حلقة 549: حكم شد الرحال لزيارة ما يسمى بقبور الأولياء - حكم التمائم مع الدليل - المريض يفطر وعليه القضاء - الطلاق المعلق - أعذار التخلف صلاة الجماعة - الدعاء بعد التشهد الأول ليس بمشروع لأنه ثابت في غير محله

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

49 / 50 محاضرة

حلقة 549: حكم شد الرحال لزيارة ما يسمى بقبور الأولياء - حكم التمائم مع الدليل - المريض يفطر وعليه القضاء - الطلاق المعلق - أعذار التخلف صلاة الجماعة - الدعاء بعد التشهد الأول ليس بمشروع لأنه ثابت في غير محله

1-   تقام زيارة بقبر لأحد الأولياء -كما يزعم العامة والله أعلم- واسمه: علي بن محمد الحبشي، وتُسمى هذه الزيارة بزيارة الحول، ويمكثون على قبره الموجود تحت قبة إحدى عشر ليلة، يصلون على المقابر حيث الإمام داخل المقبرة المحيطة بالقبة، ويمتد الجمع وخاصة المغرب والعشاء إلى مساحة خارج المقبرة، ويأمر الإمام من يصلي على المقبرة بفرش ردائه، وفي اليوم الثامن يجتمع الناس من الرجال والنساء حيث الاختلاط وانتهاك الأعراض حاملين ثوباً على النعش من بيت أهل الولي إلى تابوت قبر الولي بالقبة بالطبول والأناشيد، ثم يلبسون ذلك التابوت، مع العلم بأن التابوت مرتفع بقدر متر تقريباً، ويتمسحون بالثوب والتابوت والقبة، سائلين الولي قائلين: يا علي! يا علي! بما يُسأل الله به، وفي اليوم العاشر تكون الوقفة تشبهاً بالحج، يقفون في ذلك المكان وتُلقى الكلمات عن ذلك الولي وكرامته، وإذا نصحنا بعدم فعل ذلك وأنه من البدع والشرك قالوا: أنتم أهل البدع الخارجين عن اتباع السلف، وأنتم تكرهون الأولياء!! ما رأي الشرع في ذلك، وبما تنصحون هؤلاء؟ جزاكم الله خيراً ومتع بوجودكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فينبغي أن يعلم أن شد الرحال إلى القبور من المنكرات التي نهى عنها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فالرحال لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وبيت المقدس، هذه المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، كما قاله النبي -عليه الصلاة والسلام-، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)، ثم الذهاب إلى ما يسمونهم بالأولياء للجلوس عند قبورهم وطلب المدد منهم، أو الشفاء، أو النصر على الأعداء، كل هذا من الشرك الأكبر، لأنه لا يجوز سؤال المخلوق، سواء سمي ولي أو ما سمي ولي، لا يجوز سؤاله ولا طلب شفاء المرضى منه، ولا طلب المدد، لأن هذا إلى الله -سبحانه-، ليس إلى الأولياء ولا إلى الرسل، ولا يطلب منهم هذا الطلب، ولا يتمسح بقبورهم ولا التبرك بها، ولو سموا أولياء، ولو كانوا صالحين، ولا كانوا أنبياء، لا يجوز هذا في القبور، وهذا هو عمل المشركين الأولين، وعمل أهل الجاهلية مع القبور، فالواجب على الإنسان الحذر من هذه الأمور، وألا يفعلوها وأن ينكروا على من فعلها من العامة، وألا يغتروا بما درج عليه الأسلاف والآباء من الشرك الأكبر، والبناء على القبور، واتخاذ القباب عليها منكر لا يجوز، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وكان -عليه الصلاة والسلام- يأمر بتسوية القبر إذا رفع ويأمر بتسويته، وأمر علي -رضي الله عنه- قال له: (لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)، إلا سويته أي إلا نقضته وهدمته حتى يستوي بالأرض، ولا يبقى إلا علامة القبر، قدر شبر أو نحوه، هكذا شرع الله القبور، أن ترفع قدر شبر من الأرض حتى يعرف أنها قبور لا توطأ ولا تمتهن، ولا يبنى عليها لا قبة ولا مسجد ولا نحو ذلك، يقول جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه- قال: (نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تجصيص القبور، وعن القعود عليها، وعن البناء عليها)، فلا فرق بين قبر ولي، أو نبي أو غيرهما، ولا يجوز لأحد أن يتبرك بالقبور، أو يتخذها أعياداً، أو يسألها شفاء مرضى، أو المدد والعون أو النصر على الأعداء، أو البركة في الأولاد، أو في الطعام، أو ما أشبه ذلك، كل هذا لا يجوز، وهذه الإقامة عند قبر هذا الشخص منكرة وبدعة ومن أسباب الشرك، سواء كانت إحدى عشر يوم أو أقل أو أكثر، وإنما المشروع للمسلم أن يزور القبور، فيسلم عليهم ويدعو لهم وينصرف، إذا كانوا مسلمين، يزورهم للسلام عليهم والدعاء لهم، مو طلب دعاؤهم من دون الله، لا، الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، لأنهم محتاجين للدعاء، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، رحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية)، وكان إذا زار القبور -عليه الصلاة والسلام- يقول: (السلام عليكم درا قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غداً مؤجلون وأتاكم ما توعدون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)، وروي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه زار قبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه، فقال: (السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر)، هكذا الزيارة الشرعية، السلام على المقبورين والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والعافية، أما أن يدعون مع الله، يقول اشفعوا لنا وانصرنا المدد المدد هذا منكر، ولا يجوز، هذا نفس الشرك الذي فعلته قريش وغيرها، فالواجب الانتباه واليقظة والحذر من أعمال الشرك، ثم النساء لا يزرن القبور، الرسول نهى عن زيارة القبور للنساء، ولعن زائرات القبور من النساء، إنما الزيارة للرجال، للقبور خاصة، يزورنها ويدعون لأهلها بالمغفرة والرحمة، أما النساء فلا يزرن القبور، والحكمة من ذلك والله أعلم، لأنهن قد يفتن أو يفتن، ولقلة صبرهن أيضا، فمن رحمة الله أن نهاهن عن زيارة القبور، ويكفي أن يدعون لأمواتهم في بيوتهن، ....... ويترحمون عليهم وهم في البيوت، لا حاجة إلى زيارة القبور، إنما الزيارة للرجال، ولهذا في الحديث الصحيح: (لعن رسول الله زائرات القبور)، فلا يجوز للنساء أو يذهبن إلى القبور، ولا يجوز للرجال أن يتوجهوا إلى القبور لقصد التبرك بالمقبورين، أو دعائهم، أو الاستغاثة بهم، أو طلب منهم المدد، أو الصلاة عند قبورهم، لا، هذا منكر، بل هو من المحرمات الشركية، والصلاة عند القبور بدعة، وإذا كان يصلي للميت ويطلبه من دون الله صار شركاً أكبر، نسأل الله العافية، فالواجب على أهل الإسلام الحذر من هذه الأمور الشركية، ومن هذه البدع التي أحدثها الجهال، الذين ما فهموا الشريعة، ولا فقهوا فيها، ونسأل الله للجميع الهداية. سماحة الشيخ من خلال ما عرض على سماحتكم من الرسائل التي تصل إلى هذا البرنامج، ظهر ظهوراً واضحاً أن عالمنا الإسلامي مليء بأشياء وأشياء مخالفة للدين، من ذلك هذا التصور، ومن ذلك هذا التبرك بالقبور وبما يسمونهم بالأولياء وما أشبه ذلك، يبدو أن الأمر يحتاج إلى محمد بن عبد الوهاب من جديد؟ لا شك أن هذا يحتاج إلى مصلحين، يحتاج إلى دعاة الهدى الذين يتصدون لهذه الأمور بالدعوة إلى الله، وتبصير الناس وتوجيههم، وإلى أئمة وقادة يزجرونهم عن الباطل بالقوة، ويأخذون على أيدي السفهاء، ويلزمونهم بالحق، كما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك، ........ -صلى الله عليه وسلم- وفي مكة -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا كان الخلفاء الراشدون، وهكذا دعاة الإصلاح في كل زمان، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في زمانه، وابن القيم في زمانه، وأشباههم من دعاة الهدى، ثم جاء دور الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في القرن الثاني عشر، فقام بهذا الواجب ودعا إلى الله، وأرشد الناس إلى توحيد الله، وأنكر الشرك الذي يوجد في نجد، ثم في الحجار، أنكر ذلك ودعا إلى الحق، وهكذا أنصاره من العلماء والأخيار ومن دعاة الهدى في نجد والحجاز وفي اليمن قاموا بهذا الواجب، ونصروا الحق، ودعوا إلى الله -سبحانه وتعالى-، وأرشدوا الناس إلى توحيد الله، وحذروا من عبادة القبور والأشجار والأحجار، والجن، وهكذا كل مصلح يجب عليه أن يفعل هذا الأمر، بالدعوة إلى الله والتوجيه، وبالجهاد الشرعي والقوة التي تردعه، المجرم إذا لم يرتدع بالكلام فإنه يحتاج إلى الردع بالقوة، بالتعذيب بالسجن، بقتل المرتد إلى غير ذلك مما قام به نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وقام به خلفاؤه الراشدون، والأئمة بعدهم المهديون، والله المستعان. شيخ عبد العزيز، الكثير والكثير من المفكرين يثنون على المؤتمرات ويقولون: إنها تكون الرأي العام لدى الأمة، ما رأيكم لو عقد مؤتمرات همها التوحيد، الدعوة إلى توحيد الله؟ هذا من أهم المهمات، الدعوة إلى توحيد الله هي أهم المهمات، والتوحيد هو أصل الدين وأخلص الملة، فلو عقدت مؤتمرات بين وقت وآخر في بلاد المسلمين بين علماء الحق لإيضاح الحق وبيان هذا للناس، لكان هذا من أهم المهمات، ومن أفضل القربات، ويكون المقصود الأول من عقد المؤتمر بيان حقيقة التوحيد، بيان معنى لا إله إلا الله، بيان ما بعث الله به الرسل -عليهم الصلاة والسلام- من تحقيق التوحيد وإنكار الشرك حتى يفهمه الناس، وحتى يعقله الناس الذين جهلوه في بلاد المسلمين وفي غيرها، هذا ينبغي أن يسعى فيه، وأن تبلى فيه الجهود؛ لأن فيه مصالح عظيمة، وأي مصلحة أعظم من مصلحة التوحيد، فهو أصل الدين وأساس الملة، أسأل الله أن يعين على ذلك، وأسأل الله أن يمن بذلك ولعلنا نستطيع شيئاً من ذلك ........ إن شاء الله. كدت أقول لماذا الشيخ عبد العزيز بن باز لا يتبنى هذه الفكرة؟ هذا من المهمات نسأل الله أن يعين على ذلك. 

 

 
2- ما حكم التمائم مع ذكر الدليل لكي تتضح المسألة؟ جزاكم الله خيراً.

 

تعليق التمائم من المحرمات الشركية، والتمائم: هي ما يكتب في الرقاع، خرق أو قراطيس أو رقاع من الجلد أو غير ذلك، يكتب فيها طلاسم، لا تعرف معناها وبما يكتب فيها أسماء لبعض الشياطين، بعض الجن، وربما كتب فيها دعوات أو آيات ثم تعلق على المريض أو على الطفل، يزعمون أنها تدفع عنهم الجن، وبعضهم يعلقها لدفع العين، وكانت الجاهلية تفعل ذلك، تعلق التمائم على الأولاد، والأوتار على الإبل، ويزعمون أنها تدفع عنهم البلاء، وهذا من الجهل بالله، وقلة البصيرة، ولهذا أمر النبي بقطع التمائم -عليه الصلاة والسلام- وقال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك)، ونهى عن تعليق الأوتار على الدواب، وبعث في الجيوش من يزيل ذلك، ويقطع الأوتار، وهي التي تعلق على الإبل أو الخيل. والمقصود أن تعليق الأوتار والتمائم أمر كان معروفاً في الجاهلية، فنهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبطله. والتعليق للتمائم والأوتار عند أهل العلم من الشرك الأصغر، إذا كان قصد المعلق أنها سبب، أما إذا قصد المعلق أنها تدفع بنفسها، وأنها تصرف السوء بنفسها، فهذا شرك أكبر نعوذ بالله. وهناك مسألة اختلف فيها العلماء وهي ما إذا كانت التمائم من القرآن أو من الدعوات الطيبة، وليس فيها طلاسم ولا شركيات، ولا أشياء منكرة هل تجوز؟ أم لا تجوز؟ فذهب بعض السلف وقالوا: إنها من جنس الرقية، وأجازوا تعليق التمائم التي من القرآن، أو من دعوات لا بأس بها. وقال آخرون من أهل العلم: أنها لا تجوز، بل جوازها فتح لباب الشرك، وقالوا: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التمائم وأطلق ولم يخص شيئاً دون شيء، وقد قال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، من تعلق تميمة فقد أشرك)، هذا عام، وقال: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، فإذا أجزنا التمائم من القرآن فقد خالفنا هذه الأحاديث العامة، والعموم حجة، يجب الأخذ به، ثم إذا أجزنا هذه من القرآن صار فتحاً لباب الشرك، فإنها تلتبس الأمور، وتختلط هذه بهذه، ويلبس الناس هذه بهذه، فيقع الشرك، وقد جاء في الشريعة بسد الذرائع، بأدلة كثيرة، كل شيء يفضي إلى الشرك أو إلى المحرمات يمنع، ولا شك أن تعليق التمائم من القرآن أو من الدعوات المباحة يخالف الأحاديث العامة، والنهي العام، ويسبب فتح باب الشرك واختلاط الأمور، ولهذا الصواب منع الجميع، الصواب منع التمائم كلها من القرآن وغير القرآن أخذاً بعموم الأحاديث، وسداً لباب الشرك، والله المستعان.  

 

 
3- إنني مرضت مرضاً شديداً مما اضطرني إلى السفر إلى الخارج -خارج العالم الإسلامي- للعلاج، وقد جاء رمضان الكريم وأنا في الخارج، فأمرني الطبيب المسيحي بالإفطار، بحجة أن الأدوية قد تضرني إذا لم أتناول الطعام وخاصة الماء، الأمر الذي اضطرني إلى الإفطار، وطلب مني الطبيب الاستمرار في العلاج مدة طويلة، وعند عودتي استشرت طبيباً مسلماً فطلب مني الإفطار هذا العام كذلك، ولقد جربت الصوم ولكنني شعرت بتدهور صحتي، ماذا علي من العمل تجاه هذا الوضع، وهل علي إطعام بدلاً من الصوم؟ مع العلم بأنني موظف محدود الدخل، أرجو منكم الرد وإعادة السكينة والطمأنينة إلى نفسي، والسلام عليكم ورحمة الله

 

لا حرج عليك يا أخي بالإفطار ما دمت تحس بالمرض، وتتعب من الصوم، وقد أرشدك الأطباء إلى ذلك فلا حرج عليك، وهكذا إذا كانت الأدوية منظمة تحتاج إليها في النهار، فأنت مباح لك الإفطار، يقول الله سبحانه: وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة: 185]، حتى لو ما كان عندك طبيب، لو أحسست بالمرض الذي يشق معه الصوم وتتعب معه بالصيام فإنك تفطر لوجود المرض بنص القرآن الكريم، ولا ما كان هناك طبيب يقول لك: كذا وكذا، فالمرض عذره شرعي، متى أوذيت وشق عليك معه الصوم فلك الإفطار، وإن كنت لم تستشر طبيباً في ذلك، أما الآن فعليك القضاء والحمد لله، قد شفيت من المرض، تقضي ولو بعد مدة، لأن الله قال: وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة: 185]، المعنى فعليه عدة من أيام أخر، أي يقضيها، فأنت يا أخي، إذا شفاك الله، وتمت صحتك تقضي والحمد لله، ولا حرج عليك في ذلك وأبشر بالخير، شفاك الله وعفاك.  

 

 
4-   قلت لزوجتي: إن ذهبت إلى منـزل والدك فأنت طالق! وأنا الآن مقيم في المملكة، وحدث خلاف بين زوجتي وأهلي فذهبت إلى بيت والدها، أرجو إفادتي، ماذا علي أن أفعل؟ ولكم جزيل الشكر

 

إن كنت قصدت إيقاع الطلاق إن ذهبت، فإنه يقع عليها طلقة، ولك مراجعتها في العدة، إذا كانت لم تطلق قبلها هذا طلقتين، أما إن كنت أردت منعها وتهديدها وتخويفها ولم تقصد إيقاع الطلاق فإن هذا له حكم اليمين في أصح قولي العلماء، ويكون عليك كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد، من تمر أو غيره بصاع النبي -صلى الله عليه وسلم- ومقدار ذلك كيلو ونصف تقريباً، أو كسوتهم بأن تعطي كل واحد بما يجزؤه في الصلاة كقميص أو إزار ورداء والحمد لله.  

 

 
5-  هل يجوز لمن يمنعه عمله من الصلاة مع الجماعة أن يصلي وحده إذا كان ليس معه أحد يصلي في العمل، أم يجب عليه ترك العمل؟

 

هذا فيه تفصيل، إن كان عمله يمنعه من الجماعة، لأنه عمل خطير لو ذهب عنه لوقع الخطر، كالحارس هذا له العذر يصلي في محل حراسته. أما إذا كان يستطيع أن يذهب ويرجع بأنه لا خطر في ذلك، فإنه يذهب ويرجع لعمله كسائر الموظفين، إذا أذن الظهر خرجوا للصلاة ثم رجعوا لعملهم، ليس في هذا شيء، ولا يجوز أن يصلي وحده، بل يجب أن يصلي مع المسلمين في مساجدهم، ثم يرجع إلى عمله، أما إن كان عمله يقتضي أن يلازم المحل، وألا يتعدى المحل كالحارس مثلاً ونحوه الذين أعمالهم توجب لزوم المكان الذي عينوا فيه؛ لأن فراقه يحصل به خلل كالحراسة ونحوها، فهؤلاء يصلون في محلهم، ويكون عذراً لهم هذا العمل الذي وكل إليهم.  

 

 
6-  تسأل أختنا وتقول: قول: صدفة، وقول: من حسن الحظ، جائز أو لا؟

 

لا أعلم فيه شيء، إذا صادف شيئاً، يعني وافق أخ له في الله من غير موعد، في الطريق أو عند بعض الإخوان، فقال: وافقتك صدفة، يعني من غير موعد لا بأس بهذا، أو قال: من حسن الحظ، أو من توفيق الله أن صادفت فلان، أو سلمت على فلان، أو طفت بالبيت العتيق، أو صليت الضحى، أو أمرت بمعروف، أو نهيت عن منكر، ..... لا بأس بذلك، هذا من حظه الطيب، كما قال تعالى في الصابرين المتقين: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ[فصلت: 35]، ومن رزقه الله الاستقامة أو يسر الله له ما يحبه فهو من حسن الحظ الذي يسره الله له، وإذا لقي أخاً له من غير موعد، وقال: لقيته صدفة، أو لقيت الجماعة الفلانية صدفة هذا لا بأس به، لأنه في غير موعد.  

 

 
7-  ما حكم السهو في هذه المواضع: قراءة الفاتحة في موضع التحيات أو العكس؟

 

لا شيء في ذلك الصلاة صحيحة، ولا حرج في ذلك، وإذا سجد للسهو يكون أفضل، إذا سجد للسهو يكون أفضل، إذا كان إمام أو منفرد وسجد للسهو فهو أفضل وإلا ما يلزمه، لأنه قول مشروع في غير محله، قول مشروع في الصلاة لكن في غير محله، إذا سجد للسهو كان ذلك أفضل وإلا فلا حرج. قول: الله أكبر بدلاً من سمع الله لمن حمده؟ هذا سهو، والصلاة صحيحة، وعلى الإمام إذا كان فعله الإمام سجود السهو أو المنفرد، أما إذا كان فعله المأموم، فقال: الله أكبر بدل ربنا ولك الحمد فلا عليه شيء، لأنه تابع للإمام، إذا كان دخل معه من أول الصلاة فليس عليه شيء، يتحمل عنه الإمام هذا السهو، لكن إذا كان المأموم سها فيما انفرد .....، فإذا فاته بعض الصلاة، أي مسبوق فهذا إذا سها في شيء وهو مسبوق مع إمامه أو سلم مع إمامه ساهياً ثم انتبه أو سها فيما انفرد به هذا يسجد للسهو. أما سهوه مع إمامه، وهو معه من أول الصلاة هذا يتحمله عنه الإمام، إذا سها سهواً لا يخل بالفعل، إذا رجل سها وقال: سبحان ربي الأعلى مكان سبحان ربي العظيم، أو قال ربنا ولك الحمد، أو سمع الله لمن حمده، قال: الله أكبر، فهذا لا يضر، ولا سجود عليه، لأنه تابع، أما إذا سها في الركوع أو في السجود لا بد أن يأتي به، إذا كان ...... وركع أمامه وهو لم يركع ثم انتبه يركع ويلحق الإمام، وهكذا في السجود، فالأركان لا بد منها، لكن إذا سها في الأشياء التي هي تعتبر واجبات لكنها قولية، سها فيها المأموم فلا شيء عليه، أو سها في التشهد الأول مثلاً ما أتى به، فلا شيء عليه؛ لأنه تابع للإمام أما في الأركان لا بد منها، التشهد الأخير ركن لا بد أن يأتي به، لو سها ولم يأت به مع الإمام ثم انتبه يأت به قبل أن يسلم ثم يسلم بعد ذلك، أو انتبه بعد السلام بعود بنية الصلاة ويأت بالتشهد ثم يسلم. وبالنسبة للمنفرد أو المرأة في بيتها؟ عليهم سجود السهو إذا كان في مثل سبحان ربي الأعلى ....... إذا كان منفرد رجل أو امرأة، صلاة المنفرد إذا سها في الوجبات ترك: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي العظيم، في الركوع قال: ربنا ولك الحمد سها عنها، يسجد للسهو، قبل أن يسلم سجدتين، أو ترك التشهد الأول، وقام إلى الثالثة ناسي التشهد الأول، هذا يسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم كما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-. وإذا قال ألفاظاً مكان ألفاظ أخرى؟ لا يضر، لكن إن سجد ؟؟؟؟؟؟فلا بأس، قرأ التحيات ومو بجالس أو قرأ الحمد لله وهو جالس ناسي إذا جلس مستوي يكون أفضل، ؟؟؟؟ ولا يجب؛ لأنه قول مشروع في غير موضعه. 

 

 
8-  الدعاء بعد التشهد في الركعة الثانية وفي الرباعية سهواً؟

 

الدعاء في التشهد الأول ما هو بمشروع، وإذا اعتاده لا شيء عليه، لكن إن سجد فلا بأس؛ لأنه ثابت في غير محله، أما الدعاء في التشهد الأخير هو المشروع، الدعاء في التشهد الأخير مشروع ومأمور به، فينبغي له أن يدعوا بالدعوات الطيبة والمأثورة أفضل، الدعاء المأثور يكون أفضل، في التعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، وسؤال المغفرة والعفو، وقول: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) هذا مشروع، يعني في آخر الصلاة قبل أن يسلم. ؟؟؟؟؟ مسح الرأس؟ يمسح رأسه بيديه، يبدأ بمقدم؟؟؟؟ هو الأفضل، وإن مسح على ؟؟؟؟ يعني مسح بيده اليمنى أو بيده اليسرى وعمم أو بيديه بوسط الرأس وعمم كله لا يضر، يكفي. 

 

586 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply