حلقة 539: التمس زوجة ولودا ودودا - قضاء الدين عن الميت - بيع القرآن وشرائه - ما معنى الأحاديث القدسية - كتاب (قصص الأنبياء) لابن كثير - حكم صلاة ركعتين عند الدخول على الزوجة في أول ليالي الزفاف
39 / 50 محاضرة
1- سماحة الشيخ إنني شاب وأريد الزواج من امرأة عقيم عاقر غير منجبة للأطفال؛ لإنني لا أريد الذرية والنسل، فهل هذا يجوز شرعاً حتى ولو كنت ميسور الحال؟ أفيدوني ووجهوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آلة وأصحابة ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد دلت سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه يشرع للمؤمن أن يلتمس الزوجة الودود الولود؛ لأن الرسول-عليه السلام-قال : ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، فالأفضل لك يا أخي أن تلتمس الولود الودود حتى تجمع بين المصلحتين قضاء شهوتك وحاجتك وعفة نفسك, وتحصيل الأولاد التي تكثر بهم الأمة ينفعك الله بهم إذا صلحوا هذا هو الأولى لك والأفضل لك, ونكاح العقيم لا شيء فيه لا بأس به لا حرج في ذلك, لكن نكاح الودود الولود أفضل وأولى, وإذا جمعت بين المرأتين نكحت ودوداً ولوداً, ونكحت عقيماً وجمعت بين الأمرين فلا بأس هذا إليك, ونسأل الله أن يوفق الجميع.
2- وضع مبلغ أربعون ريال فضة ومبلغ سبعمائة وسبعون ريال ورق أمانة عند والدي، وقد احتاج عليها نظراً لظروف الحياة في ذلك الوقت، وقد طلبها أصحابها إلا أنها لم تكن موجودة عند والدي حين طلبها، وحيث كان والدي عازماً على إعادة المبلغ إلا أن أصحابها قد توفوا منذ ما يقارب من خمس عشرة سنة، أرجو التوجية جزاكم الله خيراً، علماً بأن والدي قد تُوفي منذ سبعة أشهر والمبلغ لا يزال في ذمته، وجهوني كيف أتصرف؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب عليك البدار بتسديد المبلغ لأهله من تركة أبيك إذا كان له تركة يوفى منها هذا المبلغ, فعليك أن توصل المبالغ إلى أهلها, وإذا كانوا قد ماتوا فإلى الورثة, يدفع المال إلى الورثة الفضة والورق جميعاً الفضة فضة, والورق ورق فعليك أن تسلم الفضة لأهلها والورق لأهله, إلا أن يتسامحوا فيأخذوا عن الفضة ورق عن كل ريال ريال هذا إليهم, و إلا فالواجب عليك أن تدفع لهم الفضة التي تركوها عند والدك أمانة, أو قيمتها بمتاع, أو ذهب, أو فضة, أو ذهب, أو ورق, أو نحو ذلك تعطيه من قيمتها أو ذاتها, عليك أن تسلم ذات الفضة أو ما يقابلها من القيمة بالسعر الحاضر وقت التسليم لأهلها أو للورثة أنفسهم, وعليك الدعاء لوالدك بالرحمة والعفو, فقد أساء في تصرفه فيها, وتعطيل أهلها أساء في ذلك إساءة كبيرة فنسأل الله أن يعفو عنه وعليك أن تجتهد في إيصال هذا الحق إلى أهله, واستسماحهم حتى يدعوا لوالدك ويسامحوه, والله المستعان .
3- إن القرآن لا يُشترى، بمعنى: أننا إذا ذهبنا إلى السوق لا نقول: بكم هذا القرآن؟ إنما نقول: بكم تعطيني هذه الهدية؟ هل قولي صحيح أم لا، وما هي العبارات التي تستحسنون أن نرددها عند هذا المقام؟
لا حرج في شراء المصحف, ولا بأس في ذلك في الصحيح من قولي العلماء, فإذا قلت بعني هذا المصحف أو بكم هذا المصحف فلا حرج في ذلك؛ لأن القرآن مكتوب في الأوراق, فأنت تشتري الأوراق والجلد الذي فيه القرآن فلا حرج في ذلك, تشتريه وتنفق فيه المال, وتقرأ أو تحسن إلى الناس بشرائه حتى تضعه في المساجد, أو تعطيه بعض إخوانك حتى يستفيدوا أنت مأجور في هذا ولا حرج في شرائه وبيعه جميعاً على الصحيح.
4- ما هي الأحاديث القدسية، أرجو أن تفسروا معناها وتعطوني مثالاً على ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
الأحاديث القدسية هي التي تنسب إلى الله-عز وجل-؛ وأنها من كلامه-سبحانه وتعالى-يقال لها قدسية, وليست من جنس القرآن, فالقرآن معجز, ومتعبد بتلاوته, ويقرأ في الصلوات, أما الأحاديث القدسية فهي منسوبة إلى الله-عز وجل-, ولكن ليس لها حكم القرآن ولكنها من كلام الله-سبحانه وتعالى-, ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر-رضي الله عنه-عن النبي-عليه الصلاة والسلام-أنه قال يقول الله-عز وجل- : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا, يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم, يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم, يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم, يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ...) إلى آخر الحديث الطويل، هذا مما يسمى أحاديث قدسية؛ لأنها منسوبه إلى الله-عز وجل-وهو حديث صحيح.
5- هل تنصحونني بقراءة كتاب قصص الأنبياء لابن كثير؟
نعم كتاب الحافظ بن كثير كتاب جيد وهو مأخوذ من كتابه البداية, فهي نسخة عظيمة ومفيدة فهو من خير الكتب, والمؤلف من خيرة العلماء ومن حفاظهم-رحمه الله-.
6- عندما يتزوج رجل امرأة يُقال إنه يجب أن يصلي ركعتين له وركعتين لشريكة حياته، سؤالي: ماذا يقول عندما ينوي في الصلاة؟ أرجو أن تجيبوني جزاكم الله خيراً.
يروى عن بعض الصحابة صلاة ركعتين عند الدخول على زوجته أول الليلة, ولا أعلم في هذا نصاً عن النبي-عليه الصلاة والسلام-فإن فعل فلا بأس, فإن صلى ركعتين ودعا ربه أن الله يوفقه ويجمع بينه وبينها على خير هذا حسن إن شاء الله ولا حرج في ذلك, وإن صلت هي كذلك ركعتين ودعة لله إن الله يجمع بينهما على خير وهدى كل هذا طيب, ولكن لا أعلم في هذا حديثاً صحيحاً عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام- والأمر في هذا واسع.
7- أنه استمع إلى النقاش الذي تفضلتم به عن عقد الزواج على المرأة التي لا تصلي، وكثير من الناس بدأ يتساءل حول هذا الموضوع، ويريدون أن يصححوا أوضاعهم، فكيف توجهونهم جزاكم الله خيراً، وذلكم إذا تزوج رجل امرأة لا تصلي، أو امرأة تزوجت رجل واكتشفت أنه لا يصلي، كيف توجهونهم؟ جزاكم الله خيراً.
هذه المسألة مسألة عظيمة, وهي ما إذا تزوج الرجل الملتزم المصلي امرأة لا تصلي, أو بالعكس تزوج الرجل المقصر الذي يترك الصلاة تزوج امرأة ملتزمة طيبة تحافظ على صلاتها, فذهب بعض أهل العلم إلى أنه يصح النكاح إذا كان كل منهما لا يجحد الصلاة بل يقر بها, ويعلم أنها واجبة, ولكنه يتكاسل, وهذا هو المعروف في مذهب مالك, وأبي حنيفة, والشافعي-رحمة الله عليهم-, وذهب جمع من السلف إلى أن ترك الصلاة كفر أكبر وإن لم يجحد وجوبها, وهذا ذهب إليه جمع كبير من أهل الحديث-رحمة الله عليهم-, ورواه عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل عن أصحاب النبي-عليه الصلاة والسلام-جميعاً, وقال إن أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-كانوا لا يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة, والعمدة في هذا ما ثبت عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام-إنه قال :( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد في مسنده, وأصحاب السنن الأربع بإسناد صحيح عن بريدة-رضي الله عنه-, وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري-رضي الله عنهما-عن النبي-عليه الصلاة والسلام-أنه قال : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وهناك أحاديث أخرى في الموضوع, وهذا قول أصح القولين هو أن ترك الصلاة عمداً كفر أكبر وإن لم يجحد وجوبها في ظاهر الكتاب والسنة, فإذا تزوج الرجل الملتزم المصلي امرأة لا تصلي فإن النكاح ليس بصحيح على الصحيح, فإذا تابت جدد النكاح وله رغبة فيها ولها رغبة فيه يجدد النكاح, وهكذا العكس لو تزوج رجل لا يصلي امرأة ملتزمة تصلي فالنكاح ليس بصحيح أيضاً, وعليهما تجديده إذا تاب من لا يصلي إذا تاب توبة صادقة فإنه لا مانع من التجديد إذا كان كل واحد منهما يرغب في الآخر, هذا هو المختار, وهذا هو الأرجح من حيث الدليل والله المستعان.
8- سمعت من أحد العلماء الأفاضل هذا الحديث ونسأل عن صحته، وإذا كان صحيحاً فمن هو والد النبي المقصود بالحديث، ولماذا ينطبق عليه هذا الكلام؟ نص الحديث: (دخل يهودي على النبي-صلى الله عليه وسلم- وسأله: يا محمد! أين أبي؟ وكان أبو اليهودي ميتاً، فقال له الرسول: إن أباك في النار. فلما تغير وجه اليهودي قال له النبي: أبي وأبيك في النار!).
هذا الحديث صحيح ثابت في صحيح مسلم, عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه جاءه رجل فسأله, وليس في الحديث أنه يهودي, وإنما سأله إنسان والظاهر أنه من المسلمين الذين آباؤهم ماتوا في الجاهلية, أو بعد الدعوة ولكنه لم يسلم, فسأله قال: أين أبي؟ قال: (إن أباك في النار)، فلما راء ما في وجهه من التغير قال : ( إن أبي وأباك في النار), يخبره أن الأمر ليس خاصاً بأبيه بل كل من مات على الجاهلية وهو من أهل النار؛ لأنه مات على كفره بالله إلا من ثبت أنه من أهل الفترة ولم تبلغه رسالة ولا دعوة فهذا أمره إلى الله، لكن حكمه في الدينا حكم الكفار حكم الجاهلية لا يغسل, ولا يصلى عليه حكم الجاهلية, لكن إذا كان في نفس الأمر لم تبلغه دعوة ولا رسالة فهذا له حكم أهل الفترات يمتحنون يوم القيامة على الصحيح, فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار، فالحاصل أنه حديث صحيح, لكن ليس فيه أن السائل يهودي فيما أعلم إنما هو من نفس المسلمين الذين مات آباؤهم في الجاهلية, أو بعد ظهور الإسلام لكنه لم يسلم, فقال له النبي: (إن أباك في النار), ثم بين له بقوله إن أبي وأباك في النار؛ لأن والد النبي-صلى الله عليه وسلم-مات في الجاهلية, والنبي حمل لم يولد بعد ذلك, وقيل إنه قد ولد ولكنه صغير جداً, والمشهور أنه مات ونبينا-صلى الله عليه وسلم-حملٌ, ثم ماتت أمه وهو صغير-عليه الصلاة والسلام- ابن خمس سنين أو ست سنين, فالحاصل أن أباه مات في الجاهلية, وهكذا أمه ماتت في الجاهلية, ولهذا قال في حق أبيه: (إن أبي وأباك في النار), والسر في ذلك والله أعلم أنه قد بلغته الدعوة لدين إبراهيم فلهذا حكم عليه بالنار, وأما الأم فقد ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم-أنه استأذن ربه ليستغفر لها فلم يأذن له في استغفاره لها, هذا يدل على أن من مات في الجاهلية لا يستغفر له, وله حكم أهل الجاهلية لا يستغفر له, وهو متوعد بالنار إلا من ثبت أنه من أهل الفترة, من كان الله يعلم أنه من أهل الفترة لم تبلغه رسالة, ولا دعوة, ولا علم هذا على الصحيح يمتحن يوم القيامة, فإن أجاب فيما أمر به دخل الجنة, وإن عصا دخل النار.
9- تُوفيت امرأة وتركت أولاداً أربعة ذكور وثلاث إناث، وزجاً له زوجة أخرى له منها أولاداً ذكور اثنين وأنثى واحدة، وتركت المتوفاة ثروة قدرها ثلاثة عشر ألف جنيه مصري، فكيف تُقسم هذه التركة بين زوجها وأولادها وضرتها وأولادها، علماً بأن الزوج قد تُوفي أيضاً بعدها بعام؟
تركة الزوجة تقسم بين زوجها وأولادها فقط زوجها له الربع من هذا المال, والباقي لأولادها الأربعة, وبناتها الثلاث, تجعل الباقي إحدى عشر سهماً, ثمانية للأولاد الأربعة الذكور, وثلاثة للبنات الثلاث للذكر مثل حظ الأنثيين, فيعطى الزوج الربع, والباقي لأولادها الأربعة والبنات الثلاث على أحد عشر سهماً, ثمانية للبنين لكل واحد سهمان, وثلاثة سهام للبنات للذكر مثل حظ الأنثيين, ثم حق الزوج هو الربع يقسم بين أولاده جميعاً, حق الزوج يقسم بين أولاده من الزوجتين وتعطى زوجته الأخيره التي مات عنها تعطى ثمنها ثمن هذا الذي حصل له من زوجته الأولى, فلزوجة الثمن مع ثمن ما وراءه من المال غير حقه من الزوجة, ويقسم الباقي بين الذرية كلهم بين أولاده كلهم من هذه وهذه. إذاً الضرة أولادها ليس لهم شيء . ليس لهم حق في مال الزوجة الأولى, وإنما حقهم في ربع الزوج الذي أخذه من زوجته هذا الربع للجميع, تعطى الزوجة نصيبها وهو الثمن, والباقي بين أولادها وأولاد الأولى هذا الربع مع بقية التركة التي للزوج إذا كان عنده مال غير هذا الربع.
10- بجوار بيتنا مسجد وأنا بفضل الله تعالى أقوم بفتح هذا المسجد في صلاة الفجر كل شهور السنة ما عدا شهر رمضان يوجد شخص آخر يتولى فتح المسجد؛ نظراً لأنه هو المعين من قبل وزارة الأوقاف، وعندنا في مصر يُقرأ القرآن في المساجد قبل صلاة الفجر وبصوت مرتفع بمكبرات الصوت بحجة أن ذلك يوقظ الناس للصلاة، وأنا أعلم أن ذلك بدعة من البدع، وإذا لم أقم بتشغيل الراديو على القرآن في المكبر يقول الناس: إنك متشدد ومتزمت وغير ذلك من الكلمات التي يطلقونها على المتسمكين بدينهم، أرجو توجيهي في هذا الموضوع؟ جزاكم الله خيراً.
أنت مصيب يا أخي, وأنت وافقت السنة والحمدلله ولا يضرك قول الناس, فإذا طلع الفجر فأذن والحمد لله يكفي الأذان, وأما إعلان القراءة بالمكبرات قبل الأذان في آخر الليل هذا لا أصل له, وقد يؤذي الناس, وقد يشق على النوام ويزعجهم, فالحاصل أن هذا غير مشروع ولم يكن يفعله المصطفى-صلى الله عليه وسلم-, ولا أصحابه, ما كانوا يرفعون أصواتهم بالقرآن كالأذان حتى يوقظ الناس, إنما كان الأذان كافياً في عهده-صلى الله عليه وسلم-, وعهد أصحابه, إذا طلع الفجر فإن المؤذن أو نائب المؤذن يرفع الأذان بالمكبر حتى يوقظ الناس, وحتى ينبه الناس, ويدعوهم إلى الصلاة في المسجد والله المستعان.
11- عندنا جماعة دينية لا داعي لذكر اسمها تبيح الأناشيد الدينية في المسجد وبصوت مرتفع، ما هو توجيهكم؟
الأشعار العربية, والأناشيد العربية الإسلامية التي فيها فائدة في مقام العلم والتعليم لا بأس بها, إذا كان في المسجد حلقة علم, أو واعظ يعظ الناس ويذكر الناس ويقرأ عليهم بعض الأشعار المفيدة, والأناشيد الشرعية الطيبة المفيدة لا حرج في ذلك, فقد كان حسان-رضي الله عنه-ينشد الشعر في مسجد النبي-عليه الصلاة والسلام-, ويهجوا الكفرة في مسجده-صلى الله عليه وسلم-, ويقول له النبي-صلى الله عليه وسلم- : (اهجهم والذي نفسي بيده إنه لأشد عليهم من وقع النبل), ويقول : (اللهم أيده بروح القدس), فإن كان الأشعار في المساجد, والأشعار الإسلامية المفيدة النافعة, والأناشيد الطيبة في حلقات العلم أو في المواعظ كل هذا لا بأس به, أما الأغاني المنكرة, أو الأشعار المنكرة, أو الأناشيد المنكرة فلا تجوز لا في المساجد ولا في غيرها.
12- نفس هذه الجماعة -يقول أخونا- تبيح التصوير الشمسي لغير الضرورة مثل: التصوير في الرحلات والتصوير في الأفراح وما شابه ذلك؟
التصوير محرم لا يجوز لذوات الأرواح سواء شمسياً أو غير شمسي, لا يجوز أن يصور شيءٌ من ذوات الأرواح, لكن إذا دعت الضرورة إلى ذلك كتصوير المجرمين حتى يقبض عليهم, أو ما تدعوا له الضرورة كحفائظ النفوس إذا لم تحصل إلا بذلك, أما تصوير ذوات الأرواح لتعليقها في الجدران, أو الاحتفاظ بها, أو حفلات الأعراس, أو ما أشبه ذلك هذا لا أصل له ولا يجوز.
13- هل تصدقون أنني طفت حول خشبة مصنوعة بشكل تابوت ولم أكن وحدي، وكان احتفالاً نظمته إحدى الجهات، وجهونا تجاه هذه الجماعات؟ جزاكم الله خيراً.
الجماعات المعروفة بالصوفية جماعة محدثة, وجماعة مبتدعة, وهم متفاوتون في البدع فيهم من بدعته تصل إلى الشرك الأكبر, وفيهم من بدعته دون ذلك, فوصيتي لك أيها السائل ألا تنتسب إليهم, وألا تغتر بهم, وألا تكون معهم, بل عليك باتباع السنة, والالتزام بما شرع الله, وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله-عليه الصلاة والسلام-, وسؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة, والاستقامة على طريق أهل السنة والجماعة, مثل أنصار السنة في مصر, وأنصار السنة في السودان، ومن عرف بالعلم والفضل في سائر العلماء تسألهم وتستفيد منهم هذا هو الذي ينبغي لك, أما الصوفية فلا؛ لأن الغالب عليهم البدع والخرافات وأشياء أحدثوها لأنفسهم وجعلوها نظاماً لهم ليس له أساس في الشرع المطهر, وبعض بدعهم تصل إلى الشرك كعبادة الأموات, والاستغاثة بالأموات من أصحاب القبور وغيرهم, وكدعاء البدوي, والاستغاثة بالبدوي, أو بالحسين أو ما أشبه ذلك كل هذا من الشرك الأكبر, وهكذا الطواف بالقبور أو بخشبة تصنع يطاف حولها كل هذا من المنكرات العظيمة, والطواف عبادة لله حول الكعبة ومن طاف على قبر, أو خشبة, أو غير ذلك يطوف تعبداً لغير الله لصاحب القبر, أو لمن وضع الخشبة, أو للخشبة نفسها يدعوها ويعتقد فيها صار كفراً أكبر نسأل الله العافية, فالواجب عليك أن تتبصر في دينك, وأن تجتهد في تدبر القرآن الكريم, والإكثار من تلاوته مع السنة المطهرة والعناية بها, تحفظ بلوغ المرام عمدة الحديث حتى تستفيد مع سؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة, والسيرة الحميدة, وقد ذكرت لك من جملتهم أنصار السنة في مصر, وأنصار السنة في السودان, وهكذا من يعرف بالعلم في بلادك علم السنة, والبعد عن الصوفية والغلو في القبور هذه علامات أهل السنة، علامات أهل السنة البعد عن الصوفية, والبعد عن الغلو في القبور هذه من الدلائل على أن العالم من أهل السنة إذا دعى إلى القرآن الكريم, والسنة المطهرة, وحذر من عبادة القبور, والاستغاثة بأهلها ونحو ذلك, وابتعد عن بدع الصوفية فهذه علامات العالم الملتزم صاحب السنة, نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .
14- يسال عن أولئك الذين يسافرون إلى القبور وللطواف بها ويعملون الاحتفالات وما شابهه؟
جوابه مثل ما تقدم, هؤلاء الذين يتوجهون إلى القبور سواء كانت القبور في بلادهم, أو كانت في بلاد أخرى يسافرون إليها بسؤالها, أو الاستغاثة بها, أو الطواف بقبورهم يدعوهم ويسألهم حاجاته كل هذا من الشرك الأكبر, قد شبهوا قبورهم بالكعبة المشرفة, وصرفوا عباداتهم لها من دون الله-عز وجل-, والله يقول-سبحانه-في كتابه العظيم: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء(5) سورة البينة، ويقول-سبحانه-: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5) سورة الفاتحة، ويقول-عز وجل-: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُسورة الزمر2-3، ويقول-سبحانه-:فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(14) سورة غافر، ويقول-عز وجل-:فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(18) سورة الجن، إلى أمثال هذه الآيات الكريمات والنبي-صلى الله عليه وسلم-يقول: (الدعاء هو العبادة)، فالذي يدعوا الأموات, أو الأشجار, أو الأحجار, أو القبور قد أشرك بالله-سبحانه وتعالى-, وهكذا إذا استغاث بهم, أو طاف بقبورهم يسألهم حاجته, أو ما أشبه ذلك, أو يتعبد بالطواف يتقرب به إليهم كل هذا من الشرك الأكبر نسأل الله العافية.
556 مشاهدة
-
26 حلقة 526: رد الحق إلى أهله - التصدق بالمال بنية صاحبه - حكم قطع الصلاة عند سماع عن حادث حريق أو غرق - العبرة في زواج البنت رضاها - العنوسة - التعليم أم الزواج - فضل أبي بكر الصديق - الخمينيون من رؤوس الرافضة
-
27 حلقة 527: حديث لا هجرة بعد الفتح - بيان قصة الأعرابي الذي بال في المسجد - أوجه الإنفاق في سبيل الله - محدثات وبدع عند موت الميت - صحبة الجن لبعض الناس - حكم قراءة سورتي الغاشية والأعلى يوم الجمعة
-
28 حلقة 528: حكم التصوير بالفيديو - حكم استقدام الخدم الكفار إلى جزيرة العرب - صلاة الإستخارة - قراءة سورة الملك - تنظيف الطفل ومس فرجه هل ينقض الوضوء؟ - الشك الطارىء بعد انتهاء الصلاة - النية شرط في الوضوء
-
29 حلقة 529: النسخ في القرآن - سجود السهو في النوافل - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - شرح قوله وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا - حكم قراءة القرآن للمحدث حدثاً أصغر - الشهداء في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون
-
30 حلقة 530: بقاء المرأة بلا زواج - وجوب تغطية الوجه - حكم الإسلام في جراحة التجميل - كيفية إخراج الزكاة عن الراتب - زكاة الأرض التي تشترى بنية البيع - مشكلة في قضية الطلاق - كفارة القتل الخطأ - حكم دخول الحمام بالعملة الورقية
-
31 حلقة 531: تطبيب المرأة للرجل - الفصل بين الفريضة والنافلة بمدة نصف ساعة - قطع صلاة النافلة وإجابة الوالدين - طاعة الوالدين - إزالة الصور التي تكون على الملابس - قراءة القرآن من المصحف وهو مضطجع
-
32 حلقة 532: صيام يوم الخامس عشر من شعبان - نصيحة لتقوية الإيمان - حكم قراءة الفاتحة على الميت - صوت الجزمة أو الصندل بالنسبة للمرأة - وضع البيض والزيت والعسل على شعر الرأس ثم غسله في الحمام - حل أكل لحم الأرانب و لو حاضت
-
33 حلقة 533: التسمية على اسم الوالدة - زكاة الذهب المستعمل في الزينة - يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب - حكم كتابة الآيات القرآنية في الصحف والمجلات - سماع الأغاني والملاهي - المرأة التي تطلب أن يكون مهرها القرآن
-
34 حلقة 534: حكم نزع المرأة للحجاب أمام النساء - حكم لبس الفستان الأبيض والطرحة البيضاء ليلة الزواج - ساعة الإجابة في يوم الجمعة - مستقبل العالم الإسلامي من حيث القوة والضعف - عزو الأحاديث إلى مصادرها الأصلية
-
35 حلقة 535: هل المرض يكفر الذنب؟ - هل هناك من يدخل الجنة بغير حساب؟ - لباس المرأة في الإحرام - محاربة الجهل والأمية - وضع الطيور في أقفاص في البيوت وفي الحدائق للزينة - زيارة الأقارب ونساؤهم سافرات
-
36 حلقة 536: وقت تسمية المولود والأحق بتسميته - حكم النقاب - هل الجهل بحكم الذنب يسقط الحد؟ - الرفق بالحيوان وأهمية إطعامه - حكم حقن الحيوانات والطيور قبل بيعها من أجل تسمينها - حكم الصلاة في مسجد وفي قبلته ضريح بينمها فاصل
-
37 حلقة 537: حكم اللعب التي تسمى عرائس - حكم التبني في الإسلام - التحجب أمام أزواج الخالات والعمات - حلف على أمر ما أنه ليس هو فطلع أنه هو فما الحكم؟ - مشائخ الطرق الصوفية - تشييع الجنازة ببعض الأذكار الجماعية
-
38 حلقة 538: حكم تعليق الآيات في البيوت - الجهاد بدون إذن الوالدين - القمار - صرف الزكاة إلى القريب الفقير - أين تضع المرأة يديها أثناء الصلاة؟ - هجر ومقاطعة تارك الصلاة - صلة الوالدين والرفق بهما - أين قبر الحسين بن علي؟
-
39 حلقة 539: التمس زوجة ولودا ودودا - قضاء الدين عن الميت - بيع القرآن وشرائه - ما معنى الأحاديث القدسية - كتاب (قصص الأنبياء) لابن كثير - حكم صلاة ركعتين عند الدخول على الزوجة في أول ليالي الزفاف
-
40 حلقة 540: حكم صلاة الجمعة لمن لا يعرف مدة إقامته - حكم إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة - وقت دفع المهر مسألة عرفية - التعامل بالربا - حكم مشاهدة الأفلام والتمثيليات عبر الفيديو - حكم من سرق من مستودع كان يقوم بحراسته
-
41 حلقة 541: الأخذ من الذبيحة المنذورة - الواجب نصيحة تارك الصلاة - حكم الصلاة على الميت في المقبرة - الذين يسألون الناس لهم ثلاثة أحوال - تحري صلاة الجمعة مع الخطيب المؤثر - الجهاد في سبيل الله - كيفية التوبة
-
42 حلقة 542: خيانة مندوبي المشتروات في فواتير - كيفية الاستعاذة من الشيطان أثناء الصلاة - قصر الصلاة للمسافر مع الأدلة - حكم ذبيحة المرأة - اتخاذ شعبان عادة لذبح الذبائح لوجه الله - حكم شهادة الزور - التساهل في الوفاء بالنذر
-
43 حلقة 543: شرح قوله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والقضاء والقدر - النجاسة لا تنقض الوضوء - الاعتكاف وبعض أحكامه - لباس المرأة في الصلاة - خروج الدم هل يبطل الصوم؟ - عورة المرأة
-
44 حلقة 544: فسخ النكاح الإجباري - لا يشترط في إخراج الزكاة أن تكون في رمضان - حكم من يتوضأ ويشعر وكأن بأن قطرات من الماء تنزل منه - حكم مصافحة الرجل المرأة الأجنبية وهما صائمان - حكم الغش في الإمتحانات - لا يرث القاتل من المقتول
-
45 حلقة 545: البقاء في الحرم بعد طواف الوداع لحاجة - يدفن كل ميت في قبر لوحده إلا للحاجة - الضحية عن الرجل وأهل بيته - حكم بناء القبور بالطوب والأسمنت والحديد - النذر بالمحافظة على فرائض الله - حكم التدخين - المرء مع من أحب
-
46 حلقة 546: شرح الأثر ادرؤا الحدود بالشبهات - نصيحة للمتهاونين بصلاة الجماعة - حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن - تفسير قوله وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ - لم تقض ما أفطرته من رمضان لمدة من السنوات
-
47 حلقة 547: نصيحة للقائم على الأيتام الصغار - حكم منع الإناث من الميراث - لمس فرج الصغير هل ينقض الوضوء؟ - زكاة الأشياء المعدة للتجارة - التيمم في حال فقد الماء - حكم من أتتها الدورة بعد الإفطار وقبل الصلاة
-
48 حلقة 548: كيفية صلاة المريض - تأديب الأولاد - حكم قراءة القرآن لمن به سلس - حكم تأخير قضاء الصيام لسنوات عدة - تخليد الكفار في النار - الحج بدون محرم وحكم التوكيل في رمي الجمرات - حكم شد الرحال لزيارة قبر نبي الله هود
-
49 حلقة 549: حكم شد الرحال لزيارة ما يسمى بقبور الأولياء - حكم التمائم مع الدليل - المريض يفطر وعليه القضاء - الطلاق المعلق - أعذار التخلف صلاة الجماعة - الدعاء بعد التشهد الأول ليس بمشروع لأنه ثابت في غير محله
-
50 حلقة 550: حكم نكاح الشغار - حرمة التعدي على المقابر ووجوب صيانتها - تقتل الجماعة بالواحد - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - العذر بالجهل - حكم الصلاة خلف القبورين - الشهادتان تعصم الدم والمال - لعب الأطفال المجسمة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد