حلقة 185: حكم الأكل مع من يتعاطون الخمر ومع من يرتكب الكبائر - إذا العقم من طرف أحد الزوجين فهل له أن يخبر الآخر؟ - كيفية الذبح الشرعي للأنعام - هل المذي طاهر أم نجس؟ - أصيب بالكلى وأخبره الأطباء بأنه لا يصوم؛ فماذا عليه؟

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

35 / 50 محاضرة

حلقة 185: حكم الأكل مع من يتعاطون الخمر ومع من يرتكب الكبائر - إذا العقم من طرف أحد الزوجين فهل له أن يخبر الآخر؟ - كيفية الذبح الشرعي للأنعام - هل المذي طاهر أم نجس؟ - أصيب بالكلى وأخبره الأطباء بأنه لا يصوم؛ فماذا عليه؟

1- هناك بعض المسلمين يمتنعون عن الأكل مع بعض الناس، ولو مع نسائهم، ولو مع إخوانهم، وعندما تقول له لماذا؟ يقول: لأن هؤلاء الناس يأكلون مع مرابي أو مع شارب خمر، فما حكم هذا العمل؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فلا ريب أنه ينبغي للمؤمن أن يتحرى صحبة الأخيار ومجالستهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي)، قال جمع من أهل العلم معناه: لا تتخذهم أصحاباً أو أخداناً إلا إذا كانوا أتقياء أهل خير، لكن ما يتعلق بالضيف والشيء العارض لا حرج إذا أكل معك من لا يرتضى، جاء ضيفاً أو صادفته عند غيرك فلا بأس ولو كان ممن يظن فيه الربا أو يظن فيه أنه يجالس أهل الخمر أو ما أشبه ذلك، لكن أنت لا تتخذهم أصحاب إذا عرفت أنهم أصحاب خمر أو أصحاب فساد اجتنبهم وابتعد عنهم يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك – يعني يعطيك – وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ومثل الجليس السوء مثل نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)، فالنبي - صلى الله عليه وسلم-يحثنا بهذا على صحبة الأخيار وأن يكونوا هم الجلساء هم الأصحاب في الحضر والسفر، ويحذرنا من صفات الأشرار، لكن ما يعرض من العوارض من غير أن يكون صاحب، لكونه ضيفاً أو لكونك صادفته في دعوة وليمة فلا حرج في ذلك.  
 
2- تزوجت ولي عشر سنوات ولم أنجب، وتلك إرادة الله سبحانه، ولكن السؤال: إذا كان في هذه المسألة مصدر عدم الإنجاب الرجل، فهل عليه ذنب إذا لم يصارح المرأة بذلك، وهل يترتب على الإنسان أن يسرحها، وما الحكم؟
إذا لم يقدر للمؤمن الإنجاب فليس من المقطوع به أن يكون عقيماً فقد تكون هناك أسباب تحتاج إلى علاج، فكل داء له دواء، فإذا حقق من طريق أهل الخبرة من الأطباء أنه عقيم فقد اختلف العلماء هل للمرأة الفسخ أم لا؟ فإن طلقها تحقيقاً لطلبها ورحمة لها فهذا حسن من دون حاجة إلى المخاصمة إذا طلبت ذلك، فالأولى له والأفضل والأحوط أن يطلقها إذا طلبت الطلاق أو يرضيها بشيء حتى تبقى معه راضية مطمئنة، وأما كونه يحكم لها بالفراق هذا محل نظر ويرجع إلى المحاكم، لكن نصيحتي لمن أصيب بالعقم أن يستشير المرأة ويخبرها فإن سمحت ورضيت فلا بأس ولا حرج عليه، وإن أرضاها بشيء من المال كمقرر شهري أو سنوي فلا بأس، أما إن صممت على طلب الطلاق فإن نصيحتي له أن يطلقها وألا يخاصمها عند المحاكم، لعل الله يرزقها ذرية وهو قد يجد غيرها، وربما أخطأ الأطباء في قولهم أنه عقيم وربما حصل له زوجة أخرى أو زوجة ثالثة فتحمل منه، فقد يقول الأطباء أنه عقيم ويخطئون ويغلطون هذه نصيحتي للأخ السائل.  
 
3- عندنا عادة عند الذبح يقولون بأنه عند ذبح الشاة يجب أن تكون هكذا كتب: (حردة البهيمة تابعة للرأس) وإلا تكون حرام، فما رأيكم في ذلك، وكيف ذبح الشرع؟
الذبح الشرعي أن يقطع الحلقوم والمريء والودجان العرقان المستطيلان في جانبي العنق فيقطع من الدابة سواء كانت ناقة أو بقرة أو شاة يقطع الحلقوم والمريء والودجين هذا هو أفضل ما يكون، أربعة أشياء الحلقوم و المريء والودجين ومتى قطع الحلقوم والمريء حصل الحل وإن قطع معهما أحد الودجين كان أحسن وأطيب وخروجاً من خلاف من أوجب ذلك، فإن كان قطع الأربعة كان هذا هو الكمال، سواء كانت القطعة التي يسمونها الزدوم أو يسمونها بأسماء أخرى سواء كانت من جهة الرأس أو من جهة الرقبة الأمر في هذا واسع، المهم أن يقطع الأربعة فقط، هذا هو الأفضل، فإن قطع الحلقوم والمريء كفى ذلك وإن قطع معهما أحد الودجين كان أكمل.  
 
4- ما حكم المذي إذا علق باللباس، هل يغسل أو يرش عليه الماء ويطهر؟
المذي نجس، لكن نجاسته مخففة فإذا رشه بالماء ونضحه بالماء في ثوبه أو في فخذه كفى، أما المني الذي هو أصل الإنسان، وهو الماء الذي يحصل بالقوة بالشهوة بالدفع هذا طاهر، إذا أصاب الثوب أو أصاب البدن فهو طاهر، لكن تنظيفه من الثوب وغسله منه أو حكه منه يكون أفضل.  
 
5- كنت مريضاً بالكلى وقد أعفاني الدكاترة عن صيام شهر رمضان، وذلك منذ مدة، وقد حضرت إلى السعودية بقصد طلب الرزق، وذلك في عام 1401هجرية، ولم أتصدق عن كل السنوات هذه، ولم أفعل فيها شيئاً، فالرجاء توجيهي إلى الطريق الصحيح؟
إذا كان الأطباء ذكروا لك أيها السائل أن الصوم يضرك أبداً دائماً دائماً، فعليك أن تطعم عن كل مسكين عن السنوات الماضية والمستقبلة، إذا دخل رمضان لك الإفطار وتطعم عن كل يوم مسكين سواء جمعت هذا في أول الشهر أو في آخر الشهر، نصف صاع من التمر أو من الأرز أو من الحنطة، سواء جمعت ذلك وأعطيت بعض المساكين في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره تجمع ذلك، ومقداره كيلو ونصف تقريباً، مقدار نصف الصاع كيلو ونصف تقريباً من طعام بلدك من أرز أو من حنطة أو من غير ذلك، من قوت بلدك، أما إذا كانوا لا، قالوا لك سنة سنتين أربع خمس ثم تصوم فلا حرج عليك أن تؤجل الصيام، فإذا عافاك الله وجاء وقت الإذن تصوم ما مضى وليس عليك صدقة لأنك معذور والله يقول سبحانه: ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر. أعيد الجواب: إن كان الأطباء قرروا أنك لا تصوم أبداً، لأن الصوم يضرك فليس عليك صيام وعليك الإطعام، عما مضى وعما يأتي عن كل يوم نصف صاع، كيلو ونصف تقريباً من قوت بلدك من تمر أو أرز أو غير ذلك، أما إن كان الأطباء قالوا لا تصوم هذه السنوات القريبة سنتين ثلاث أربع ثم صم بعد ذلك، فإنك تؤجل الصيام حتى يأتي وقت الإذن ثم تصوم وليس عليك إطعام، والحمد لله.  
 
6- أنا رجل متزوج وزوجتي في يوم من الأيام سافرْت أنا وإياها إلى أهل زوجة أخي، وكنا جالسين فضحكت زوجتي، ضحكاً كثيراً ولم أرض بهذا، وفي أثناء هذا ضربتها في ساقها، فغضبت مني وذهبت تنام مع أخت زوجة أخي، ومعها أخوها عازب، فناموا سوياً إلى الصباح، ما حكم هذا في الشرع وقد بقي عندي شك في زوجتي؟
على كل حال الضحك الكثير أنت محسن في نهيها عن هذا الشيء وضربها إذا كان الضرب خفيف لا يضرها، ونومها مع المرأة وعندها أجنبي هذا غلط، ولا ينبغي لك التهمة لأن المرأة قد تغفل وتساهل إذا كان مستورة متحجبة ومستورة، لكن نومها في محل فيه رجل غير محرم لها غلط منها لأنها قد ينكشف منها شيء قد يرى منها شيء، فلا ينبغي لها أن تنام في محل فيه رجل أجنبي، ولكن هذا لا يوجب عليك سوء الظن ولا طلاقها، بل تنصحها وتوجهها حتى لا تعود لمثل هذا، ولا حرج إن شاء الله.  
 
7- ما حكم من صلى أو أدى أي عبادةٍ من العبادات وبيده تميمة؟
التميمة محرمة ولا تجوز، وهي من الشرك الأصغر، وقد تجر إلى الشرك الأكبر، فصلاته صحيحة إذا كانت تلك التميمة لم يعلق بها قلبه ويعتقد فيها أنها تضر وتنفع، يعني لم يقع في الشرك الأكبر، فالشرك الأصغر لا يبطل الأعمال، وإنما الريا فقط يبطل الأعمال الذي ــ وأما جنس التميمة إذا علق تميمة في عنقه أو في يده، والتميمة يسميها بعض الناس الحرز وبعض الناس يسميها الحجاب، ويسميها بعض الناس الجامعة، وهي تتخذ من خرزات أو من عظام أو من طلاسم حروف مقطعة، أو من آيات قرآنية أو من دعوات نبوية أو غير ذلك، يعلقونها على الأولاد عن العين وربما علقوها عن الجن، وربما علقوها على الكبير وعلى المريض وكل هذا غلط لا يجوز، ولكن هذا لا يمنع من صحة الصلاة هو مسلم صلاته صحيحة وهذا غلط منه لأنها من الشرك الأصغر ومما يمنع لكن لا يكون من الشرك الأكبر ولا يرتقي إلى الشرك الأكبر، إلا إذا علق قلبه بها واعتقد أنها تتصرف، تشفي وتنفع باستقلالها، ما يعتقد أنها سبب بل يظن أو يعتقد أنها تشفي بنفسها وهذا اعتقاد عظيم الخطر، شرك أكبر، ولكن في الغالب أن المسلم لا يعتقد ذلك، وإنما يظن أنها أسباب، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك)، فالرسول بين حرمة هذه التمائم وحرمة تعليقها فالواجب على المؤمن التوبة إلى الله من ذلك إذا فعل هذا، وهكذا المؤمنة عليها التوبة إلى الله من هذا الشيء، وقطع هذا التمائم والحذر منها مطلقاً، ولو كانت من الآيات القرآنية يجب قطعها؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم-نهى عن التمائم وحذر منها كلها ولم يستثن شيئاً، ولأن تعليق التمائم من القرآن وسيلة إلى تعليق التمائم الأخرى، فالواجب سد باب الشرك وسد ذرائعه هذه نصيحتي لكل مسلم أن الواجب عليه أن يحذر التمائم وهي الحروز فلا يعلقها لا بكتفه ولا برقبته ولا بغير ذلك، لا على ولده ولا على زوجته ولا على غير ذلك، بل يعتصم الله ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ويتعاطى الأذكار الشرعية والأوراد الشرعية والدعوات الطيبة ويكفي ولا حاجة إلى التمائم والحروز هذا هو الواجب على كل مسلم.  
 
8- هناك بعض الناس يصيبهم الجنون، ويذهب بهم إلى شيوخ المتصوفة، ويعالجونهم بالبخور والمحو والحجاب، وبعد ذلك يصيرون بحالة متحسنة، فما رأي الشرع في ذلك؟
من أصابه الجنون لا يذهب به إلى الخرافيين يذهب به إلى أهل الخير من القراء الطيبين والعارفين بعلاج هذه الأشياء، يقرأ عليه وينفث عليه ويستعمل ما يسبب خروج الجني منه، والله جعل لكل شيء سبباً ولكل داء دواء، والغالب أن العالم التقي والعالم المعروف بالاستقامة وحسن العقيدة إذا قرأ عليه ونفث عليه وتعاهده بالقراءة والوعيد للجني وتحذيره فإنه يخرج بإذن الله، وبكل حال فليس للمسلم أن يذهب إلى الصوفية المخرفين المعروفين ببدعهم وضلالهم وخرافاتهم، ليس له أن يذهب إليهم ولا يتعالج عندهم، لئلا يضروه ولئلا يجروه إلى ما هم فيه من الشرك والبدع والخرافات فإن الصوفية في الغالب طريقتهم هي البدع والخرافات، وكثير منهم يعبد شيخه من دون الله ويستغيث به وينذر له، ويطلب منه المدد حياً وميتاً فأحوالهم خطيرة والناجي منهم قليل ولا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله لنا ولهم الهداية والبصيرة. والطريقة السليمة الناجية السعيدة، هي طريقة الكتاب والسنة هي طريقة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-وأتباعهم بإحسان وهو الصراط المستقيم وهو دين الله والتمسك بشرع الله والحذر مما نهى الله عنه، والحذر من البدع.  
 
9- هل الحب في الإسلام حلال أم حرام - يقصد –الظاهر- الحب قبل الزواج بين الرجل والمرأة- ؟
الحب في الله والبغضاء في الله قربة وطاعة بين المسلمين، أن يحب أخاه في الله ويبغضه في الله هذا طاعة، يحب المسلمين في الله ويبغض الكافرين في الله، قال الله جل وعلا في كتابه الكريم: لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله فعلى المؤمن أن يبغض أعداء الله ويتبرؤ منهم، وقال سبحانه:قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ، فالمسلم يبغض في الله ويعادي في الله، وهكذا يحب في الله، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، ذكر منهم: (رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)،وقال صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)، وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً: (يقول الله يوم القيامة أين المتحابون في جلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)، وإذا خطب الإنسان امرأة يحبها في الله لدينها، فلا بأس إن خطبها لحبه لها في الله لدينها واستقامتها فلا بأس بذلك، وهذا مما ينبغي للمؤمن أن يتحرى المرأة الطيبة حتى يخطبها.  
 
10- هل الحج عن والدي بعد موته يجوز أم لا؟ لأنني وهبت حجة لوالدي رحمه الله بعد وفاته،
نعم، لا مانع أن تحج عن والدك وعن جدتك وعن أمك لا بأس وعن أخيك بعد وفاته، هذا من البر والصلة، وهكذا بعد عجزه إذا كان عاجزاً كبير السن لا يستطيع الحج، وهكذا الوالدة إذا عجزت وحججت عنها كل ذلك طيب.   
 
11-   كنت لا أصلي منذُ صغري حتى بلغت السادسة عشرة من عمري، وكان تركي للصلاة جهلاً، ولم أقض الصلاة الفائتة، ولكن الآن أصلي النفل، السنن المؤكدة والغير مؤكدة، ولا أدري هل عملي هذا صحيح أم لا؟
الحمد لله الذي من عليك بالتوبة وأبشري بالخير التوبة تمحو ما قبلها والحمد لله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تهدم ما كان قبلها)، ويقول - صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فالتوبة التي حصلت منك يمحو الله بها ما حصل من التقصير على ما مضى في ترك الصلاة، وتعاطي صلاة النافلة والإكثار منها فيه خير كثير يجبر نقص الفرض مع الأجور العظيمة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)، هذا حديث عظيم رواه البخاري في الصحيح يدل على أن التقرب بالنوافل من أسباب كمال محبة الله للعبد، ويدل على أن معاداة أولياء الله من أسباب حرب الله للعبد، يقول الله عز وجل: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)، يعني أعلنته بالحرب، وأولياء الله هم أهل الإيمان، وأهل التقوى من الرجال والنساء، يقال لهم أولياء الله، المؤمن ولي لله، والمؤمنة ولية لله، وهما اللذان يؤديان فرائض الله ويبتعدان عن محارم الله ويقفان عند حدود الله، هذا المؤمن وهذا التقي وهذا الولي، ليس الولي صاحب الخرافات من الصوفية وأشباههم وأصحاب البدع، أولياء الله هم أهل الإيمان هم أهل التقوى وإن كان زراعين وإن كانوا عمالاً وإن كانوا أطباء، وإن كانوا مهندسين، وإن كانوا فراشين في الدوائر، أولياء الله هم أهل الإيمان هم أهل التقوى هم أهل طاعة الله ورسوله قال تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون، بين أنهم هم أهل التقوى والإيمان هم أهل التوحيد الذي وحدوا الله وعبدوه وحده، وأدوا فرائضه من الصلاة وغيرها وتركوا المحارم، تركوا المعاصي هؤلاء هم أولياء الله، وإن كان ما لهم كرامات يدعونها كما يدعي الصوفية لا، مهو بلازم كرامات تحصل لهم، أكثر الصحابة ما حصل لهم كرامات وهم أفضل عباد الله، وهم أفضل الأولياء بعد الأنبياء، فولي الله هو المؤمن والمؤمنة هم أولياء الله وقال تعالى في سورة الأنفال: وما كانوا أوليائه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون، أكثر الناس لا يعلم يحسب الولي هو الذي عنده خرافات وعند خزعبلات وعند شعوذة، لا، المؤمن هو الولي، والمؤمنة هي ولية الله، هم الذين أطاعوا الله ورسوله، هؤلاء هم أولياء الله وإن كانوا مع العمال وإن كانوا مع الأطباء وإن كانوا مع الزراع وإن كانوا تجاراًَ، باعة يبيعون ويشترون، فمن عاداهم فقد حارب الله، وأحب شيء إلى الله أن تتقرب إليه بالفرائض، أن تتقرب إلى الله بالفرائض من الصلوات والزكوات والصيام والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الذي يحبه الله عز وجل، وأحب شيء إليه سبحانه وتعالى، ثم يستحب لك أن تتقرب إليه بالنوافل بسنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء، سنة الفجر الصلاة قبل العصر سنة الضحى، التهجد بالليل هذه نوافل، يشرع للمؤمن أن يتقرب بها ويستكثر منها ويحافظ عليها حتى تكون محبة الله له أكمل، وحتى يوفق في سمعه وبصره ويده ورجله، حتى يوفقه الله فلا يسمع إلا ما أباح الله له، ولا ينظر إلا إلى ما أباح الله له، ولا يمشي إلا إلى ما أباح الله له، ولا يبطش إلا ما أباح الله له، يوفق ولهذا قال الله سبحانه: ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها)، فالمعنى أنه يوفق في هذه الأمور، مو معناه أن الله سمعه وأن الله بصره لا، الله فوق العرش فوق الخلق سبحانه وتعالى، ولكن مراده سبحانه أنه يوفقه في سمعه وبصره وبطشه ولهذا في الرواية الأخرى: (فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي)، يعني أوفقه في أعماله وأقواله وسمعه وبصره، هذا معناه عند أهل العلم، ومع ذلك يعينه الله إن سأله أعطاه، وإن استعانه أعانه بسبب تقواه لله وإيمانه وهدايته رزق الله الجميع التوفيق والهداية.  
 
12- كيف تحد المرأة التي يموت زوجها، وهل تمنع من الأعمال المنـزلية، وتمنع من وضع الزيت في شعرها وما ماثل ذلك؟
المحدة إذا مات عنها زوجها تراعي أموراً خمسة: الأمر الأول: أن تبقى في البيت، الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه إذا كان صالحاً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-للمحادة: (امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله)، فإذا كان البيت صالحاً بقيت فيه، أما إذا كان خراب أو ما عندها من يؤنسها أو تستوحش فلا حرج عليها في الخروج، أو كان مستأجراً وانتهت مدته أو ما أشبه ذلك، لكن لا بأس بخروجها للحاجة مثل خروجها للطبيب، خروجها لشراء بعض حاجاتها من السوق ما عندها أحد يشتريها لها لا بأس في هذا. الأمر الثاني: أن تلبس ملابس غير جميلة، ملابس ما تلفت النظر، أما الملابس الجملية تجتنبها، ولكن تلبس ملابس غير جميلة، سوداء أو زرقاء أو خضراء أو حمراء ما فيه بأس، أما قول بعض الناس أنها تلزم السواد هذا غلط لا، مو بلازم السواد، تلبس ما تيسر، من أسود وغيره، أزرق وأخضر وأحمر وغير ذلك، لكن تكون ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر. الأمر الثالث: عدم الطيب لا بالبخور ولا بالأطياب الأخرى، إلا إذا كانت تحيض فإذا طهرت تستعمل البخور عند طهرها كما جاء في الحديث الشريف. الرابع: عدم الحلي من القلائد والأسورة والخواتم وأشباه ذلك من الذهب والفضة و الماس وغير ذلك، تجتنب الحلي كلها مدة الإحداد. الخامس: الكحل، كحل العينين، والحناء في اليد أو باليد أو في الرأس، تجتنب الحناء والكحل والمكياج وأشباه ذلك حتى تنتهي من عدتها، هذه أمور خمسة تراعيها المحادة وما سواها مثل بقية النساء، لها أن تكلم من شاءت من الرجال في التلفون أو غيره من دون ريبة، لها أن تكشف رأسها في بيتها عند نسائها وعند أولادها، لها أن تخدم في بيتها، لها أن تصعد إلى السطح وتخرج إلى الحديقة في الليل أو النهار لا بأس، لها أن تتروش متى شاءت في الجمعة أو غير الجمعة، لها أن تغير ثيابها متى شاءت، كل هذا أمور بحمد الله واسعة، كثير من العامة يشددون على أنفسهم بغير حجة، بالجهل، فينبغي في النساء أن يعرفن هذه الأمور، وأن يكن على بصيرة.  

487 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply