حلقة 160: توفي والدي، وأريد أن أقدم له عملاً يزيد من حسناته - هل تقصير الولد يؤثر على والدهم الميت؟ - هل تفيد الإنسان المسحور قراءته لنفسه - ما هي الآيات التي تعالج الحسد؟ - هل يجوز بيع الهدية - حكم من لا يريد أن يزكي إلا بعد خمس عشرة سنة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

10 / 50 محاضرة

حلقة 160: توفي والدي، وأريد أن أقدم له عملاً يزيد من حسناته - هل تقصير الولد يؤثر على والدهم الميت؟ - هل تفيد الإنسان المسحور قراءته لنفسه - ما هي الآيات التي تعالج الحسد؟ - هل يجوز بيع الهدية - حكم من لا يريد أن يزكي إلا بعد خمس عشرة سنة

1- توفي والدي يرحمه الله، وكنت أراه -والحمد لله- مداوماً على الصلاة محافظاً على الخير، وأريد أن أقدم له عملاً يزيد من حسناته ويخفف من سيئاته، فبماذا يتمثل هذا العمل -جزاكم الله خيراً-، هل هو بتلاوة القرآن وإهدائه له، أو التصدق؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن بر الوالدين من أهم الواجبات، ومن أعظم الفرائض، كما قال الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[الإسراء: 23]، وقال -سبحانه-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان: 14]، فبرهما من أهم القربات وأفضلها، وقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل: يا رسول الله! هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال: (الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)، كل هذا من حقهما، فنوصيك أيها السائل بكثرة الدعاء، كثرة الدعاء لوالديك، لأبيك وأمك، والصدقة عنهما كذلك بالقليل والكثير، على الفقراء والمحاويج، ولا سيما فقراء الأقارب، بالنية عن والدك أو عن والديك جميعاً، وعن نفسك معهما كذلك، وإذا كان له وصية شرعية تنفذها كالايصاء بالثلث أو الربع في أعمال البر، في وجوه الخير، في ضحايا في حج، في صدقات، عليك التنفيذ، كذلك صلة الأقارب من أعمامك وبني عمك وأجدادك، تصلهم وتحسن إليهم بالهدية بالصدقة بالدعاء بالزيارة، كذلك الأصدقاء إذا كان له أصدقاء تكرمهم أيضاً وتحسن إليهم، كل هذا من حق والدك، ومن حق أمك أيضاً. أما القراءة لهما فغير مشروع، لم يرد في الشرع القراءة للأموات، تقرأ لنفسك وتسأل ربك أن يتقبل منك وأن يثيبك، أما إهداء القرآن إلى غيرك لا، لم يثبت في الشرع، لكن الدعاء للوالدين والصدقة عنهما، والحج عنهما، والعمرة عنهما بعد وفاتهما كل هذا طيب، إكرام أصدقائهما بالصدقة بالزيارة، إكرام أقاربك من أبيك وأمك من أعمام وعمات وأخوال وخالات وغيرهم، كل هذا من بر والديك، وفق الله الجميع.  
 
2- إذا كان بعض من إخواني سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً يقصرون في بعض الصلوات، هل هذا يؤثر على والدي المتوفى، علماً بأن بعض الإناث متزوجات؟
إن كان قصر في حياته لم يأمر أبنائه وبناته، ولم يعلمهم فهو على خطأ من ذلك، والدعاء له، ادعوا له أن الله يسامحه ويعفو عنه، أما إن كان لم يقصر بل اجتهد في تربيتهم وتعليمهم وأمرهم بالخير ولكن قصروا بعد وفاته هم فالإثم عليهم، ليس عليه من ذلك شيء، إذا قصروا بعد وفاته في الصلاة أو في غيرها فالإثم عليهم، لكن في حياته إذا كان قد تساهل في حقهم فهو على خطر، تدعوا له بالمغفرة والرحمة والعفو، إذا كان تساهل معهم ولم يعلمهم ولم يؤدبهم، قد ترك الواجب عليهم، فهو مسئول عن هذا، وعلى خطر من هذا الشيء، لكن تدعون له بالمغفرة والرحمة والعفو، وعليكم أيضاً أن تتواصوا بالخير فيما بينكم، وأن تناصحوا وأن تجتهدوا في أداء حق الله، وأن تحافظوا على الصلاة في الجماعة، وأن تجتهد مع أخوتك أيضاً بنصيحة أخواتك بتوجيههن إلى الخير، وأمرهن بالصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها، وغير هذا من وجوه الخير، كأداء الزكاة، وصوم رمضان والمحافظة عليه، صلة الرحم، إكرام الجار، حفظ اللسان عما لا ينبغي، توصي جميع أخوتك من ذكور وإناث بتقوى الله، توصيهم بطاعة الله ورسوله، توصيهم بفعل الخير وترك الشر، توصيهم بكثرة التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والذكر وقراءة القرآن، توصيهم بإكرام جيرانهم، وإكرام أقاربهم، وصلة أرحامهم، وأنت على خير، يقول الله -عز وجل-: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[العصر:1-3]، من أفضل خصال الإيمان التواصي بالحق والتناصح، ويقول -جل وعلا-: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل: 125]، ويقول -سبحانه-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة: 2]، فأنت -أيها السائل- عليك أن تتعاون مع إخوانك ومع أقربائك، ومع جيرانك، على البر والتقوى، على طاعة الله ورسوله، على الصلاة في جماعة، على بر الوالدين، على صلة الرحم، على حفظ اللسان عما لا ينبغي، كل هذا من التناصح والتواصي بالحق.  
 
3- إذا أدرك المصلي الركعتين الأخيرتين في صلاة العشاء مثلاً، فهل يقرأ ما فاته سراً أم جهراً، وهل يكمل ما فاته من سورة الفاتحة فقط؟
الصواب أن ما أدركه المسبوق مع الإمام هو أول صلاته، وما يقضيه هو آخرها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)، (إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة والوقار فما أدركتم -يعني مع الإمام- فصلوا وما فاتكم فأتموا) وفي لفظ (فأقضوا)؛ يعني فأتموا، معنى القضاء التمام، وهذا يفيد أن ما أدركه الإنسان مع الإمام يكون أول صلاته، فإذا أدرك مع الإمام ركعتين من العشاء فإنها تكون أول صلاته، فإذا سلم الإمام يقوم يأتي بالركعتين الأخيرتين يقرأ فيها الفاتحة سراً؛ لأنها آخر صلاته، وهكذا أذا أدرك واحدة من المغرب فإن الثنتين الأخيرتين هما آخر صلاته، فالأولى يقرأ فيها الفاتحة وسورة أو آيات ويجهر بعض الشيء جهراً لا يشوش على من حوله، والأخيرة يقرأها سراً يقرأ فيها الفاتحة لأنها هي المكملة لصلاته.  
 
4- إذا قرأ الإنسان على نفسه، مثال ذلك: إذا قرأ القرآن وهو مريض من مرض الحسد، هل يفيده، أم لا بد من شخصٍ أو شيخ يقرأ عليه؟
إذا قرأ الإنسان على نفسه يفيده، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ على نفسه -عليه الصلاة والسلام-، فالمؤمن إذا أحس بمرض أو ضيق أو تكدر يقرأ القرآن، يكثر من قراءة القرآن، يسأل ربه العافية والشفاء، وله في هذا خير عظيم، وله أسوة بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، يقول -سبحانه-: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[الأحزاب: 21]، قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى جمع كفيه فقرأ فيهما عند النوم: (قل هو الله أحد)، والمعوذتين، ثلاث مرات، يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده، ويبدأ برأسه ووجهه وصدره -عليه الصلاة والسلام-، في كل مرة، هكذا أخبرت عائشة -رضي الله عنها-، قالت: وفي مرض موته، لما كان ما يستطيع أن يفعل ذلك، كنت أقرأ في يديه وأمسح بهما على وجهه ورأسه وصدره -رضي الله عنها-. فالمقصود أن المؤمن والمؤمنة يقرأن القرآن ويكثرا من ذلك، وللقارئ بكل حرف حسنة، قارئ القرآن له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، فالوصية لجميع إخواني المسلمين من الرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن في الليل والنهار، وأنت جالس على فراشك، أو في مجلسك، أو في أي مكان، وأنت ماش في الطريق تقرأ بينك وبين نفسك، وإذا أحسست بالمرض تقرأ في يديك ما يسر الله من القرآن من أهم ذلك سورة: (قل هو الله أحد)، والمعوذتين، تقرأهما في يديك ثلاث مرات وعند النوم أفضل، وتمسح بيديك على ما تيسر من جسدك، وتبدأ برأسك وجهك وصدرك ثلاث مرات، اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وتدعوا ربك أن الله يمن عليك بالشفاء والعافية.  
 
5- ما هي الآيات التي تعالج الحسد، وهل له علاج غير القرآن والرقية أم لا؟
نعم القراءة والدعاء، الدعاء والقراءة، الإنسان يسأل ربه العافية من شر كل حاسد، كما قال -جل وعلا-: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ[الفلق:1-5]، هذه السورة كافية إذا قرأها في يديه ومسح بهما على رأسه وصدره ووجه ثلاث مرات عند النوم تكون علاج من كل داء، من الحسد وغيره، وهكذا في غير النهار في الضحى في الظهر وفي العصر في أي وقت، لكن المحافظة على هذا عند النوم يكون أفضل، تأسياً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- والله -عز وجل- يقول: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً[الإسراء:82]، ويقول -سبحانه-: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ[فصلت: 44]، وفي الصحيحين أن جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- مروا على جماعة من العرب، ورئيسهم أميرهم قد لدغ، لدغته حية، فاجتهدوا في علاجه فلم يتيسر له الشفاء، فجاءوا إلى الصحابة الذين مروا عليهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ قالوا نعم، ولكنكم لم تقرونا لما نزلنا بكم، ما ضيفتمونا، ما نقرأ إلا بجعل، فاتفقوا معهم على قطيع من الغنم، لمن يقرأ عليه فقرأ عليه أحد الصحابة الفاتحة: سورة الحمد، وجعل يتفل عليه ويكررها فعافاه الله، وقام كأنما نشط من عقاله، فأعطوهم جعلهم، فقالوا فيما بينهم: لا نفعل شيء حتى نأتي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما قدموا المدينة أخبروا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أحسنتم، واضربوا لي معكم بسهم) يطيب نفوسهم بذلك، فدل ذلك على أن قراءة القرآن فيها شفاء من كل داء، وأنه لا بأس بأخذ الجعل على القراءة.  
 
6- هل يجوز أن يقرأ الشخص مع قارئ من القرآن من شريط مسجل، أم لا يجوز؟
لا.. يستمع، يستمع ينصت، يستمع ويستفيد يقول الله: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا[الأعراف: 204].  
 
7- في أي وقت من يوم الجمعة تقرأ سورة الكهف، أهو في كل وقت أم وقت محدد؟
في جميع النهار، في جميع اليوم في أوله وآخره، جاء فيها بعض الأحاديث الضعيفة، وثبت من فعل بعض الصحابة أبي سعيد كان يقرأها كل جمعة، فإذا قرأها الإنسان فحسن
 
8- شخصٌ أهديت له هدية عبارة عن مجوهرات ذهبية، السؤال: هل له أن يبيعها ويستفيد بثمنها؟
نعم إذا أهدي لك هديه وليست رشوة هدية من أخ محب أو من قريب ليست بمقابل خيانة، ولا، فلا بأس، تكون مال لك، تتصرف فيها، تبيعها تمسكها، تهديها إلى غيرك لا بأس. أما إذا كانت رشوة حتى تميل عن الحق، أو تحكم بالجور، أو حتى تظلم أحد فلا يجوز لك، إذا كان هذه الهدية رشوة لك حتى تظلم أو تحكم في قضية عندك أو أنت قاض تحكم بغير الحق كل هذا منكر، أما إذا كانت هدية لله وفي الله لأنك صديقه، لأنك أخوه في الله، لأنك قريبه ليست بأمر آخر من أمور الخيانات والظلم فلا بأس في ذلك، هي مال لك تصرف فيها، والسنة لك أن تقابله، أن تثيبه على هديته، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبل الهدية ويثيب عليها، يعني يعطي عليها المقابل، هذا هو الأفضل.  
 
9- رجل لديه أموال طائلة ولا يزكي عليها لعدة سنوات، وأكثر من عشر سنوات لم يزكِ عليها، وعندما نصحناه وقلنا: زكي هذه الأموال! قال: سأزكي عليها بعد كل خمسة عشر سنة!!
هذا منكر، ولا يجوز، الواجب على المسلم أن يزكي كل سنة، ولا يجوز التأخير لا سنتين ولا أكثر، يجب أن يزكي عند نهاية كل عام، عن جميع الأموال التي عنده، من الذهب والفضة وعروض التجارة، وهكذا إذا كان يزرع، يزكي زكاة الزرع، زكاة التمور، زكاة العنب، كل سنة بسنتها إذا بلغت النصاب، هذا هو الواجب، لأن الله قال -جل وعلا-: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ[الأنعام: 141]، قال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ[البقرة: 43]، هذه للفورية، أقيموا الصلاة في وقتها، وأتوا الزكاة في وقتها، وأخبر -جل وعلا- أن من يكنز من الذهب والفضة ولا ينفقها في سبيل الله أنه موعود بالعذاب الأليم، قال -جل وعلا-: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ[التوبة:34-35]، هذا جزاء من بخل بالزكاة ولم يخرج حقها، كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز، يعذب عليه صاحبه يوم القيامة، وفي الحديث الصحيح: أن الذين لا يؤدون الزكاة يوم القيامة يعذبون، تحمى عليهم تلك الأموال من الذهب والفضة وما يقوم مقامها، فيعذبون بها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين الناس، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وصاحب الإبل والبقر والغنم يبطح لها بقاع قرر تمر عليه تطأه بخفافها وأظلافها، الإبل بخفافها والبقر والغنم بأظلافها، تنطحه الغنم والبقر بقرونها وتعضه الإبل بأفواهها كل ما مرت عليه أخراها أعادت عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة هذا جزاءه نسأل الله العافية فالواجب على من كان عنده مال زكوي أن يخرج الزكاة كل سنة، وعلى هذا الشخص أن يتوب إلى لله وأن يخرج الزكاة عما مضى من السنين عليه التوبة والندم والإقلاع والاستغفار والبدار بإخراج الزكاة عن السنوات الماضية.  
 
10- في رمي الجمار هل يجوز للزوج أن يرمي عن زوجته جميع الجمار، وذلك لأنه سيكون معه طفل رضيع، وإن تركه مع أحد وذهب ليرمي الجمار سيبكي هذا الطفل، وفي حالة عدم وجود طفل هل للزوجة أيضاً أن يرمي عنها الزوج؛ وذلك ليجانبها الزحام الشديد حتى وإن قويت على السير؟
هذا الموضوع فيه تفصيل والناس يخطئون فيه كثيرا، فإذا كانت المرأة قوية تستطيع الرمي وجب عليها الرمي في الليل أو في النهار، إذا كانت زحمة في النهار ترمي بالليل بعد غروب الشمس إلى آخر الليل، كله رمي، ليلة إحدى عشر وليلة اثني عشر وليلة ثلاثة عشر كله رمي، أما إذا كانت مريضة أو عجوز كبيرة أو عندها أطفال ليس عندهم من يحفظهم توكل زوجها أو غيره يرمي عنها والحمد لله، وهكذا الشيخ الكبير والمريض يوكلون، وهكذا الأطفال يرمي عنهم من حج عنهم، أما المرأة القوية التي قد عافاها الله تنظر الوقت المناسب وترمي فيه ولا توكل.  
 
11- رجل ارتكب كبيرة وتاب إلى الله توبةً نصوحا، ولكنه ستر نفسه، ولم يعلم أحدٌ بذلك إلا الله -عز وجل-، ولم يقام عليه الحد في الدنيا، فهل إقامة الحد في الدنيا شرطٌ لقبول التوبة والتطهر من ذات المعصية، وما موقفه يوم القيامة، هل سيقام عليه حد العذاب أو يعذب بمقدار ما اقترف، علماً بأنه تاب توبة نصوحاً؟ أفيدونا بشيء من التفصيل
التوبة يمحوا الله بها ما مضى من الذنوب، الحد يكفر الله به السيئة، إقامة الحد تكفير والتوبة تكفير، فإذا تاب توبة نصوحاً كفر الله عنه الذنب وإن لم يقم عليه الحد، فحصل له الستر والعافية والحمد لله، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تجب ما قبلها) وقال الله -جل وعلا-: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر:53]، أجمع العلماء -رحمة الله عليهم- على أن هذه الآية في التائبين؛ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أي بالذنوب والمعاصي أو بالشرك، لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ينهاهم عن القنوط وهو اليأس من رحمة الله، ثم يقول -سبحانه-: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً يعني للتائبين، فإذا تاب توبة نصوحاً بالندم على الماضي، والإقلاع من الذنب وتركه، والعزم الصادق أن لا يعود فيه تعظيماً لله، ورغبة بما عنده، وحذراً من عقابه، تاب الله عليه، ومحى عنه الذنب ولا حاجة للحد، يستر نفسه والحمد لله، لما جاء ماعز وقد زنى أمره النبي بالتوبة، فلم يزل يلح حتى أقام عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- الحد، المقصود أن التوبة تكفي، فالتوبة كفارة والحد كفارة، فإذا من الله عليه بالتوبة في حياته، وتاب توبة صادقة بالندم، والإقلاع والعزم على أن لا يعود، غفر الله له ذنبه، ومحى عنه السيئة وصار كمن لا ذنب له. سماحة الشيخ البعض من الناس يقول بعد عودته إلى الله -عز وجل- يذكر الناس بما فعل في الأيام الماضية مع أن الله -عز وجل- ستره هل من توجيه حول هذا؟ لا يجوز له أن يقول: فعلت وفعلت، يحمد الله الذي ستره، الإنسان إذا ستره الله لا يفضح نفسه، ولكن يحث الناس على التوبة ويرغبهم فيها، ويذكر لهم الآيات والأحاديث، هذا هو الواجب عليه، أما أن يقول: فعلت كذا وفعلت لا يجوز، من ستره الله يحمد ربه على الستر. 
 
12- سمعت من بعض الناس يقولون بأن صلاة العشاء تؤخر إلى الساعة العاشرة فقط وينتهي وقت الصلاة، فهل هذا صحيح؟
صلاة العشاء وقتها إلى نصف الليل، والليل يختلف يطول ويقصر الليل، في هذه الأيام في أيام الصيف في هذا الأيام ونحن الآن في آخر يوم من المحرم، الليل تسع ساعات، فإذا جاءت الساعة أربع ونص من غروب الشمس هذا نص الليل، انتهى وقت صلاة العشاء باختياري، الواجب أن تقدم الصلاة قبل هذا، قبل النصف، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وقت العشاء إلى نصف الليل)، فالواجب على الرجال والنساء أن يقدموا الصلاة قبل النصف، فالرجل يصلي في جماعة في المساجد، والمرأة تلاحظ هذا، حتى تصلي قبل النصف.  
 
13- إذا صليت صلاة العشاء وجلست للتشهد الأول ونسيت وقرأت التشهدين، هل علي شيء؟
لا ليس عليك شيء، السنة إذا قرأت التشهد الأول أن تقومي إلى الثالثة بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالأفضل أن تصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن قمت بعد قولك: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فلا بأس، وإن صليت على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قمت فلا بأس، أما الدعاء التعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر وبقية الأدعية فتكون في الأخير، لكن لو أن إنساناً أتى بها في الأول نسياناً فلا شيء عليه.  
 
14- أرجو توضيح حديث: (الحج عرفة)، وما هو الواجب على القادم للحج؟
معناه عند أهل العلم أنه الركن الأعظم الحج، ركن أعظم عرفة من فاته عرفة فاته الحج، فإذا أتاها يوم عرفة اليوم التاسع بعد الزوال وقف فيها ما يسر الله ولو قليلاً، أو في الليل قبل طلوع الفجر ليلة النحر، ليلة العيد أدرك الحج، من الزوال إلى طلوع الفجر، يعني بقية النهار مع الليل كله، ليلة النحر، ليلة العيد كله موقفه، فإذا وقف بعد الزوال أو بعد العصر أو بعد المغرب أو بعد العشاء إلى آخر الليل فقد أدرك الحج وهو محرم، إذا كان محرماً ناوياً الحج فإنه يكون مدركاً للحج، فعليه أن يأتي بالأعمال بعد ذلك، يذهب إلى مزدلفة ويبيت فيها ليلة، يرمي الجمار يوم العيد، يطوف ويسعى إلى بقية أعماله، وإن كان أحرم بحج وعمره فعليه الهدي ذبيحة تذبح بمكة على الفقراء، .......، لكن الركن الأعظم هو الحج عرفة، من فاته عرفة فاته الحج، والركن الثاني الطواف، والركن الثالث السعي، والرابع الإحرام، كونه ينوي الدخول في الحج أو العمرة، هذا الركن، ينوي الإحرام بالحج، هذا الركن الأول، والواجب أن يكون من الميقات الذي يمر عليه حين يأتي من بلده، أول ميقات يمر عليه يحرم منه، هذا واجب عليه أن يحرم من الميقات، أما كونه يحرم هذا ركن، وينوي بقلبه للحج هذا ركن الحج، للعمرة ركن العمرة، .... الركن الثاني والوقوف بعرفة، ثم الركن الثالث الطواف بالبيت بعد النزول من عرفة، والركن الرابع السعي في حق القارن والمفرد والمتمتع جميعاً، السعي لا بد منه، لكن المتمتع عليه سعيان: السعي الأول للعمرة قبل الحج، والسعي الثاني للحج، أما القارن والمفرد فليس عليهم إلا سعياً واحد إذا أتيا به بعد طواف القدوم كفى، ولم يبق معهم إلا طواف الحج بعد العيد، ثم طواف الوداع.        

483 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply