حلقة 686: الطلاق - حكم صلاة ثلاثة جاؤوا والإمام في التشهد الأخير - الأذكار بعد صلاتي المغرب والفجر - قال لزوجته إذا ذهبت إلى أهلك فأنت محرمة فذهبت - حكم قراءة القرآن على الميت والذبح عنه - الزواج ليس شرطا في الحج

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

36 / 50 محاضرة

حلقة 686: الطلاق - حكم صلاة ثلاثة جاؤوا والإمام في التشهد الأخير - الأذكار بعد صلاتي المغرب والفجر - قال لزوجته إذا ذهبت إلى أهلك فأنت محرمة فذهبت - حكم قراءة القرآن على الميت والذبح عنه - الزواج ليس شرطا في الحج

1-   لقد حدث أن طلقت زوجتي طلقة واحدة وكنت غاضباً؛ لعدم احترامها لي ولسبها والدي، وقلت لها بالفظ: أنت طالق! وهذه أول مرة في حياتنا الزوجية التي له حتى الآن خمسة عشر شهراً، ولكنها اتضح بعد مراجعتها أنها كانت حائض، وكنت لم أعاشرها لمدة أيام بسبب وجودها مع والدها المريض، ولقد سمعت يا سماحة الشيخ عن علماء مثل ابن تيمية وابن القيم وهم يرون أن مثل هذا الطلاق لا يقع؛ لأنه لم يكن على كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، ولقد سألت بعض العلماء المسلمين في السودان فأجازوا وقوع الطلاق، ولكن الآن يا سماحة الشيخ أستعين بالله ثم بكم لمعرفة رأيكم فيما فعلت بعد استعانتي بالله العزيز، جزاكم الله خيراً، وجهوني وانصحوني كيف أتصرف، وفقكم الله وتقبل منكم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذه المسألة تراجع فيها أيها السائل المفتي لديكم وفيما يراه الكفاية إن شاء الله، وفق الله الجميع.  
 
2-   إذا جاء جماعة حوالي ثلاثة أو أربعة، والإمام جالس في التشهد الأخير، ثم اشترك هؤلاء الثلاثة في هذه الفريضة، وعندما سلم الإمام قام هؤلاء الجماعة، وتقدم واحد منهم وأم هؤلاء وصلى بهم، نرجوا منكم التوضيح، هل ما فعلوه سليم؟
صلاتهم صحيحة، ولا بأس بذلك، لكن الأولى ترك ذلك وأن يقضي كل واحد لنفسه، هذا هو الذي ينبغي، كل واحد يقضي لنفسه؛ لأنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -لما جاءه عبد الرحمن بن عوف قد صلى بالناس ركعة في غزوة تبوك، صلى مع عبد الرحمن الركعتين التي بقيت هو والمغيرة، فلما سلم عبد الرحمن قام النبي -صلى الله عليه وسلم -وقام المغيرة وقضى كل واحد لنفسه الركعة التي فاتته، هذا هو الأفضل أن كل واحد يقضي لنفسه، ولا يحتاج يتقدمهم واحد منهم، ويصلي بهم، لكن صلاتهم صحيحة، لا نعلم مانعاً من صحتها.  
 
3-  ما هي الأذكار والدعوات التي يقولها المسلم بعد صلاتي المغرب والفجر؟
السنة بعد الصلوات الخمس جميعاً أن يستغفر الله ثلاثاً إذا سلم ويقول:( اللهم أنت السلام، ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام)، جميعاً، الإمام والمأموم والمنفرد، كل واحد إذا سلم يقول: (أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، الرجل والمرأة، والإمام والمأموم والمنفرد، والإمام إذا فرغ من هذا ينصرف إلى الناس، الإمام إذا فرغ من هذا انصرف إلى الناس وأعطاهم وجهه، وكمل الذكر ثم يقول بعد هذا كل من الإمام والمأموم والمنفرد:( لا إله إلا وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، في جميع الصلوات الخمس، الرجل والمرأة والإمام والمأموم والمنفرد، وفي المغرب والفجر يستحب الزيادة على ذلك أن يقول(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير)، (عشر مرات) زيادة، الرجل والمرأة والإمام والمأموم والمنفرد، في المغرب وفي الفجر، جاء هذا في عدة أحاديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، يقول:(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير)، (عشر مرات)، بعد هذا الذكر في الفجر وفي المغرب، ويستحب أن يقول: (اللهم أجرني من النار)، (سبع مرات)، بعد الفجر والمغرب، يعني بعد الذكر في الفجر وفي المغرب، روى فيها أبو داود حديثاً لا بأس به، فيستحب أن يقول: اللهم أجرني من النار، اللهم أجرني من النار، اللهم أجرني من النار، سبع مرات، بعد الفجر وبعد المغرب، ثم بعد ذلك في جميع الصلوات يقول كل واحد:(سبحان الله والحمد لله والله أكبر)، ثلاثة وثلاثين مرة، الرجل والمرأة والإمام والمأموم والمنفرد، بعد الفرائض الخمس بعد كل واحدة، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، هذا سنة، ويستحب أن يقول بعد هذا:(الله لا إله إلا هو الحي القيوم، آية الكرسي)، إلى قوله:(ولا يؤدوه حفظهما وهو العلي العظيم)، هذا آخرها، ويستحب أيضاً أن يقرأ:(قل هو الله أحد)، والمعوذتين بعد كل صلاة، إلا في المغرب والفجر فيكررها ثلاثاً، يكرر السور ثلاث بعد الفجر وبعد المغرب ثلاث مرات، هذا هو الأفضل وكل هذا سنة، كل هذا جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفق الله الجميع.  
 
4-   أنا متزوج منذ عشر سنوات وعندي ثلاثة أولاد، قلت لزوجتي عندما سافرت: لا تذهبي لزيارة أهلك! وإذا ذهبت أنت محرمة، وقلتها ثلاث مرات، لم أعرف معناها جيداً في ذلك الوقت، المهم في الأمر أنها ذهبت رغم ما قلت لها، أرجو إفادتي يا سماحة الشيخ عن الحكم؟ جزاكم الله خيراً.
هذا يختلف بحسب النية، إن كنت أردت تحريمها إذا خرجت أو طلاقها إذا خرجت، فإنها تحرم إذا خرجت، وعليك كفارة الظهار، عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين، فإن عجزت تطعم ستين مسكيناً، ثلاثين صاعاً، كل مسكين نصف الصاع من التمر، أو الأرز، أو غيرهما، من أقوات البلد، فأما إن كنت أردت الطلاق، فهي طلقة واحدة، إن أردت إيقاع الطلاق بخروجها بهذا...... محرمة، إذا أردت الطلاق فالأعمال بالنيات، يقع طلقة وتراجعها، تقول: قد راجعت زوجتي، وتشاهد اثنين أفضل من إخوانك الطيبين أنك راجعتها، إذا كنت ما طلقتها قبل هذا طلقتين، أما إن كنت ما أردت الطلاق ولا أردت التحريم، إنما أردت منعها، حين قلت إن ذهبت، أردت المنع فقط، ولم تقصد لا تحريماً ولا طلاقاً، إنما أردت منعها وتهديدها، فعليك كفارة اليمين، ولا يقع بخروجها على الصحيح من كلام أهل العلم؛ لأن هذا التعليق بهذه النية في حكم اليمين إذا كان بنية المنع، أو التهديد لا بنية الطلاق ولا بنية التحريم، هذا يكون في حكم اليمين بهذه النية، والرسول -عليه السلام- يقول: (الأعمال بالنيات)، وأنت أعلم بنيتك، نسأل الله لنا ولك التوفيق.  
 
5-   هل قراءة القرآن على الميت حلال، وهل الذبيحة التي يذبحها أهل الميت قبل خروجه إلى الدفن لها أجر يلحق الميت في قبره؟ نرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً.
أولاً التسمي بعبد النبي لايجوز، كون اسم أبيك عبد النبي هذا خطأ، الأسماء تكون بالله أجمع العلماء على أنه لا يجوز التعبيد لغير الله، فلا يقال عبد النبي ولا عبد الكعبة ولا عبد عمر ولكن يقال عبد الله، عبد الرحمن، عبد اللطيف، وأشباه ذلك من أسماء الله -سبحانه وتعالى-، فالواجب على أبيه إن كان حياً أن يغيره فيقول عبد رب النبي، يغير اسمه بعبد رب النبي، أو عبد الله، أو عبد الرحمن، يغيّره إذا كان حياً، أما إذا مات فالأمر مضى. نعم تعيد السؤال؟ لا بأس. يقول: هل قراءة القرآن على الميت حلال، وهل الذبيحة التي يذبحها أهل الميت قبل خروجه إلى الدفن لها أجر يلحق الميت في قبره؟ أما قراءة القرآن على الميت فلا أصل لها، لا يقرأ على الميت، ولا عند القبر كل هذا بدعة، أما قبل الموت في حال كونه محتضراً، فهذا لا بأس أن يُقرأ عنده سورة يس أو غيرها من القرآن؛ لأنه روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال: (اقرؤوا على موتاكم يس)، موتاكم يعني محتضريكم، المحتضر يقال له ميت، ومن هذا قوله -صلى الله عليه وسلم-:( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، يعني من حضره الموت، يقال له: قل لا إله إلا الله، حتى يكون آخر كلامه لا إله إلا الله، أما كونه بعد الموت يقرأ عليه، لا، غير مشروع، كذلك عند القبر غير مشروع، فينبغي للمؤمن أن يتأدب بالآداب الشرعية، ويحرص على التمسك بما شرع الله لعباده، ويتواصى مع إخوانه في ذلك؛ لأن الله –جل وعلا- قال:وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ سورة العصر، وهكذا الذبح بعد الموت غير مشروع أنه يذبح، يقيم مأتم، أو يتصدق بها عند الموت، هذا لا دليل عليه، لكن إذا تصدق عنه بعد ذلك،لا عند الموت، يتصدق عنه بدارهم يتصدق، عنه بطعام، أو ذبيحة وزعها على الفقراء لا عند الموت، بل في أوقات أخرى، فلا بأس بذلك؛ لأن الصدقة تنفع الميت، أما اعتقاده أنه يذبح عند الموت ذبيحة، هذا لا أصل له.  
 
6-  بلغت من العمر خمسة وأربعين عاماً، وذهبت إلى الحج، وقضيت المناسك كلها، هل لي حَجَة أم لا؛ لأني لم أتزوج بعد؟
ليس الزواج من شرط الحج، الحج يصح من للزوج، ومن ليس عنده زوجة، حجك إذا كنت أديت حقه، حجك صحيح ولو كنت ما تزوجت، فالنكاح ليس بشرط في الحج، وليس الحج شرطاً في النكاح، كل منهما ليس شرطاً في الآخر، يحج قبل الزواج وبعد الزواج، ويتزوج قبل الحج، أو بعد الحج كل هذا والحمد لله أمره واسع.  
 
7-  هناك بعض الناس يصلون قبل صلاة الجمعة عشر ركعات، وبعد صلاة الجمعة عشر ركعات، ويقولون: إنها لازمة، هل ما قالوه صحيح؟
ليس بصحيح، لا يلزم قبلها شيء ولا بعدها شيء، لا يلزم لا قبلها ولا بعدها، لكن يستحب للمؤمن إذا جاء المسجد يوم الجمعة يصلي ما كتب الله له، قبل الأمام قبل حضور الإمام، يصلي ثنتين، أربع، ست، ثمان، أكثر، يسلم من كل ثنتين؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصحيحة: (من اغتسل ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدر له، ثم أنصت إذا خطب الإمام.... إلى آخر) فلم يقدر صلاة، بل قال: صلى ما قدر له، ثم يصلي ما يسر الله له، حين يصل المسجد، ثنتين تحية المسجد، أو يزيد، تسليمتين، ثلاث تسليمات، أربع تسليمات، أكثر، أقل، لا حرج في ذلك، أقل ذلك تسليمة، أقل ذلك تسليمة واحدة تحية المسجد، أما أنه يلزمه شيء لا يلزمه شيء، لا عشر ولا غيرها، وهكذا بعدها لا يلزمه عشر ولا غيرها، لكن يستحب له أن يصلي بعدها أربعاً، هذا هو الأفضل، لقوله -صلى الله عليه وسلم- : (إذا صليتم الجمعة فصلوا بعدها أربعا)، فالأفضل لمن كان مصلياً بعد الجمعة أن يصلي بعدها أربعاً، هذا هو الأفضل، وليس بلازم بل سنة.  
 
8-  هل تجوز صلاة الشفع والوتر مع بعض بدون فرق بينهما، يعني: كأن أصليها كصلاة المغرب مثلاً؟
يكره أن تصلى كصلاة المغرب؛ لأنه جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك، ولكن يصلي ثنتين ثم يسلم، ثم يصلي الوتر واحدة، هذا هو الأفضل تسليمتين، يصلي ثنتين، أو أكثر، ثم يوتر بواحدة، وإن صلى ثلاثاً جميعاً سردها سرداً ولم يجلس إلا في آخرها، فلا بأس بذلك فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، يسرد الثلاث سرداً لا يجلس في الثانية، كالمغرب، لا، ولكن يسرد الثلاث سرداً، ثم يجلس في الأخيرة، ويقرأ التحيات، ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو ما يسر الله، ثم يسلم، هذا لا بأس به، ولكن الأفضل أن يسلم من الثنتين ثم يقوم ويأتي بالواحدة وحدها، هذا هو الأفضل، ولو أوتر بخمس، أو بسبع، أو بأكثر كذلك، يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة، هكذا كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام- في الغالب كان يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، وكان في الغالب يصلي إحدى عشرة، وربما صلى ثلاث عشرة -عليه الصلاة والسلام-، وربما صلى ثلاثاً جميعاً سردها سرداً حتى يجلس في آخرها، وربما صلى خمساً جميعاً يسردها حتى يجلس في آخرها، كل هذا لا بأس به.  
 
9-  هناك أناس بعد انتهاء الصلاة يضع الواحد يده على جبينه بعض الوقت، ويقولون: إن هذا من السنة، هل ما قالوه صحيح؟
ليس له أصل فيما نعلم، وضع يديه على جبينه بعد الصلاة هذا لا أصل له.  
 
10-  من هم الأحق بصلة الرحم؟ لو تكرمتم وجهونا حول هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً.
قد أجاب عن هذا السؤال الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فإنه سئل قال له رجل:(يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أبوك)، في الرابعة، فالحق الأم، ثم الأب، ثم الأقرب، فالأقرب، وفي اللفظ الآخر عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لما قال له:( من أبـر يا رسول الله؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب، فالأقرب)، فالأحق بهذا أمك أولاً ثم أبوك ثم أولاد ثم أخوتك ثم أولاد أخوتك ثم أعمامك وأخوالك ثم أولاد أعمامك وأولاد أخوالك هكذا الأقرب فالأقرب، بالمال والإحسان والكلام الطيب والزيارة وغيرها هذا من وجوه الإحسان.  
 
11-   عندما أقوم بزيارة ذوي الأرحام أمتنع عن مصافحة النساء، ويقابل هذا العمل بالسخرية من قبلهن، وأحياناً يأخذني أخوهن إلى داخل المنزل كي أسلم عليهن غصباً، وتارة أخرى يأتين هن أنفسهن ويسلمن عليّ بالقوة، وهذا شيء محرم علي في الشرع، وإذا انقطعت عنهم قطعت الرحم، أرجو أن توجهوني كيف أتصرف؟ جزاكم الله خيراً.
مصافحة النساء لا تجوز، إذا كن من غير المحارم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم - إني لا أصافح النساء، وقول عائشة -رضي الله عنها- : والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام؛ ولأن المصافحة وسيلة للفتنة، قال بعض أهل العلم أنها أعظم من النظر، وقد نص الله على تحريم النظر، فالمصافحة قد تكون أشد في الفتنة، فلا تجوز، ولو لم يرضين بذلك، عليك أن تمتنع، وأن تأمرهن بالأمر الشرعي، والحمد لله. سواء كن عجائز، أو شابات تسلم عليهن بالكلام، وتسألهن عن أحوالهن وتدعو لهن بالخير، أما المصافحة فلا، وإذا كان حضورك يوجب إلزامهن لك، فلا تحضر، تسلم عليهن من بعيد بالتلفون، بالمكاتبة، بالوصية فلان يسلم عليهن، ونحو ذلك، الأمر في هذا واسع والحمد لله، ليس من شرط الصلة أن تحضر، إذا وصلتهن بالدعاء لهن والتسليم عليهن من طريق المكاتبة، أو من طريق الوصية، أو من طريق الهاتف التلفون كله طيب، وإذا كن فقيرات وأرسلت إليهن مساعدة، فهذه صلة أيضاً.  
 
12-  عندما أذهب أنا وبعض الإخوة إلى المقبرة للزيارة وللاعتبار أستمع أحياناً إلى بعض الناس يبكون بصوت عالٍ، فهل هذا يجوز؟
إذا غلبه البكاء لا حرج، الرسول -صلى الله عليه وسلم - بكى عند قبر أمه وأبكى -عليه الصلاة والسلام-، فلا بأس بالبكاء إذا غلبه، فلا بأس ولا حرج في ذلك، وليس في هذا حد محدود، ولكن يغض صوته إذا أمكنه ذلك، حتى لا يشوش على أحد وحتى لا يظن فيه الرياء، وأنه قصد شيئاً آخر، فالمقصود أنه إذا غلبه البكاء فلا حرج عليه في ذلك؛ لأنه إذا حضر عند القبور وتذكر أقاربه، وأحبابه، قد تغلب عليه العبرة، البكاء.  
 
13- ما هو رأي سماحتكم في كتاب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم -للشيخ محمد ناصر الدين الألباني؟
هذا كتاب طيب مفيد، والشيخ ناصر الدين الألباني رجل علامة، فاضل وله اجتهاد عظيم في إحياء السنة وبيان الصحيح من الضعيف، فهو مشكور على جهوده -جزاه الله خيراً وضاعف مثوبته-، وكل أحد قد يخطئ وليس أحد معصوم من الخطأ من العلماء، قد يقع له بعض الأخطاء، أو بعض الغلط في بعض المؤلفات، وهكذا غيره من العلماء الذين هم أكبر منه، قد يقع له بعض الأخطاء، وممن وقع في صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم - من الخطأ قوله: إن الإنسان بعد الرفع من الركوع يسبل يديه، هذا خطأ، والصواب أنه يضمهما على صدره كما فعل قبل الركوع؛ لأن هذا هو المحفوظ في الأحاديث الصحيحة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، أنه كان إذا صلى وضع يمنيه على شماله حال قيامه للصلاة، وهذا يعم ما قبل الركوع وما بعد الركوع، وكذلك حديث سهل بن سعد عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: كنا نؤمر أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة، ومعلوم أن في الصلاة في حال الركوع يضع يديه على ركبتيه وفي حال السجود على الأرض، وفي حال الجلوس على فخذيه، أو ركبتيه ما بقي إلا حال الوقوف فهو في حال الوقوف يضع يمينه على شماله على الكف والرسغ والساعد، والساعد هو الذراع، هذا هو مما يؤخذ على المؤلف -وفقه الله-، ومثلما تقدم كل أحد يقع منه بعض الزلل، والرجل مشكور على أعماله الطيبة وعلى جهوده الطيبة، وعلى عنايته بالسنة -جزاه الله خيراً-، وزادنا وإياكم وإياه من الخير والهدى.  
 
14- يقول الله تعالى في كتابه العزيز: في سورة يس: ((وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى))[يس:20]، أرجو من سماحة شيخنا التكرم بالإجابة على الأسئلة التالية حول هذا النص: ما هي تلك المدينة المقصودة في الآية، وما اسم الرجل المذكور في الآية الكريمة؟
لا أدري، الله أعلم.  
 
15- إنها امرأة متزوجة وعمرها ثلاثة وعشرون عاماً، ولديها طفل عمره ثلاث سنوات، ولقد حملت مرتين وأنجبت بنتاً، ولقد حلفت بينها وبين نفسها أن تسمي ابنتها هدى، لكن والد زوجها غضب وطلب أن يسمي البنت باسم أخته المتوفاة، فصمت ثلاثة أيام ووزعت جونية أرز على الفقراء، هل يكفي هذا، أم توجهوني بشيء آخر؟ جزاكم الله خيراً.
يكفي في كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين كل مسكين له نصف الصاع، من التمر أو من الرز، كيلو ونصف تقريباً فالجونية إذا كانت تبلغ هذا فهي كافية من الرز، أما الصيام فلا يجزئ إلا في حق العاجز الذي لا يستطيع الكفارة بالطعام ولا بالكسوة ولا بالعتق، إذا عجز عن هذه الثلاث، يصوم ثلاثة أيام.   
 
16-  هل يجوز للمرأة أن تصلي في المسجد في شهر رمضان المبارك؟ وهل لها أن تتعطر وتتبخر ؟لها أن تصلي مع الناس في المسجد، مع العناية بالتستر والحجاب والبعد عن أسباب الفتنة وعدم التعطر والتبخر؛ لأنها تسير في الطرقات؛ فيحصل بها فتنة، والنبي -صلى الله عليه وسلم - نهى عن حضور الصلاة لمن تعطرت، نهى قال: (من مست طيباً فلا تحضر معنا الصلاة)، وفي اللفظ الآخر: (أيما امرأة أصابت بخوراً، فلا تصلي معنا العشاء)، هكذا قال -عليه الصلاة والسلام-، فالمقصود أنها إذا أرادت الخروج للصلاة مع الناس ليس لها التعطر ولا التبخر، وعليها مع ذلك أن تعتني بالستر والحجاب، وأن تخرج في زي لا يفتن الناس، مثلما في الحديث: (وليخرجن تفلات)، يعني غير متطيبات، وليس هناك زينة تفتن الناس، وإلا فبيتها خير لها، بيتها خير لها وأفضل.  
 
17-  هل يجوز للمرأة أن تلبس الذهب وفيه رسم للطيور ؟لا يجوز لبس ما فيه الصور، بل يزال يُحت، أو يبدل الفص بفص آخر إن كان فصوص، المقصود لا يلبس هذا إلا بإزالة هذه الصورة، صورة الحيوان، سواء في الثياب، أو في طاقية، أو في غترة، أو في قميص، أو في الخاتم، أو في الساعة.  

299 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply