حلقة 108: التنفل قبل صلاة الجمعة - مس الفرج من فوق الثياب لا ينقض الوضوء - قص الأظافر وحلق اللحية حال الجنابة - حكم الشواغل التي تعرض للمصلي - حكم نقل الدم بين الزوجين أو بين كافر ومسلم

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

8 / 50 محاضرة

حلقة 108: التنفل قبل صلاة الجمعة - مس الفرج من فوق الثياب لا ينقض الوضوء - قص الأظافر وحلق اللحية حال الجنابة - حكم الشواغل التي تعرض للمصلي - حكم نقل الدم بين الزوجين أو بين كافر ومسلم

1- كم سنة الجمعة، إذ أني رأيت بعض الناس يصلي قبل الصلاة -أي قبل الخطبة بالطبع- أربع ركعات متواصلة، دون جلوس بينهما، فما هي تلك الأربع الركعات، إذ أني أعرف أن هناك ركعتين سنة تؤدى بعد الصلاة؟

الجمعة كما قال فرض على المسلمين المكلفين من الرجال لا شك أنها فرض, والواجب على المؤمن أن يحافظ عليها وأن يعتني بها, ومن حضر من النساء أجزأتها ولكن من دون تبرج بل العناية بالستر والحجاب, والبعد عن المشاكل والفتن, ولكنها ليست فرض على النساء وإنما هي فرض على الرجال، وأما سنتها فليس لها راتبة قبلها ولكن يشرع للمؤمن إذا وصل إلى المسجد أن يصلي ما تيسر، يصلي تحية المسجد ركعتين, ثم يصلي ما تيسر أربعاً, أو ستاً, أو ثماناً, أو ما شاء الله ليس فيه حد محدود، وكان الصحابة - رضي الله عنهم- يصلون يوم الجمعة كثيرا قبل الخطبة, فليس بهذا حد محدود فمن صلى ركعتين تحية المسجد كفت، ومن صلى أربعاً فقد زاد خيرا، ومن صلى ستاً فقد زاد خيرا، وهكذا لكن يسلم من كل ثنتين لا يسردها سرداً بل الأفضل أن يسلم من كل ثنتين؛ لأنه النبي- صلى الله عليه وسلم-قال: (صلاة الليل و النهار مثنى مثنى), وسنة النهار جيدة وثابتة في أصح أقوال أهل الحديث فقوله: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) يدل على أن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين, وهكذا كان الحال من فعل النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يصلي ثنتين ثنتين يصلي الضحى، .... الضحى ركعتين, وتحية المسجد ركعتين, وقبل الظهر ركعتان وبعد الظهر ركعتان, وبعد المغرب ركعتان, وبعد العشاء ركعتان, وقبل الصبح ركعتان، هذا يدل على أن الركعتين أولى من سرد الأربع فيسلم من كل ثنتين، هذا هو الأفضل، فإذا صلى أربعاً, أو ستاً, أو ثماناً, أو عشراً, أو إثنى عشر أو ما هو أكثر من ذلك قبل الخطبة فلا بأس بهذا، والصلاة مرغب فيها في قبل الجمعة, أما بعدها فيصلي ركعتين في البيت أو أربعاً في المسجد كل هذا جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يصلي ركعتين في البيت، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (من كان مصليا بعد الجمعة فليصلي أربعا)، فدل ذلك على أنه يصلي أربعاً في المسجد يعني تسليمتين وإن صلى في البيت صلى ثنتين فقط، وإن زاد فلا بأس هذا هو المشروع وهذا هو الأفضل. أيضاً الظهر جاء فيها ركعتان قبلها وفي لفظ أربع والأفضل أربع قبل الظهر لقول عائشة رضي الله عنها: كان النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا يدع أربعاً قبل الظهر)، هكذا جاء عنها رواه البخاري-رحمة الله عليه-، تقول- رضي الله عنها-: كان النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا يدع أربعاً قبل الظهر، -عليه الصلاة والسلام-، وابن عمر روى ركعتين قبل الظهر ولا منافاة, فلعله-صلى الله عليه وسلم- كان في بعض الأيام صلى ركعتين قبل الظهر وفي بعضها يصلي أربعاً فيكون الجميع اثني عشر، يكون الجميع ثنتي عشرة ركعة في الأوقات الخمسة, وهذه تسمى الرواتب أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها, وثنتين بعد المغرب, وثنتين بعد العشاء, وثنتين قبل صلاة الصبح، هذه اثنتي عشرة ركعة تسمى الرواتب كان النبي يحافظ عليها- عليه الصلاة والسلام-، وكان يقول: (من صلى ثنتين عشر ركعة في يومه وليلته تطوعاً بنى الله له بيتا في الجنة)، وهذا فضل عظيم يدل على أنه يشرع للمؤمن والمؤمنة صلاة هذه الرواتب، هذه الإثني عشرة ركعة وهي سنة مؤكدة مع الصلوات الخمس، بل الأربع؛ لأن العصر ليس لها راتبة، ولكنها الظهر, والمغرب, والعشاء والفجر لها رواتب مقدارها اثنتا عشرة ركعة, وربما صلى عشراً-عليه الصلاة والسلام- لكن الكمال أن يحافظ المؤمن و المؤمنة على ثنتي عشرة ركعة، يصلي أربعاً قبل الظهر تسليمتين, ويصلي ثنتين بعد الظهر, ويصلي ثنتين بعد صلاة المغرب, ويصلي ثنتين بعد صلاة العشاء, وثنتين قبل صلاة الصبح، هذا هو الأفضل, والأفضل أن تكون في البيت، لا في المسجد؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-حث على صلاة البيت، وقال: (أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة)، وقال: (اجعلوا صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا)، فالسنة أن يصلي هذه الرواتب وهذه النوافل في البيت، هذا هو الأفضل وإن صلاها في المسجد فلا حرج لكن في البيت أفضل. وسمعت أنه عليه الصلاة والسلام قال: (من صلى ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته بنى الله له بيتاً في الجنة، وهذا فضل عظيم، ينبغي للمؤمن والمؤمنة ألا يفرطا في هذا الخير العظيم.  
 
2- هل لمس العضو من فوق الثياب ينقض الوضوء إذ أن الثياب سميكة؟
المس للفرج دون الثياب لا يضر، فالنبي –عليه الصلاة والسلام-يقول: (وليس دونهما حائل)، فإذا مس فرجه, أو مست المرأة فرجها من دون حائل فإن هذا لا ينقض الوضوء، وإنما ينقض الوضوء إذا كان مس اللحم اللحم مس فرجه بيده من دون حائل أو المرأة كذلك مست فرجها بيدها من دون حائل فهذا هو الذي ينقض الوضوء، أما إذا كان المس من وراء حائل كالسراويل, أو الإزار, أو القميص فإن هذا لا ينقض الوضوء، والحمد لله.   
 
3- إذا نام الإنسان وحلم في الليل وأصبح على جنابة، وأراد أن يحلق ذقنه, أو يقص أظافره قبل أن يغتسل، هل هذا حرام، خاصة إذا لم يجد ماء عند قيامه من النوم؟
إذا احتلم الإنسان في الليل أو في النهار ورأى المني، خرج منه المني فإنه يغتسل وجوباً، عليه الاغتسال من الجنابة كما لو جامع أهله سواء كان نومه ليلاً أو نهاراً إذا رأى المني, أما إذا احتلم أنه يأتي المرأة ولكنه ما رأى المني فليس عليه غسل؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن ذلك قال: (إذا رأت الماء؟) سألت أم سليم عن ذلك, فقالت: يا رسول الله!، إن الله لا يستحيي من الحق, هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال: نعم إذا رأت الماء، يعني المني، فدل ذلك على أن من لم ير الماء سواءً كان رجلاً أو امرأة فإنه لا غسل عليه، ولا بأس أن يقلم أظفاره, ويقص شاربه, ويحلق عانته قبل الغسل لا حرج في ذلك سواءً فعله قبل الغسل أو بعده لا يضر، يقلم أظفاره, حلق عانته، وهي الشعرة، قص شاربه، نتف إبطه لا يضر ولو قبل الغسل, أما حلق اللحية فلا يجوز مطلقا لا قبل الغسل ولا بعده، حلق اللحية حرام منكر، فالواجب إعفاؤها, وإكرامها, وتوفيرها وليس للمسلم أن يحلق لحيته، يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (قصوا الشوارب واعفوا اللحى خالفوا المشركين)، ويقول-عليه الصلاة والسلام-:(جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس)، والخلاصة أن اللحية يجب توفيرها, وإعفاؤها وإرخاؤها, ولا يجوز أبداً حلقها, ولا تقصيرها, وما يفعله الناس اليوم ما يفعله بعض الناس اليوم منكر لا ينبغي التأسي بهم في ذلك, ولا التأثر بهم بل هذا منكر لا يجوز فعله نسأل الله للجميع العافية والهداية.   
 
4- إنني عندما أصلي تتبادر إلى ذهني أفكار شتى، عند الركوع, أو السجود, أو القيام، وأحاول التخلص من التفكير بهذه الأشياء، للعلم أنها قد تكون تافهة وسرعان ما تعود، وخاصة إذا حصلت من أمر من الأمور وقمت للصلاة، فإني وبدون قصد مني أفكر في هذا الأمر وتلك المشكلة أثناء الصلاة، فما الحكم في ذلك، وهل علي إثم، وما الوسيلة للتخلص من هذه المشكلة، وهل صلاتي مقبولة؟
ينبغي للمؤمن إذا قامت الصلاة أن يستحضر أنه بين يدي الله, وأنه يعبده كأنه يراه حتى تزول عنه الوساوس والأفكار الرديئة, فالنبي-عليه الصلاة والسلام-لما سئل عن الإحسان قال: (أن تعبد كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فينبغي لك أيها المؤمن وهكذا المؤمنة ينبغي للجميع استحضار عظمة الله عند الدخول في الصلاة, ويستحضر أنه قائم بين يدي الله يرجو رحمته, ويخشى عقابه, ويتلو كتابه العظيم فينبغي له في هذه الحال أن يجمع قلبه على الله, وأن يحضر بقلبه بين يدي الله حتى تبتعد عنه الوساوس, وحتى تزول عن الأفكار الرديئة, فإن الشيطان عند ذكر الله يخنس, وعند الغفلة يأتي ويحضر, فينبغي لك يا عبد الله أن تستحضر عظمة الله بقلبك, وأن تذكره بقلبك مع لسانك, وأن تجتهد في البعد عن هذه الأفكار الرديئة والوساوس التي تبتلى بها, ومن ذلك إذا كثر عليك هذا الأمر تنفث عن يسارك ثلاث مرات ولو أنك في الصلاة, وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, أعوذ بالله من الشيطان) كما أوصى النبي بهذا عثمان بن أبي العاص، فإنه اشتكى إليه عثمان بن أبي العاص أنه يجد هذه الوساوس في الصلاة فأرشده إلى أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويتعوذ بالله من الشيطان ففعل ذلك فزالت عنه الوساوس, فأنت يا أخي مثل ذلك إذا شدت عليك الوساوس فانفث عن يسارك ولو أنت في الصلاة ولو كنت في الصلاة تنفث عن يسارك ثلاث مرات وتتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويزول عنك إن شاء الله, ولكن إذا حضرت في الصلاة بقلبك واستحضرت عظمة الله وأنك بين يديه فإنه بإذن الله يزول عنك الوسواس, وتزول عنك الأفكار الرديئة, أما الصلاة فصحيحة الوسوسة لا تبطل الصلاة، بل الصلاة صحيحة ولكن إذا فعل الإنسان ما يبطل عنده الصلاة بسبب الوسواس والسهو ليس من السهو مثلاً إذا قام عن التشهد الأول ناسياً, أو نسي التسبيح في الركوع أو السجود ناسياً, أو نسي أن يكبر التكبيرات التي بعد الإحرام مثل تكبيرة الركوع أو تكبيرة السجود ناسياً فإنه يسجد سجود السهو قبل أن يسلم، أما التكبيرة الأولى فلا بد منها، لا بد منها ما تسقط لا سهواً ولا غيره, فالذي لا يأتي بالتكبيرة الأولى لا صلاة له, وأما التكبيرات الأخرى فإنها واجبة على الصحيح, وإذا سها في شيء منها وجب عليه سجود السهو، وهكذا لو ترك التشهد الأول ناسياً وقام إلى الثالثة ولم يجلس فإنه يسجد للسهو قبل أن يسلم ركعتين يسجد سجدتين قبل أن يسلم يكفيه ذلك, وهكذا لو نسي ركوعاً أو سجوداً ساهياً فإنه يرجع....يرجع ويتمم ركعته فإن لم يتأكد إلا بعد ذلك في ركعة أخرى أتى بركعة بدلاً منها أتى بركعة بدل الركعة التي ترك ركوعها ساهياً أو سجودها ساهياً، والحاصل أنه يحارب الشيطان بالحضور بين يدي الله بقلبه وتذكر عظمة الله, وجمع قلبه على الله-جل وعلا-حتى يزال عنه الوساوس وحتى تزول الأفكار الرديئة, وهذا السهو الذي قد يعرض له والأفكار لا تبطل صلاته لكن تنقصها وتضعفها, فعليه أن يستعين بالله, وأن يسأله التوفيق والهداية والعون على الشيطان, وأن يستعيذ بالله من الشيطان أيضاً ولو في أثناء الصلاة إذا كثر عليه الوسواس، نسأل الله للجميع الهداية.   
 
5- هل يجوز نقل الدم من الزوج إلى زوجته، وهل ينقل من شخص ثاني إلى ثاني ولو اختلفت ديانتهم، مثل من مسلم إلى شيوعي أو من شيوعي إلى مسلم؟
لا حرج في نقل الدم إذا دعت الحاجة إليه إذا قرر الأطباء الحاجة إليه وأن ناسب دم هذا دم هذا فلا بأس سواء كان من زوجة إلى زوجها، أو من زوج إلى زوجته، أو من كافر إلى مسلم أومن مسلم إلى كافر، لا بأس بهذا إلا أن يكون الكافر حربياً تدعوا الشريعة إلى قتله فلا ينقل له شيء، أما إذا كان الكافر ذمياً أو معاهداً أو مستعملاً فلا حرج, فالحاصل أن نقل الدم لا يؤثر ما هو مثل الرضاع، الرضاع إذا تمت شروطه أثر وحصل به التحريم أما نقل الدم فلا ليس مثل الرضاع، فلا بأس أن ينقل الدم من الزوج إلى الزوجة، أو من الزوجة إلى الزوج.  
 
6- إذا كان رجل وعليه جنابة ويحب أن يغتسل والطبيب مانعه من الماء أن يصيب رأسه لحسب أنه مريض، ماذا يفعل؟.
إذا كان مريضاً يضر الماء رأسه يغتسل في جميع بدنه وإذا فرغ من ذلك يتيمم بالنية عن رأسه يأخذ التراب بيديه ويمسح وجهه وكفيه بالنية عن رأسه، وهكذا لو كان الطبيب منعه من غسل إحدى يديه أو إحدى رجليه، يغسل السليم ويتيمم بالنية عن الجزء الذي لم يغسل؛ لأن التيمم يقوم مقام الماء عند العجز، عن الماء الله جعل الأرض طهوراً ومسجداً-سبحانه وتعالى-, فالذي لا يستطيع غسل رأسه أو عضو من أعضائه يغسل الباقي ثم يتيمم, يضرب التراب بيديه مرة واحدة ويمسح بهما وجهه وكفيه بالنية عن العضو الذي لم يغسل سواءً الرأس أو غيره.   
 
7- رجل كان له زوجة، أنجبت بنت وتزاعل معها وطلقها والبنت معها، وتزوج ثانية وهي باقية معه، أنجبت ولد ذكر، كبر الولد وأراد أن يزوجه والده، هل يجوز الولد هذا يأخذ البنت التي من والده التي أنجبتها الزوجة التي كانت قبل والدته؟
هذا منكر هو أخوها سواءً كان من أمها أو من أبيها فقط، أخوها لا يتزوجها سواءً كان لها أخاً من أبيها, أو أخاً لها من أمها, أو أخاً لها من أمها وأبيها جميعاً هذا غريب هذا السؤال، المقصود أنه لا يجوز له، أما لو كانت البنت من غيره من زوج سابق فهذا لا بأس؛ لأن ولده من زوجة أخرى لا بأس أن ينكح بنت زوجته من زوج آخر، أما بنت زوجته منه فهي أخت لولده من الزوجة الأخرى ولا تحل له لأنها أخته.   

593 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply