هل يكفر من سب الدين أو الرب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

30 / 50 محاضرة

هل يكفر من سب الدين أو الرب

1- ما حكم الدين في زيارة القبور والتوسل بالأضرحة واخذ خروف وأموال للتوسل بها كزيارة السيد البدوي والحسين والسيدة زينب،

زيارة القبور نوعان: أحدهما سنة مشروع ومطلوب، وهو أن يزورها لدعاء لهم والترحم عليهم، وذكر الموت وذكر الآخرة هذا سنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، كان النبي يزورها صلى الله عليه وسلم، وهذا للرجال خاصة، لا للنساء. النوع الثاني: أن يزورها لدعاء أهلها، والاستغاثة بهم أو للذبح لهم، أو لنذر الذبائح هذا منكر وشرك أكبر نسأل الله العافية، ويلتحق بذلك أن يزورها للدعاء عندها والصلاة عندها والقراءة عندها هذا بدعة من البدعة غير مشروع فصارت في الحقيقة ثلاثة أنواع النوع الأول: مشروع وهو أن يزورها للذكرى والدعاء، تذكر الآخرة هذه سنة. الثاني: أن يزورها للقراءة عنده والصلاة عندها أو الذبح عندها لله هذه بدعة. الثالث: أن يزروها ليذبح للميت ويتقرب بالذبح أو يدعوه من الله ويطلب منه المدد والغوث والنصر هذا شرك أكبر نسأل الله العافية، فيجب الحذر من هذه الزيارات الخبيثة.
 
2- هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لإمام القرية وإن كان ميسور الحال وليس فقيراً معدماً؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن زكاة الفطر شرعها الله مواساة للفقراء والمحاويج، وطعمة للمساكين، فإذا كان إمام القرية ميسور الحال عنده ما يكفيه، فإنه لا يعطى زكاة الفطر، أما إن كان راتبه أو مقرره لا يكفي لكبر عائلته فلا بأس أن يعطى زكاة الفطر. 
 
3- ما هو الزمن المسموح به شرعاً في الاغتراب عن الزوجة؟
ليس في هذا حد محدود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما يروى عن عمر -رضي الله عنه- حدد ستة أشهر للجنود، وهذا من اجتهاده -رضي الله عنه- لما شاور ابنته حفصة في ذلك، فإذا تيسر للمسافر أن يقتصر على هذه المدة ستة أشهر فهذا حسن، وإن رجع إلى أهله في أقل من ذلك فهو أولى وأحوط؛ لأن هذا العصر عصر غربة، والأخطار فيه كثيرة، ليس مثل عصر الصحابة -رضي الله عنهم-، فعصرنا الآن فيه التبرج الكبير، وتبذل النساء، وكثرة الشباب المنحرف، وجلساء السوء، بل ينبغي للمؤمن أن لا يطول السفر، وأن يرجع إليه بين وقت وآخر قريب، كشهرين أو ثلاثة أو أقل من ذلك، إذا أمكنه ذلك، فإذا شق عليه ذلك لطول السفر، وبعد المسافة فلا حرج إن شاء الله ولو أكثر من ستة أشهر، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كأن يدرس في الطب، ويدرس في الهندسة في بلاد بعيدة، أو يدرس العلم الشرعي أو نحو ذلك، فعلية أن يتحرى ما أمكنه قصر الوقت لأن هذا أقرب إلى السلامة. والله المستعان. 
 
4- سب الدين أو الرب -استغفر الله رب العالمين- هل من سب الدين وغيره هل يعتبر كافر أو مرتد، وما حكمه؟ وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف، حتى نكون على بينه من أمر شرائع الدين، وهذه الظاهرة متفشية بين بعض الناس في بلادنا؟
سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات، وهكذا سب الرب -عز وجل-، هذان أمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان من سب الرب -سبحانه- أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً عن الإسلام، ويكون كافراً يستتاب فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر في البلد، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأنه جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أنه يستتاب، لعلى الله أن يمن عليه بالهداية، فيلتزم الحق، ولكن لا مانع من تعزيره، ينبغي أن يعز ..... بالجلد والسجن حتى لا يعود في مثل هذا، هذا هو الصواب الذي قاله جمع من أهل العلم، تعزيره ولو استتبناه وقبلنا توبته لكن يعزر عن إجرامه العظيم وإقدامه على هذه الكبيرة العظيمة، نسأل الله العافية. وقال آخرون: لا يستتاب بل يقتل بكل حال، وهو قول عظيم قوي، لكن استتابته اليوم أولى إن شاء الله مع التأديب المناسب، والسجن المناسب حتى لا يعود إلا هذا المنكر. وهكذا لو سب القرآن أو الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، لأن سب الدين وسب الرسول وسب الرب -عز وجل- من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بهذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله -سبحانه وتعالى-: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة: 66]، نسأل الله العافية. 
 
5- هل صحيح ما نسمع من أن المرأة الغائب عنها زوجها مدة سنة أو أكثر يحق للقاضي التفريق بينهما، حتى ولو أن مالاً وعقاراً تنفق منه على حوائجها الشرعية، ما حكم الإسلام في ذلك؟
ليس هذا صحيحاً، بل من غاب عنها زوجها وطالبت الفراق فالقاضي ينظر في الأمر، فيكاتب زوجها لعله يحضر أو يعرف عذره، يعرف أسباب طلبها الفراق ولا تجوز العجلة بقبول قولها مطلقاً، لا. ليس لهذا أصل، ولكن متى ما غاب عنها وطلبت الفراق ينظر في أمرها وينظر في أمره، ويكون القاضي في ذلك على اهتمام وعلى عناية بالأسباب التي أوجبت طلبها الفراق، وبالأسباب التي توجب الفراق، وهو يجتهد ويتحرى الحق، وينظر ما قاله أهل العلم، ويتبصر في الأدلة، ويحكم بعد ذلك بما يبين له. 
 
6- هل سماع ومشاهدة الأغاني من الراديو أو التلفزيون حرام في الإسلام في بعض الأوقات من ليل أو نهار؟
نعم سماع الأغاني والملاهي حرام في الإسلام؛ كما قال الله -عز وجل-: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[لقمان: 6] وراوي الحديث قال أكثر العلماء: إنه الغناء، ويضاف إليه -أيضاً- أصوات الملاهي: كالطنبور والعود والكمال وشبه ذلك هذه كلها تصد عن سبيل الله، وتقسي القلوب وتمرضها، وأخبر الرب -عز وجل- أن ذلك من أسباب الضلال والإضلال، من أسباب العدل عن سماع كتاب الله، والقلب إذا أمر بالأغاني وكثر سماعه لها فإنها تصده عن الحق، وتسبب له أمراض خطيرة، وتثاقل عن طاعة الله ورسوله، وعن سماع القرآن والمواعظ، حتى قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) فأخبر أنه يكون في آخر الزمان قوم يستحلون المعازف وهي محرمة، والمعازف الأغاني وآلات اللهوء. والله المستعان 
 
7- هل المرأة المسلمة إذا سبت زوجها أو دين زوجها أصبحت طالق في الشرع كما نسمع من أكثر الناس؟
إذا سبت زوجها لا، لا تكون طالق، ولكن عليها التوبة إلى الله واستسماح زوجها، فإذا سمح عنها فلا بأس، وإن سبها مثلما سبته قصاصاً لا يزيد على ذلك فلا باس، وإن سمح عنها فهو أفضل؛ لأن الله يقول: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[البقرة: 237]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً). أما سبها لدين زوجها وهو مسلم هذا كفر نسال الله العافية، إذا كان مسلم وهي مسلمة وسبت دين زوجها هذا سب للإسلام نعوذ بالله، فلا يتساهل معها بل تأدب وتضرب عن هذا العمل السيء، وتستتاب، فإن تابت عن عملها السيء وإلا وجب أن تقتل، وجب على ولي الأمر: قاضي البلد وأمير البلد يستتيبوها فإن تابت وإلا قتلت، لأن سب الدين سب الإسلام من أعظم أنواع الكفر، ...... ناقض للإسلام، وهكذا سب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسب القرآن.  
 
8- هل الديوث الذي يتكلم عما يجري بينه وبين زوجته في الخلوة الصحيحة؟ أم من هو الديوث بالشكل الصحيح في نظر الدين الإسلامي الحنيف؟
الديوث الذي يرضى بالفاحشة في أهلة، يرضى أن تُؤتى زوجته، يرضى...... أن يأتوا زوجته بالزنا، هذا وهو الديوث الذي يرضى أن تؤتى زوجته وأن يزنى بها لقلة غيرته ولفساد غيرته، ولضعف إيمانه أو عدم إيمانه، هذا يُقال: له ديوث. أما الذي يتحدث عن حاله مع زوجته فهذا ....، وقد يكون فاسقاً بذلك، ولكن لا يكون ديوثا، إنما الديوث الذي يرضى بالفاحشة في أهلة، نسأل الله العافية. 
 
9- كيف تتحجب المرأة وممن؟ هل من جميع بدنها؟ وهل يجب أن تُظهر كفيها ووجهها لجميع المحارم؟ نرجو توضيح ذلك
المرأة تتحجب عن غير محارمها، عن جيرانها بني عمها أخي زوجها، أما محارمها فلا تتحجب عنهم، لا بأس أن يبدوا وجهها وكفاها وقدماها لمحارمها كأخيها وعمها وخالها لا بأس، إنما التحجب عن الأجانب: كابن عمها هو أجنبي ما هو بمحرم، وكزوج أختها وأخي وزوجها، وعم زوجها، ونحو ذلك، هؤلاء عليها أن تحتجب عنهم وتستر في وجهها وبدنها كله، لقوله -سبحانه-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب: 53] وقال الله في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ..... إلآية[النور: 31] ...... فهي مأمورة ....... الحجاب عن غير محارمها. 
 
10-  ما حكم من أدرك الإمام راكعاً، هل أدرك الصلاة أم لا؟ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تتم الصلاة بدون فاتحة الكتاب)،
الصحيح أنه إذا أدرك الركوع أدرع الركعة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل أبو بكر الثقفي وهو راكع ركع معه دون الصف ثم دخل في الصف فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زادك الله حرصاً ولا تعد) ولم يأمره بقضاء الركعة، فدل ذلك على أنه معذور، وهذا يخصص قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) هذا في حق الإمام والمنفرد والمأموم القادر على الصحيح، أما المأموم العاجز الذي جاء وقد فاته القيام -والإمام راكع- فإن الصحيح أنه يجزئه الركوع، وتتم ركعته، وهذه ....... الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وجمهور أهل العلم. وذهب أهل العلم إلا أنها لا تجزئه وأن عليه القضاء، ولكن الصواب أنها تجزئه، هذا هو الأرجح، وبهذا يكون معذوراً؛ لأنه ما أدرك القيام هكذا لو نسي ولم يقرأها، أو تركها تقليداً لبعض العلماء القائلين بأنها لا تجب على المأموم فإن صلاته صحيحة. 
 
11- بعض العلماء يقول: إن الضم في الصلاة سنة عن المصطفى-صلى الله عليه وسلم-، والبعض الآخر يقول: إنه بدعة، أي الضم بعد القيام من الركوع؟
الضم سنة حال القيام في الصلاة قبل الركوع وبعده، هذا هو الصواب، ومن قال: إنه بدعة فقد غلط، غلطا بيننا، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن وائل ابن حجر -رضي الله عنه- قال رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان قائماً في الصلاة يضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد) رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح، وكذلك قال قبيصة.... الطائي عن أبيه (أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يضع يمينه على شماله على صدره حال وقوفه في الصلاة) رواه أحمد بإسناد جيد، وهكذا روى البخاري في الصحيح عن سهل بن سعد من طريق أبي حازم قال: (كان الرجل يأمر أن يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة) قال أبو حازم: ولا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-) هذا يدل على أن القائم في الصلاة يضع يده اليمنى على شماله، وهذا يعم القيام قبل الركوع وبعده وهذا هو الصواب.  
 
12- شاب مسلم يريد الزواج من فتاة لا يعلم هي تصلي أم لا، هل يجوز ذلك الزواج؟ وما حكم ذلك؟
لا بد أن يتثبت في الأمر، يسأل عنها أهل الخبرة، فإن الزواج من كافرة لا يجوز لله -سبحانه- يقول: لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ[الممتحنة: 10]، ومن ترك الصلاة كفر على الصحيح من أقوال العلماء ولو كان مقراً بالوجوب، إذا تركها تهاونا وكسلا كفر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) وقال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) فإذا كانت لا تصلي لا يتزوجها، أما إذا عرف أنها تصلي وجيدة يتزوجها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربة يداك) فذات الدين مطلوبة ........ الصلاة التي هي أعظم الأركان وأهما بعد الشهادتين. 
 
13- شاب مسلم يريد الزواج من فتاة مسلمة، ولكن أباها دائماً يتعاطى السكر وملحد، هل يجوز عقد ذلك الأب لابنته؟
إذا كانت مسلمة فلا بأس أن يتزوجها شاب مسلم، لكن لا يكون أبوها وليا لها إذا كان ملحداً كافراً شيوعياً، أو إباحياً كافراً، فإنه لا يكون وليا لها، ولكن يزوجها أخوها إن كان لها أخ طيب أو عمها أو ابن عمها أو ابن أخيها، إذا كان لها أقارب طيبين مسلمين زوجها أقربهم إليها، فإن لم يجد أحداً غير الأب زوجها القاضي، يرفع الأمر إلى القاضي والقاضي يزوجها، إلا إذا وجد لها أقارب غير الأب مسلمين كأخ أو عم أو ابن أخ الأقرب فالأقرب، الأخ أقرب ثم ابن أخ ثم العم يعني الأقرب بعد الأب يزوجها. 
 
14- هل يجوز إسدال الشعر على الجبين في الصلاة من المرأة؟
لا نعلم به شيئا، لكن إذا أزالته وصار السجود على نفس الجبهة لعله يكون أحسن، ........ جزء منها لا يضرها، مثل لو سجد على العمامة الرجل أو على غير ذلك من بساط أو سجادة لا يضر. هذا يحتاج إلى تأمل لأن الشعر عورة، فلا بد من ستره لكن إذا سجدت وهو مستور لا بأس، وأما ....... لا يجوز؛ لأن عليها أن تستر شعرها، فعورة إذا كانت قد بلغت المحيض، قد بلغت الحلم، فالواجب عليها ستر رأسها، وأن لا يبدوا منها إلا الوجهة والكفان لا بأس بهما أيضا. وأما الشعر فيجب سترة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) فعليها أن تستر شعرها وجميع بدنها ما عدى الوجه والكفين، وإن سجدت على بعض الشعر وهو مستور مثلا تحت خمار لها مستور بالخمار لا يضر، لكن ينبغي لها أن ترفعه عن وجهها، وأن تسجد على الجبهة، ويكون الشعر مستوراً، هذا هو الواجب عليها ستره في الصلاة. 
 
15- إذا تقدم الشاب لخطبة فتاة في هذه الحالة هل يجب أن يراها، وأيضاً هل يصح أن تكشف الفتاة عن رأسها، لتبين جمالها أكثر لخاطبها؟
لا بأس، لكن لا يجب مستحب، مستحب أن يراها وتراه؛ لأن هذا أقرب إلى ......، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر من خطب أن ينظر، فإذا كشفت له وجهها ويديها ورأسها فلا بأس على الصحيح، قال بعض أهل العلم يكفي الوجه والكفان، ولكن الصحيح أنه لا بأس بكشف الرأس والقدمين -أيضاً-، حتى يستكمل محاسنها، فلها أن تنظر إليه، وله أن ينظر إليها؛ لأن هذا أقرب إلى أن يؤدم بينهما) كما جاء في الحديث، ينبغي هذا أن يكون من دون خلوة، بل يكون معهما أبوها أو أخوه أو امرأة أخرى لا يخلوا بها. 
 
16- هل يجوز الجهر في الصلاة السرية؟
يجوز لكن السر أفضل، قد كان يجهر بعض الأحيان في السرية -صلى الله عليه وسلم-، يسمعهم الآية، لكن الأغلب كان يسر -عليه الصلاة والسلام-، هذا هو السنة الإسرار في السرية كالظهر والعصر، ولكن إذا جهر بعض الأحيان في بعض الآيات هذا أفضل. 
 
17- أثناء صيامي لشهر رمضان وضعت قطرة لعيني قبل وقت الإمساك، ولم أكن أعلم أنها من المفطرات، وبعد أن علمت هذا من برنامجكم في إحدى الحلقات نسيت ذلك، فوضعت القطرة ونزلت إلى البلعوم شعرت بذلك عندما أحسست بشيء من المرار في فمي، فما هو حكم الشرع في ذلك؟
الصحيح أن القطرة والكحل لا يفطران، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم إذا وصل طعم الكحل أو القطرة إلى الحلق، قال بعض أهل العلم إنه يفطر، والصحيح أنه لا يفطر؛ لأنها ليست منفذاً، العين ليست منفذا، لكن من قضاء احتياطاً....... فلا بأس، وإلا فالصحيح أنه لا يفطر، القطرة في الأذن وفي العين والكحل في العين كل هذا الصحيح أنه لا يفطر الصائم؛ لأن العين ليست منفذاً.  
 
18- جاء تحريم لبس الذهب بالنسبة للرجال على لسان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن في هذا الوقت أصبح هنالك تقليداً، هو أن يلبس الرجال حلقة من الذهب في الإصبع عندما يخطب المرأة، وحتى بعد أن يتم زواجها منه؟ أرجو إعطاء حكم الشرع في ذلك
هذا لا يجوز، لبس الرجل الخاتم من الذهب لا عند الزواج ولا بعده ولا قبله لا يجوز؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التختم بالذهب في الأحاديث الصحيحة، ولما رأى في يد رجل خاتماً من ذهب نزعه وطرحة، وقال: (يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيضعها في يده) رواه مسلم في الصحيح. فهو يدلنا على تحريم التختم بالذهب للرجال، وأنه لا يجوز مطلقاً ولو كان وقت زواج قبله أو بعده. 
 
19-   أنا أقوم بواجباتي الدينية من الصلاة والصوم وقراءة القرآن بكل إخلاص، ومع ذلك استمع للأغاني العاطفية والخالية من ذكر الخمر وما شابه ذلك من المحرمات، هل يصح لي ذلك؟
ثبتك الله على الخير، ونسأل الله لك المزيد من الخير، لكن ننصحك بأن لا تسمعي الأغاني مطلقاً؛ لأنها شر، ولأنها تفضي إلى فساد كبير في القلوب، ونوصيك بسماع إذاعة القرآن، فإن فيها الخير العظيم، وسماع نور على الدرب، وسماع الأحاديث النافعة المفيدة، أما سماع الأغاني فاتركيها واحذريها لأن شرها كبير، وقد قال الله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[لقمان: 6] قال أكثر أهل العلم: إن لهو الحديث هو الغناء وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينتب الماء البقل"، وعبد الله بن مسعود هذا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن علمائهم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) فأخبر أنه يكون في الزمان قوم يستحلون المعازف وهي الملاهي والأغاني. نسأل الله أن يحمينا وإياك من ذلك. 
 
20- ما رأيكم في رجل حلف يمين طلاق واحد بالثلاثة على أخ مسلم آخر يعمل شيئاً ما، ولكن الشيء لم ينفذ، فهل اليمين يعتبر نافذة في حد ذاته على امرأته، وما حكم الإسلام إذا لم ينفذ ذلك اليمين في حد ذاته؟
إذا حلف الإنسان بالطلاق الثلاث على أن فلان يفعل كذا أو يفعل كذا كأن يقول: على الطلاق بالثلاث أن تكلم فلان، أو علي الطلاق بالثلاث أن تصنع الوليمة الفلانية، علي الطلاق أن تتزوج فلانة، هذا ينظر في قصده: فإن كان القصد التلزيم والتأكيد وليس قصده إيقاع الطلاق فهذا يكون حكمه حكم اليمين، فيه كفارة يمين إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإذا عجز صام ثلاثة أيام. أما إن كان قصده إيقاع الطلاق إن لم ينفذ هذا الشيء، قصده إيقاع الطلاق فهذا يقع به طلقة واحدة على الصحيح، ويراجع زوجته إذا كان ما طلقها قبل هذا طلقتين. 
 
21- ما حكم الإسلام في رجل حلف يمين الطلاق وهو غاضب، وهل يشترط سماع امرأته يمين الطلاق بأذنها أم لا؟
يختلف الغضب إذا كان الغضب شديداً مثل المجنون ما يعقل ما يقول، هذا لا يقع عند جميع أهل العلم، طلاقه غير واقع لاغي لا يقع، لزوال عقله. الحال الثاني: أن يكون غضبه شديداً قد تملك عليه شعوره، وملك عليه نفسه وقلبه، ولا يستطيع التخلص منه شدة الغضب، بسبب المسابة بينه وبين زوجته أو بينه وبين أبيها مسابة أو مضاربة التي ....... شدة الغضب، الصحيح أنه لا يقع. أما إن كان غضبه عادياً فإنه يقع، هذا الصواب في مسألة الغضب بهذا التقسيم كما حرر ذلك ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه زاد المعاد وغيره، وكما حرر ذلك أيضاً ابن عباس وابن تيمية -رحمة الله عليهما-. 

614 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply