، حمد النيل ما أعرف معناه، هذه الكلمة محل نظر، النيل لا يحمد، شط النيل إن كان قصده النهر، النيل ما له حمد خاص النيل، فلا ينبغي التسمية بهذا الاسم. 
 
10- أنا شاب أدرس في الثانوية ولدي أب وأم ويوجد لديهم غنم، ويوم العطلة وهو يوم الجمعة أذهب لرعي الغنم وذلك خارج إرادتي، فهل أرفض أمر أبي وأمي وأذهب إلى صلاة الجمعة أم أبقى مع الغنم؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كان والداك في حاجة إليك، والغنم في حاجة إليك ما فيها من يراعها فلا مانع من مساعدة والدك وبره وأن تذهب في الرعي ويكون عذراً لك ذلك في صلاة الظهر، تصلي ظهراً، إذا لم يكن هناك أحد يكفيك عن الرعي حتى تصلي الجمعة إذا كنت قريب من المساجد في الجمعة، أما إذا كنت والغنم بعيدة عن مساجد الجمعة، يعني لا تسمع النداء فليس عليك إلا الظهر، وهذا من بر والديك، أما إن تيسر من يكفيك رعيها وقت الصلاة وأنت قريب من المسجد وأن تسمع الأذان تصلي الجمعة وترجع إليها، إذا وجدت من يكفيك من نساء ثقات أو إنسانٍ آخر يقوم مقامك ليس عليه جمعة كالمريض ونحوه فلا بأس في ذلك، أو صبي صغير ما عليه جمعة، تثق به في رعايتها فلا بأس، يلزمك أن تصلي الجمعة إذا كنت قريب تسمع النداء أما إذا كنت بعيداً فلا جمعة عليك، تصلي ظهراً والحمد لله، وتبر والديك وتساعدهما. 
 
11-  إن من عادتنا في الأفراح أن يحضر بعض الرجال ليطبل للنساء، وفي بعض الأحيان يكون الرجل عريان الظهر والبطن، فما رأيكم في ذلك؟
لا يجوز هذا، عمل سيء بين النساء، النساء يضربن الدف بينهن في الأفراح فقط من دون مكبرات صوت، ومن دون مطربات، بينهن دف يسمونه الطار ليس له إلا وجه واحد، هذا لا بأس به بين النساء خاصة، كما كان يفعل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعده، أما الطبل فلا يجوز، لا يجوز للنساء ولا للرجال، الطبل من آلات الملاهي الممنوعة، ولا يجوز للرجل أن يعمل بين النساء، لا مكشوف الظهر ولا مكشوف البطن، مطلقاً، بل هذا تبع الرجال يكون عمله مع الرجال، في المسابقات في أشياء جائزة شرعاً لا بأس، أما مع النساء لا، لا يكون مع النساء ولا يعمل مع النساء بل يبتعد عن ذلك لأن جلوسه معهن فيه فتنة، له ولهن جميعاً، فالواجب البعد عن هذا الشيء. 
 
12-  يوجد في قريتنا أناس يحضرون يوم الجمعة ومعهم ريحان فيقومون برميه على المصلين والإمام يخطب، فهل هذا مخل بالصلاة؟
ليس هذا مخل بالصلاة، إذا طرحوه في المسجد لا يضر إن شاء الله، لأجل الرائحة الطيبة، وهو....... لا تشغلهم عن سماع الخطبة ولا عن تحية المسجد، إذا دخلوا ورموه وصلوا تحية المسجد وجلسوا يسمعون الخطبة ليس في هذا شيء، أما إذا كان للمؤونة يعني يشوش على الناس أو يشغلهم عن تحية المسجد وقتاً طويلاً ينبغي تأجيله إلى وقتٍ آخر، أو تبكير به يوم الجمعة قبل الخطبة حتى يطرح في المسجد أما وقت الخطبة فينبغي له إذا جاء أن يشتغل بركعتي التحية، تحية المسجد ركعتين ثم يستمع إلى الخطبة، أما إذا كان شجرة..... يرمي بها وهو ماشي ما تشوش على أحد فلا حرج في ذلك. 
 
13-   إنني قد تزوجت ولم أبلغ سن الرشد، وإن ولي أمري هو الذي تولى تزويجي، وحيث أنني لم أعلم ذلك الوقت مسؤولية ذلك الزواج، وتزوجت بعقدٍ ومهرٍ قدره ثمانية آلاف ريال، لكنني لم أدفع المهر المعلوم في العقد، وقد زوج ولي أمري شقيقتي لأخ زوجتي، وقد أنجبت زوجتي ما يزيد عن عشرة أبناء، أسأل الآن هل هذا الزواج صحيح، وماذا يجب علي فعله إذا كان غير صحيح، هل أجدد عقد الزواج؟ أرشدوني جزاكم الله خيراً.
هذا العقد فيه نظر، والذي نرى أن تراجع المحكمة لأنه قد يكون عقد شغار، قد يكون فيه تشارط، والشغار لا يجوز، وهو نكاح البدل، فعليك أن تراجع أنت ووالدك وزوج أختك عليكم أن تراجعوا المحكمة وهي تفيدكم إن شاء الله في بلدكم، حتى تعرف الحقيقة المحكمة وتعرف هل شروط الشغار موجودة فيه أم لا؟، وفيما تراه المحكمة إن شاء الله الكفاية، فعليكما أنت ووالدك، أو وليك إن كان من غير الوالد عليكما أن تراجعا المحكمة مع زوج أختك حتى تنظر المحكمة بالزواج الذي أشرت إليه. 
 
14-   إني شاب في السابعة والعشرين من عمري أريد أن أتزوج ولا أطيق ذلك؛ لأننا في بلدنا يطلبون علينا المهر وهو خمسة إلى عشرة آلاف دينار، وأنا لا أملك سوى راتبي الذي لا يكفي إلا لعيشي أنا وعائلتي، فأرشدوني سماحة الشيخ كيف أتصرف؟ جزاكم الله خيراً.
نوصيك بتقوى الله والصبر حتى تستطيع الزواج، ونوصيك أيضاً بالصوم إذا تيسر لك ذلك؛ لأن الله يقول سبحانه في كتابه العظيم: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله، فأنت مأمور بالاستعفاف عما حرم الله حتى يغنيك الله من فضله وتستطيع الزواج. ونوصيك أيضاً بالصيام، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، فإذا كنت عاجزاً عن النكاح فاتق الله واصبر واجتهد في البعد عن أسباب الفتنة، وعن النظر إلى النساء أو مخالطة النساء حتى يسهل الله لك الزواج. وإن تيسر لك القرض من بعض إخوانك وتتزوج فسوف يعفي الله عنك، اقترض من بعض إخوانك وتزوج وأبشر بالخير، الله يقول سبحانه: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإماءكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثة حق على الله عونهم) وذكر منهم: المتزوج يريد العفاف. ويقول - صلى الله عليه وسلم-: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه)، فأنت إذا أخذت ذلك تريد العفاف فأنت على خير والله جل وعلا يفي عنك سبحانه وتعالى، فإذا تيسر لك من إخوانك الطيبين من يقرضك ما يعينك على الزواج ولو من جماعة، هذا من كذا، وهذا من كذا حتى تتزوج فهذا مناسب، وينبغي البدار به حرصا ًعلى العفة، والسلامة، أما إذا لم يتيسر ذلك فاصبر وصابر واجتهد في جمع ما تيسر من النقود حتى تستطيع الزواج، يسر الله أمرك، وأعانك على ما فيه عفتك وسلامتك. 
 
15-   أعمل طباخاً لدى شركة أجنبية، وأقوم بطهي لحم الخنزير رغم يقيني بحرمته، علماً بأني لا أذوقه ولا أقدمه للعمال المسلمين، هل عليّ إثم من طبخه وتقديمه للأجانب؟
نعم نعم، ليس لك ذلك، الله يقول سبحانه:وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وطبخ الخنزير وتقديمه للضيوف أو لمن استعملك في هذا الشيء منكر ومعاونة على منكر، لأن الله حرم عليهم الخنزير كما حرمه على المسلمين فليس لك أن تعينهم على ما حرم الله، كما أنك ليس لك أن تعينهم على الشرك وعبادة عيسى عليه الصلاة والسلام، وليس لك أن تعينهم على شرب الخمر ولا غيرها من المعاصي، فهكذا طبخ الخنزير، وتقديمه لهم أو للضيوف كله منكر، فالواجب عليك الحذر من ذلك والاستقالة والبعد عنهم، إذا كنت صادقاً في إسلامك، نسأل الله لنا ولك الهداية. 
 
16-  هل يجوز النداء على الأشياء المفقودة داخل المسجد؟
لا، لا يجوز ذلك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك). ينشد: يعني يطلب ضالة، يقول: من يعرف كذا؟ من يدل على كذا؟ ما يجوز هذا في المساجد، لم تبنى لهذا، ولكن يقف عند المسجد من خارج، من باب المسجد من خارج، وينادي لا بأس، المقصود حاصل إذا وقف عند الباب من خارج ونادى كفى، أما من داخل المسجد فلا يجوز. 
 
17-   جرت العادة عندنا أنه إذا دخل أحدنا العمل قرأ الفاتحة بصوت عالٍ، وإذا قمنا بصلح بين جماعة قرأنا الفاتحة للنبي - صلى الله عليه وسلم-، وإذا حضرنا عزاءاً لمتوفى نقول: الفاتحة للمتوفى، هل هذا جائز، أم أنه بدعة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
هذا لا دليل عليه، بل هو بدعة والواجب تركه، أصلح الله حال الجميع. 
 
18-   والدي لم يبدأ الصلاة إلا في رمضان الماضي مع أنه في الخمسين من عمره، ولم يصم في حياته شهراً من أشهر رمضان، وحجته التي يحتج بها أنه لا يتحمل الجوع والعطش، وقد نصحناه بأن حكمة الصوم في الجوع والصبر لكنه لم يقتنع، كما أنه لا يزكي رغم نصحنا له، ويقول: بأنه يعطي بعض المحتاجين بين وقت وآخر، وبينا له الفرق بين الزكاة والصدقة لكنه يصر على موقفه، كما أنه يرتكب بعض الأعمال المحرمة، ونحن نسمع في هذا البرنامج مثل الحلف على السلعة عند بيعها، فهل أكلنا من ماله حلال أم أنه حرام علينا، علماً بأننا صغار ولا نملك مصدراً للرزق إلا عن طريقه وهو لا يبخل علينا بشيء، أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الواجب على هذا الرجل التوبة إلى الله، والمبادرة إلى الصلاة والحمد لله الذي هداه وبدأ إلى الصلاة في رمضان فعليه أن يستمر وأن يتوب إلى الله مما سلف، والتوبة تجب ما قبلها، التوبة تجب ما قبلها فلا صلاة عليه ولا صوم عليه عن الماضي لأنه في حالة الماضي كافر بترك الصلاة فإذا منّ الله عليه بالتوبة واستقام على الصلاة فعليه أن يزكي في المستقبل، ويصوم رمضان في المستقبل، وعليكم أن تساعدوه على ذلك بالنصيحة والتوجيه والكلام الطيب والأسلوب الحسن لا بالعنف والشدة، كما أنه ينبغي لكم أيضاً أن تستعينوا في ذلك بالطيبين من أقاربكم كأخواله أو أعمامه أو أبيه إن كان له أب طيب حتى يساعد في هذا الأمر، والله يقول جل وعلا: وتعاونوا على البر والتقوى. ويقول سبحانه: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فتوجيهه إلى الخير وتعليمه ونصيحته من التواصي بالحق، والرسول يقول – عليه الصلاة والسلام - : الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله: قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم. وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن مرآة أخيه المؤمن. ويقول عليه الصلاة والسلام لما بايعه جرير يقول جرير رضي الله عنه يقول جرير بن عبد الله البجلي: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. فأنتم لكم حق عظيم أن تنصحوه بالأسلوب الحسن والكلام الطيب، والرفق وأن تلتمسوا من يساعده في ذلك من الأقارب والأصدقاء حتى يستمر في الصلاة إن شاء الله ويستقيم..   

442 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply