حلقة 157: حكم الأكل مع غير المسلمين - هل قرآن الفجر قبل صلاة الفجر أم بعدها؟ - ما هو وقت صلاة الضحى - هل الكلام مع الغير يفسد التيمم؟ - قراءة القرآن أثناء انتظار الصلاة في المسجد - قنوت المأموم خلف الإمام في صلاة الفجر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

7 / 50 محاضرة

حلقة 157: حكم الأكل مع غير المسلمين - هل قرآن الفجر قبل صلاة الفجر أم بعدها؟ - ما هو وقت صلاة الضحى - هل الكلام مع الغير يفسد التيمم؟ - قراءة القرآن أثناء انتظار الصلاة في المسجد - قنوت المأموم خلف الإمام في صلاة الفجر

1- ما حكم الأكل مع غير المسلمين، وما حكم أكل اللحوم المستوردة، وهي ما أهل لغير الله به عند ذبحها؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: الأكل مع غير المسلمين إذا دعت إليه الحاجة فلا بأس؛ كالضيوف، أو يمر على جماعة فيدعونه ويأكل معهم، وقد أكل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود طعام أهل الكتاب فلا حرج، لكن لا يتخذهم أصحاب ولا عُشراء، إنما للحاجة للعارض، كأن يكونوا ضيوف عنده أو يمر عليهم لحاجة فيأكل معهم لا بأس، إذا كان الطعام لا حرج فيه، مثل طعام أهل الكتاب أو طعام لا يعلم فيه مانعاً، من فاكهة أو خبز ليس فيه ما يمنع الأكل. أما إذا كان طعام فيه لحم مما أهل به لغير الله فلا يجوز، كذبائح المشركين والوثنيين، أو ذبايحة يعرف أن أهل الكتاب أهلوا بهذا لغير الله لا يجوز، إذا عرف أن هذا اللحم أهل به لغير الله لا يأكل منه، أما إذا لم يعلم فالأصل العافية، الأصل السلامة في طعام أهل الكتاب، أما ذبائح المشركين فلا يأكل منها، عباد الأوثان، عباد البدوي، عباد الحسين، عباد عبد القادر الجيلاني، عباد الأصنام، عباد الجن، فهذا لا يأكل طعامهم، يعني ذبائحهم، إنما هو خاص بأهل الكتاب من اليهود والنصارى التي لا يعرف عنها أنها مهلة لغير الله، فإن اليهود والنصارى يذبحون الذبح العادي، فإذا ذبحوا الشيء لغير الله وعرفت أنه لغير الله لا يأكل، لأنه وقعت فيه محرمات وما أهل به لغير الله، وهكذا ذبائح الشيوعيين فإنهم ملاحدة أكفر من الوثنيين فلا تأكل ذبائحهم.  
 
2- يقول الله -عز وجل-: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا[الإسراء:78]، هل قرآن الفجر قبل صلاة الفجر أم بعدها؟
المقصود هو صلاة الفجر، المقصود هنا في الآية هو صلاة الفجر، تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، يحضرون صلاة الفجر فيعودون إلى الله -جل وعلا- ويقولون: (أتيناهم وهم يصلون، وفارقناهم وهم يصلون)، ومشهوداً تشهده الملائكة، ملائكة الليل وملائكة النهار، والقرآن هنا المراد به الصلاة.  
 
3- ما هو وقت صلاة الضحى، وهل هناك آيات بعينها كان يقرأها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه الصلاة؟
صلاة الضحى ما بين ارتفاع الشمس قيد رمح إلى أن تقف الشمس قرب الظهر، كله ضحى، فإذا صلاها بعد الشروق بعد ارتفاع الشمس فقد صلاها صلاة الضحى مبكراً، والأفضل أن تكون في شدة الضحى، الأفضل أن يصليها حين يشتد الضحى، قبل الظهر بساعتين بساعة ونص ساعة أكثر لا بأس، هذا هو الأفضل، يعني قبل الظهر بساعة بساعتين يكون أفضل عند شدة الضحى، وإن صلاها بعد ارتفاع الشمس، إذا كان جالساً في المسجد حتى ارتفعت الشمس حصل بذلك صلاة الضحى مبكراً، وهكذا لو كان في البيت وصلاها بعد ارتفاع الشمس كل ذلك حسن.  
 
4- عندنا يسلمون على بعضهم عقب السلام مباشرة، قائلين: (تقبل الله منا ومنكم) وغير ذلك من الأقاويل، فهل هذا جائز؟
هذا لا أصل له، بعد الفريضة لا أصل له، لا يصافح ولا يقول: تقبل الله منا ومنكم بعد الفريضة، أما إذا كان من غير المعتاد بعض الأحيان يقول: تقبل الله منا ومنكم فلا بأس، أما اعتياد بعد كل صلاة يقول تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، هذا خلاف ما شرعه الله، لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفرائض، كان إذا سلم قال: أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام، وتباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثلاث مرات، ثم يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ويذكر الله عشر مرات في الفجر والمغرب بعد هذا عشر مرات في المغرب والفجر بعد هذا الذكر يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا هو السنة، ولا يرفع يديه بعد السلام في الفريضة، ولا يقول لأخيه: تقبل الله منك بصفة دائمة ومعتادة لا، إذا قال بعض الأحيان عند اللقاء أو إذا قام من الصف، أو بعض الأحيان لا بأس، لكن اعتياده كأنه سنه لا غير مشروع، لكن في النافلة لا بأس إذا رفع يديه في بعض الأحيان ودعا فلا بأس.  
 
5- غالباً ما أوتر قبل أن أنام ظناً مني أنني لن أستطيع قيام الليل، ولكن يحدث كثيراً أن أقوم الليل، علماً بأنني قد أوترت قبل أن أنام، فهل هذا جائز، وهل يمكن لي أن أوتر ثانية عن قيام الليل، وكم عدد ركعات قيام الليل، وهل يمكن لي أن أجهر بالقنوت؟
غالباً ما أوتر قبل أن أنام ظناً مني أنني لن أستطيع قيام الليل، ولكن يحدث كثيراً أن أقوم الليل، علماً بأنني قد أوترت قبل أن أنام، فهل هذا جائز، وهل يمكن لي أن أوتر ثانية عن قيام الليل، وكم عدد ركعات قيام الليل، وهل يمكن لي أن أجهر بالقنوت؟
 
6- غالباً ما أسمع أن من يتيمم فلا يجوز له أن يتحدث مع أحد حتى يدخل إلى الصلاة، فإن تحدث فسد تيممه، هل هذا صحيح؟
هذا لا أصل له باطل،كلام باطل، سواء تحدث أو لا مثله مثل الوضوء له أن يتحدث مع الناس وله أن يقرأ القرآن، له أن يصلي النافلة قبل الفريضة لا بأس بها مثله مثل الوضوء.  
 
7- هل من السنة قراءة القرآن من المصحف وأنا في انتظار الصلاة في المسجد؟
الباب في هذا واسع إن قرأ ما تيسر أو جلس يدعوا فهذا أحسن، إذا جلس بين الآذان والإقامة يدعو أو يقرأ القرآن لكن من غير جهر يشوش على من حوله من المصلين والقراء، كله حسن إن شاء الله الأمر واسع.  
 
8- عندنا إمام مسجد يقنت في صلاة الفجر، وتحدثنا معه في ذلك فعاند، وأخذ برأي الشافعي -رحمه الله-، ونحن لم نقنت معه، هل نقنت معه، أو نبقى على ذلك؟ أو ننتقل إلى مسجدٍ آخر؟
لا مانع أن تقنتوا معه وتصلوا معه، لأن له شبهه قول بعض أهل العلم فلا مانع، وإذا تيسر الصلاة في مسجد آخر فهو أفضل، إذا كان لا يقنت وإلا فهذا الذي سيقنت تمسكاً بالمذهب الشافعي أو مالك لا حرج لأنه جاهل، والتقليد غلب على كثير من الناس، فإذا صليتم معه فلا حرج إن شاء الله، وإن ترك فهو أفضل له كونه يترك القنوت إلا إذا حدث حادثة للمسلمين عدو سلب عرضه يدعوا يقنت في الفجر أو في غيره يدعوا عليهم، أما القنوت العادي في الوتر كونه يفعله في الفجر: (اللهم اهدنا فيمن هديت)، هذا الصحيح أن المشروع تركه.  
 
9- عندي أخت من أمي مرضت عند والدتها، حيث أنها أصبحت لا تأكل مثل الناس، ولا تتكلم مع أحد، ودائماً تفكر في الدنيا مثل الناس، وهي لا تصلي، حيث أنها مراراً وتكراراً لا تصلي، فماذا علينا تجاهها، هل تسقط عنها التكاليف؟
لا، تُعلم وتنصح وتوجه لعلها تهتدي، لعلها لعارض توجه وإن كان ثبت أن عقلها معها تؤدب، حتى تستقيم حتى تصلي، أما إن ثبت واتضح أن عقلها قد ذهب، رفع عنها القلم فالله تجاوز عن المرفوع عنه القلم لكن يعالج موضوعها، تختبر حتى يتبين أمرها، إن كانت عاقلة تؤدب، تضرب حتى تصلى، وإن كانت ليست عاقلة بل اتضح أن عقلها قد ذهب فحكمها حكم المجنون المعتوه.  
 
10- في صلاة العيدين لا يخرج أهل القرية خارج المسجد، وأخبرناهم أنا والشباب بأن السنة في صلاة العيدين أن تكون في المصلى خارجاً، لكن الإمام رفض، هل نصلي معه نحن والشباب في المصلى ونترك هذا الإمام ومن معه، أو نصلي معهم في المسجد صلاة العيدين، وهذا الإمام دائماً معاند، ودائماً نحن وإياه في نقاش، هل نجالسه أو نترك مجالسته؟
صلوا معهم ولا تنفردوا وحدكم صلوا معهم، ولا ينبغي الشقاق والخلاف، صلوا معهم في المسجد والحمد لله، وارفعوا الأمر إلى المحاكم المحكمة والمحكمة فيها البركة، نعم تنصحهم وتوجهم إلى الخير، أما أنتم فصلوا معهم ولا تنازعوا، عليكم بالاتفاق والتعاون على البر والتقوى، واتركوا النزاع، وأوصلوا الأمر إلى المحكمة وفيها بركة إن شاء الله.  
 
11-  لي أخ من الرضاع أسلم عليه وأقبله كأخي، فهل ما أفعله صحيح، وهل هو محرمٌ لي، أرجو منكم الإجابة؟
نعم هو محرم لك، إذا كان الرضاع ثابت، فهو محرم لك كالرضاع من النسب، ولك تقبيله بين عينيه أو على أنفه، أو على رأسه ومصافحته كأخيك من النسب، أو كعمك من النسب، فهو محرم لك إذا كان الرضاع ثابت خمس رضعات أو أكثر في الحولين، إذا كان الرضاع ثابت خمس رضعات أو أكثر حال كونه في الحولين فلا بأس.  
 
12- أسأل عن معنى الحديث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نساءٌ كاسيات، عاريات، مائلات، مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة)، أرجو أن تفسروا هذا الحديث يا سماحة الشيخ؟
هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس يعني ظلماً كالشرطة الظالمين، ونحو ذلك، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدون ريحها)، فهذان الصنفان عند أهل العلم الصنف الأول الظلمة من الشرطة وغيرهم الذين يضربون الناس بغير حق. والثاني نساء كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة: إما لأنها ثياب رقيقة أو قصيرة، اسم كسوة بلا حقيقة، مائلات عن الرشد وعن العفاف وعن الطاعة، إلى الفواحش والزنا، مميلات لغيرهن، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، فالبخت المائلة إبل لها سنامان فهي تعظم رأسها وتجعل له أشياء تعظمه حتى يكون كالسنامين للناقة، يعني تعظم رأسها بما تجعله عليه حتى يكون كأنه رأسان مما تلبده عليه من خرق ومن أشياء أخرى فهذه علامة عليهن.  
 
13-  المآتم، هل يجوز الذهاب للعزاء لأهل الميت وتعزيتهم إذا كانت لديهم بدع، مثل: قراءة الفاتحة مع رفع الكفين قبل إلقاء السلام عليهم؟
نعم تعزيهم وتنصحهم، تعزيهم وتنصحهم عما عندهم من البدع، والحمد لله فاجمع بين الخيرين بين التعزية وبين إنكار المنكر.  
 
14- يقول لدينا عادة: حيث يدفع المعزي مبلغاً من المال -حسب قدرته- لأهل الميت، هل يجوز هذا؟
إذا كانوا فقراء واعتاد الناس إعطائهم فلا بأس، إذا كانوا فقراء فيعطون لفقرهم ولكن الأفضل من هذا تصنعوا لهم طعام، يصنع لهم طعام غداء أو عشاء أيام المصيبة، ثلاثة أيام أو أكثر، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر أهله أن يصنعوا لآل جعفر طعاما لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أمر أهله أن يصنعوا طعاماً لأهله قال: (لأنه أتاهم ما يشغلهم)، فإذا صنعتم طعاماً لأهل الميت فلا بأس، سنة، أما أنهم يصنعون الطعام هم لا، لا يصنعونه للناس لكن يصنع لهم ويرسل لهم، وإذا كانوا فقراء وساعدهم أخوانهم فلا بأس.   
 
15- ما حكم التردد لمكان العزاء عدة مرات، أو المبيت عندهم، أو أكل طعامهم إذا صادفتهم يتناولون وجبة ما؟
لا مانع أن تأكل معهم إذا كان لهم طعام بعث إليهم، أما تشجعيهم على أن يصنعوا طعام للناس لا، لكن إذا كان الطعام بعث إليهم وجئت وأكلت أو دعوك فلا بأس، لكن إذا جئت بغير دعوة غير مناسب، إلا إذا كنت جئت للتعزية أو لحاجة أخرى وصادفت الطعام، أما أن تأتي لأجل الطعام فالأولى عدم المجيء، إلا إذا كان أمر بينك وبينهم معتاد لا يستنكر ولا يستغرب لأنهم كأهلك فلا بأس، أو دعوك لذلك أو الطعام يضيع تأتيهم طعام يضيع.  
 
16- الصلاة خير من النوم في أذان الصبح، هل هذا القول في الأذان الأول أم في الثاني؟ مع توضيح الأدلة؟
الأفضل أنه في الأذان الأخير الذي عند طلوع الفجر لأن المراد بالصلاة هنا الفريضة وهي تجب عند طلوع الفجر، فالأولى أن يكون في الأذان الأخير، ومما يدل على هذا أن عائشة -رضي الله عنها- كما في صحيح البخاري أخبرت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سمع النداء في أذان الفجر وكان يقال فيه: الصلاة خير من النوم إذا سمع ذلك صلـى ركعتي الفجر ثم خرج يصلى بالناس)، فدل على أن هذا القول يقال في صلاة الأذان الأخير، يعني بعد طلوع الفجر، ولأن هذا هو الوجه الأسلم لأن المراد بالصلاة الفريضة، أما صلاة الليل قد يكون النوم خيراً منها إذا كان يشق عليه القيام، فالإنسان ينام في الليل حتى يستطيع أن يصلى الفريضة، فالمقصود أن الصلاة خير من النوم تكون في الأذان الأخير الذي يؤتى به بعد طلوع الفجر، هذا هو الأولى وهذا هو الأرجح.  
 
17- يقول بعض الناس بأن تسريح الشعر في العشر الأواخر محرم، فهل هذا صحيح؟
إذا كانت تريد أن تضحي لا تقص شعر، ولا تشده شدا يقطعه، إذا أرادت أن تضحي وإلا فلا حرج إذا كانت ما هي مضحية فلا حرج عليها.  
 
18- ما هي شروط الحجاب الشرعي، نرجو بهذا تفصيل؟
شرط الحجاب أن يكون ساتراً للبدن كله للوجه والبدن، لا يكون رقيق ولا يكون مخرق، يستر البدن كله لأن المرأة عورة وفتنة، كما قال -صلى الله عليه وسلم- (المرأة عورة) وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، وقال الله عز وجل وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب: 53]، وقال الله –سبحانه-: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ .... الآية[الأحزاب: 59]. فالجلباب ما تتركه المرأة على رأسها ووجهها وهو ساتر.  
 
19- هل تسقط السنن الرواتب في السفر من غير ركعتي الفجر والوتر، حيث أنني أرغب المحافظة عليها في سفري، فإذا صليت السنن الرواتب وحافظت عليها في السفر هل في ذلك بأس؟
الأولى تركها في السفر، إلا في مثل الفجر تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فيصلي سنة الفجر معها، أما سنة الظهر والمغرب والعشاء والعصر فهذه الأفضل تركها، لأن الله خفف عن المسافر نصف الصلاة فيترك التطوعات التي في مع الفريضة. أما كونه يصلي صلاة الضحى أو سنة الوضوء أو التهجد في الليل فهذا باقي يفعله المسافر وغيره، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتهجد من الليل، ويصلي الضحى وهو مسافر لا بأس بذلك، لكن سنة الظهر القبلية والبعدية، وسنة العصر قبلها وسنة المغرب بعدها وسنة العشاء بعدها فالأفضل تركها في السفر. هل له أيام محددة في السفر؟ إذا كان محكوم بالسفر، إذا كان جاز له القصر. مسافة ثمانين كيلو فأكثر.  
 
20- كيف يكون العدل بين الأولاد، وخاصةً بأنني متزوج من زوجتين؟
كل جماعة يعطون حقوقهم، العدل فيهم أن تعطيهم حقوقهم، فالاثنان لهم شيء والثلاثة لهم شيء والأربعة لهم شيء، فإذا كان أولاد الزوجة إحدى الزوجة اثنين، وأولاد الأخرى ثلاثة أربعة كل يعطى حقه، كل يعطى حقه، وهكذا الزوجة الثالثة والرابعة، تعطيهم النفقة اللازمة، أما العطايا التي غير النفقة فلابد من العدل فيها، تعطيهم شيء زائد على النفقة لابد من العدل، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، أما النفقة فعلى حسب الحاجة، الأولاد الكثير لهم نفقة، والقليل لهم نفقة، فالصغير له نفقة والكبير له نفقه يختلفون في كسوتهم وغير ذلك.  
 
21-   إذا عقد النكاح على الفتاة دون موافقتها أو دون علمها، هل هذا النكاح يعتبر شرعياً، خصوصاً إذا كانت الفتاة يتيمة، وما هو الجزاء المترتب على الوكيل الذي شهد بموافقتها زوراً؟
لا يصح النكاح إلا بإذنها، وإذا كانت بكراً إذنها السكوت، سواءاً كانت يتيمة أو غير يتيمة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تنكح البكر حتى تستأذن، ولا تنكح الأيم حتى تستأمر) قالوا: فالبكر يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: (أن تسكت)، فالواجب على وليها أن يستأذنها وأن لا يزوجها إلا بإذنها حتى وإن كان أبوها، فالواجب أن يستأذنها، البكر يكفي سكوتها، الأيم لا بد أن تأمر تقول لا بأس، فإذا زوجها بغير إذنها مكرهة بطل الزواج لا يصح، إنما يجدد إذا أرادت، لا بد من إذنها، إما السكوت في حق البكر أو صراحة سواءً كانت يتيمة أو غير يتيمة، والذي يكذب ويقول: إنها رضيت وهو يكذب يستحق أن يعزر أن يؤدب من جهة المحكمة على كذبه وظلمه. المذيع/ هل من كلمة على الذين يقومون على الأيتام؟ جزاكم الله خير. نعم نوصيهم بتقوى الله والحرص على تربية الأيتام التربية الشرعية، والقيام عليهم بالصلاة إذا كانوا قد بلغوا السابعة فأكثر، وتربيتهم التربية الإسلامية، في أمرهم بطاعة الله ونهيهم على المعاصي، وعن قرناء السوء، والعناية بأموالهم وتربيتها وحفظها وتنميتها، كل هذا أمر مهم، فنوصي أولياء الأيتام بالنصح للأيتام، وأن يؤمروا بطاعة الله، وأن يمنعوا عن محارم الله وأن يمنعوا من قرناء السوء، وأن يحتفظ بأموالهم وتربيتها، وإذا كانوا دون السبع كذلك يوصى بهم خيراً، تربيتهم تعليمهم، والإحسان إليهم حتى يميزوا ثم يؤمروا بالصلاة مع الناس، ويلاحظ عليهم كل شيء ينفعهم في الدين والدينا. شكر الله لكم وعظم الله مثوبتكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين...  

398 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply