حلقة 523: حكم ذهاب النساء إلى المقابر لدفن الميت - حكم زيارة القبور للمرأة إذا كانت جاهلة - الأصل في النهي التحريم - المسافة التي يحرم فيها المرور بين يدي المصلي - حكم وقوع النجاسة على موضع معين من الثوب
23 / 50 محاضرة
1- تتحدث عن القبور والبدع التي تثار حول الجنائز والتي يرتكبها كثير من الناس، ولخصت ذلك في خمسة أسئلة، لا أدري سماحة الشيخ هل أقرأ الأسئلة وتتفضلون بمعالجة الموضوع دفعة واحدة، تسأل في سؤالها الأول وتقول: ما حكم الدين في ذهاب النساء إلى المقابر لدفن الميت، وهل من تذهب لن تشم نسيم الجنة كما روي عن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - عندما رأى فاطمة آتيت وعليها غبار الطريق فظن أنها كانت تشيع الجنازة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد ثبت عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه لعن زائرات القبور ، ونهى عن إتباع النساء للجنائز ، فلا يجوز أن يتبع النساء الجنائز للمقابر ، ولا أن يزرن المقابر ، هذا هو المحفوظ عن النبي - عليه الصلاة والسلام -. وأما الوعيد بعدم شمها نسيم الجنة فهذا في سنده نظر ، ولكن الثابت أنها منهية فلا تذهب مع الجنائز إلى المقابر، ولا تزور المقابر ، هذا الثابت عن النبي - عليه الصلاة والسلام -. والحكمة في ذلك - والله أعلم- لأنهن فتنة، وصبرهن قليل ، فكان من حكمة الله أن نهاهن عن ذلك سداً لباب الفتنة بهن ومنهن أيضاً.
2- ما حكم من فعلت هذا وهي تجهل عدم الجواز؟
إذا كانت لا تعلم فلا حرج عليها وعليها أن تنتبه في المستقبل.
3- هناك عادات تقضي بأن يذهب أهل الميت من رجال ونساء إلى قبره كل يوم خميس خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الوفاة، وذلك للتصدق بالفطائر والخبز، ما حكم الإسلام في ذلك، أليس الأولى أن يتم التصدق على الفقراء والمحتاجين في أي مكان آخر دون الذهاب إلى المقابر، خاصة بعد أن ثبت أن معظم من يتواجدون بها من الأحياء يبيعون ما يجمعونه من أهل الموتى ويتاجرون فيه؟
ليس لهذا أصل ، ليس لتحديد الزيارة كل أسبوع أو الصدقة عند القبور أصل ، بل الواجب أن تكون الزيارة غير محددة ، متى تيسرت الزيارة شرع أن تزار القبور من الرجال ، يزورها الرجال لذكر الآخرة ، وذكر الموت ، والدعاء للموتى ، فيقول : السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، يغفر الله لنا ولكم. هكذا كان يعلم النبي أصحابه - عليه الصلاة والسلام - . كان يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا : (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية). وكان - عليه الصلاة والسلام - إذا زار القبور يقول : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غداً مؤجلون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد). هكذا كان يفعل النبي - عليه الصلاة والسلام-. ويقول : (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ، زوروا القبور فإنها تذكركم الموت). وهذا كله في حق الرجال. أما النساء فلا يزرن القبور كما تقدم ، وأما تخصيص يوم معين ، الخميس أو الجمعة للزيارة فلا أصل له ، وهكذا تخصيص توزيع الصدقات من خبز أو لحوم أو غير ذلك عند القبور لا أصل له ، بل المشروع أن صاحب الصدقة يتبع الفقراء في بيوتهم وفي محلاتهم ، ويعطيهم الصدقة ولا يكلف عليهم ولا يدعوهم إلى المقابر. فالحاصل أن المشروع أن المؤمن يتبع الفقراء ، ويعرف محلاتهم حتى يذهب إليهم بالصدقة ، وإذا جاءوا إليه في بيته وطلبوه تصدق عليهم ، أما يتخذ المقبرة محلاً صدقة فهذا لا أصل له.
4- ما حكم زيارة المقابر بالنسبة للمرأة، سواء في تلك الأسابيع أو في أي وقت آخر من العام؟
مثل ما تقدم لا يجوز لها أن تزور القبور مطلقاً ، لا في أول أسابيع الموت ولا في غير ذلك ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور ، فدل ذلك على أنهن لا يزرن القبور مطلقاً ، لا حين الموت ولا بعده بأسابيع ولا بعده بأعوام.
5- ما حكم قراءة القرآن للميت بعد الدفن بعدة أيام، هل يستفيد منها خاصة قراءة سورة يس ، وتبارك ، وقل هو الله أحد، أم أن الدعاء له أن يرحمه ويغفر له ربه أنفع، وما الذي ورد عن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في ذلك؟
الذي ورد هو الدعاء للموتى ، والترحم عليهم ، أما أن يقرأ لهم القرآن عند القبور أو في مكان آخر فهذا لا نعلم له أصلاً ، وإن كان قاله بعض أهل العلم واستحبه بعض أهل العلم ، وقال أنه يلحق بالميت وينفعه، لكن ليس عليه دليل ، فالذي ينبغي أن يكون الإحسان للميت بالدعاء ، والصدقة له ، سواءً الحج عنه، أو العمرة عنه، وقضاء دينه هذا الذي ينفعه ، هذا هو الذي جاء في الأحاديث الصحيحة : الصدقة عن الميت ، والدعاء بالمغفرة والرحمة ، قضاء دينه ، والحج عنه ، والعمرة عنه ، هذا هو المحفوظ. أما أن يقرأ عنه ، أو يقرأ له سورة يس أو تبارك في أي مكان أو عند القبور هذا لا أصل له ولا ينبغي ، وليس بمشروع ، وإنما تشرع قراءة سورة يس عند المحتضر قبل أن يموت لينتفع بذلك ، وليوعظ ، ويذكر ، ويقرأ عنده القرآن ، هذا ينفعه قبل أن يموت ، أما بعد الموت فقد انتهى الأمر. ومما قد يقع من بعض الناس أن بعض الناس يقرأ في القبر ، فإذا حفر القبر جعل يقرأ فيه ، وبعضهم يأذن فيه ويقيم ، هذا كله بدعة لا أصل له ، لا أذان في القبر ولا إقامة في القبر ، ولا قراءة في القبر ، كل هذا مما أحدثه الناس - والله المستعان -.
6- جاء في بعض الأحاديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن عمل كذا من الأعمال، فهل النهي هو التحريم، أو أن النهي يعني الكراهية؟
هذا هو الأصل ، الأصل أن النهي للتحريم ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح : (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوه منه ما استطعتم). هكذا قال صلى الله عليه وسلم : (إنما هلك من كان قبلكم لكثرة مسائلهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوه منه ما استطعتم). فالأصل في النهي هو التحريم ، هذا هو الأصل ، ولا ينقل عن التحريم من الكراهة إلا بدليل يدل على ذلك ، فإذا نهى عن شيء ثم فعله دل على أن النهي للكراهة ، مثلما نهى عن الشرب قائماً ثم شرب قائماً في بعض الأحيان دل على أنه ليس نهي للتحريم ، وأنه يجوز الشرب قائماً وقاعداً ، ولكنه إذا شرب قاعداً يكون أفضل وأحسن. ومثلما أمر بالقيام للجنازة ، قال: (إذا رأيتم الجنازة فقوموا). ثم جلس في بعض الأحيان دل على أن الأمر ليس للوجوب في هذه الحال، فالقاعدة أنه متى نهى عن شيء ثم فعله دل على أن النهى ليس للتحريم بل للكراهة وترك الأولى، وإذا أمر بشيء ثم تركه دل على أنه ليس للوجوب ، وإلا فالقاعدة أن الأوامر في الوجوب والنهي في التحريم ، هذا هو القاعدة.
7- سمعت حديثاً يحرم المرور بين يدي المصلي، فكم هي المسافة التي يحرم فيها المرور بين يدي المصلي إذا لم يضع أمامه شيئاً؟
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلم المار بين يدي المصلي إن هذا عليه -يعني من الإثم - لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يدي المصلي). متفق عليه. قال الراوي - أبو هريرة - رضي الله عنه : لا أدري أقال أربعين يوماً أو شهراً أو سنة. والمقصود أن هذا يدل على تحريم ذلك ، وإن فيه خطر عظيما، لكان وقوفه أربعين ولو يوماً خير له من أن يمر بين يديه هذا يدل أنه أمر خطير لا يجوز ، وأرجح ما قيل في ذلك أن الحد ثلاثة أذرع ، إذا كان ماله ستره ، إذا كان وراء ثلاثة أذرع فلا حرج، أو كان وراء السترة فلا حرج، أما أن كان بينه وبين السترة فهذا لا يجوز ، أو كان قريباً منه في أقل من ثلاثة أذرع فهذا لا يجوز ، والأصل في هذا أنه - صلى الله عليه وسلم - لما صلًّى في الكعبة جعل بينه وبين جدار الكعبة الغربي ثلاثة أذرع ، قالوا: هذا يدل على أن هذا المقدار هو الذي يعتبر بين يدي المصلي ، فإذا كان بعيداً من هذا المقدار من قدم المصلي فإنه لا يعتبر مار بين يديه هذا هو الأرجح.
8- كيف تنصحون من وقع على بعض ملابسه نجاسة والبعض الآخر لم يقع عليه شيء، هل يغسلهما جميعاً أم يغسل كل جزء على حدة؟
يغسل موضع النجاسة فقط، إذا أصاب ثوبه نجاسة غسل موضعها، مثل قطرة بول على طرف ثوبه يغسل ما أصابه، أو قطرة دم أصاب المرأة من حيضها أو غيره تغسل محل القطرة، وباقي الثوب طاهر. المقصود أنه يغسل ما أصاب الثوب من بول أو غيره من النجاسة، وباقي الثوب طاهر ليس فيه شيء. ولو غسل النجس مع غير النجس هل في ذلك محظور؟ ما فيه حرج، لكن لا يكون للوسواس، إذا كان من طريق الوسوسة لا، أما أذا كان من باب النظافة لأنه وسخ وأراد أن يغسله كله فلا بأس، أما التكلف والوساوس كما يفعل بعض الناس يغسل الثوب كله من أجل الوسوسة، لا، ما ينبغي هذا، يغسل ما أصابه فقط.
9- يسأل عن تفسير قول الحق - تبارك وتعالى -: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ [الزمر:6] ما معنى: الظلمات الثلاث؟ جزاكم الله خيراً؟.
ذكر أهل العلم - رحمة الله عليهم - في التفسير أن معنى الآية أن العبد يطور في الرحم خلقاً بعد خلق ، أولاً يخلقه الله نطفة من مني المرأة ومن مني الرجل جميعاً ، أمشاج ، ثم تحول هذه النطفة إلى علقة - قطعة من الدم - ، وهذا طور ثاني ، ثم هذه العلقة يخلقها الله مضغة - قطعة لحم - بقدر ما يمضغ الماضغ، ثم يكون في هذه المضغة التخليق من الرأس والرجلين واليد ونحو ذلك ، هذه معنى: خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ أي تطوير ، يطور في بطن أمه ، خلق بعد خلق ، من طور إلى طور. وأما : في ظلمات ثلاث. فسرها العلماء بأن الظلمات الثلاث هي : ظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة التي فيها الرحم ، وظلمة البطن - بطن المرأة - ، فهي ظلمات ثلاث: في الرحم ، ثم في كيس المشيمة، ثم بعد ذلك من وراء البطن ، في داخل بطنها ، داخل بطنها ، فظلمتة في بطن ظلمة ، ظلمة الرحم، وظلمة المشيمة التي فيها كيس يكون فيه الولد يكون فيه الرحم، كيس يكون فيه الولد ثم الرحم.... في الرحم ، ثم الولد في البطن ، والمشيمة تسقط في الغالب، تسقط مع الولد أو بعده ، هذا الكيس الذي يكون فيه الولد في ......... الرحم ، ثم الرحم ظلمة ثانية، ثم البطن ظلمة ثالثة، وربك حفيظ عليم سبحانه لا إله إلا هو.
10- كثيراً ما أسمع عن الأحاديث القدسية، بودي أن تنوروني بعض الشيء بخصوصها؟ جزاكم الله خيراً.
الأحاديث القدسية هي التي يرويها الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ربه - جل وعلا - يقال لها أحاديث قدسية ، أي مقدسة منزهة ؛ لأنها من كلام الرب - عز وجل - ، وهي مثل القرآن كلام الله - جل وعلا - ، لكن القرآن معجزة مستمرة ، مأمور الناس أن يتطهروا عند لمس المصحف ، وهو قرآن معجز ، وهو كلام الله - عز وجل - ، وأما الأحاديث القدسية فهي كلام الرب - عز وجل - لكن ليس لها حكم القرآن في وجوب التطهر عند مسها ، بل لها لون آخر ؛ فهي من كلام الرب لكنها غير القرآن الذي هو المعجز المستمر للنبي - عليه الصلاة والسلام - ، فهو معجزة من دلائل النبوة ، وكلام الرب - عز وجل- في الأحاديث القدسية كلام الرب منزه غير مخلوق لكنه ليس من جنس القرآن ، بل القرآن معجزة مستمرة دالة على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وله أحكام غير أحكام الأحاديث القدسية ، والأحاديث القدسية مثل ما ثبت في الصحيح عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال : يقو الله - عز وجل - : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه). أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. هذا الحديث العظيم يسمى حديث قدسياً ، وهو دل على فوائد عظيمة من كلام الرب - عز وجل - كما سمعتم - أيها المستمعون - ، وهو حديث قدسي عظيم دال على تحريم الظلم ، ودل على افتقار العباد إلى ربهم ، وأنهم فقراء إليه ، هو المنعم عليهم ، الذي يهدي من يشاء ، ويطعم من يشاء ، ويغني من يشاء ، ويفقر من يشاء ، والله - سبحانه وتعالى - الذي يغفر الذنوب ، ويستر العيوب - جل وعلا - ، وهو الغني عن عباده ، لا يستطيعون أن يضروه ولا أن ينفعوه ، هو عني عنهم - سبحانه وتعالى -، وهو - جل وعلا - لا تنقصه معاصيهم ، ولا تنفعه طاعاتهم ، فطاعتهم لهم ، تنفعهم ، ومعاصيهم تضرهم ، أما هو - سبحانه - فلا تنفعه طاعاتهم ، ولا تزيده في ملكه شيئاً ، كما أن معاصي الناس لا تنقصه ولا تضره - سبحانه وتعالى - شيئاً. ثم بين - سبحانه - أن العباد لو اجتمعوا في صعيد واحد وسألوا ربهم كلما يريدون من المسائل والحاجات ما نقص ذلك مما عنده شيء - سبحانه - ؛ لأن خزائنه ملآ، لا يضرها شيء - سبحانه وتعالى -. ثم بين سبحانه أن الحاصل والخلاصة أنها أعمالهم ، يحصيها الرب - جل وعلا - لهم ثم يوفيهم إياها ، يعني أجورهم إن كانت طيبة ، أو عقابهم إن كانت سيئاً ، ولهذا قال : (فمن وجد خيراً فليحمد الله). الذي وفقه لطاعته ، وهداه وأعانه ، (ومن وجد غير ذلك) يعني وجد أعماله خبيثة ، توجب النار (فلا يلومنَّ إلا نفسه) لأنه فرط ، وأضاع وتساهل ، وتابع الهوى والشيطان - ولا حول ولا قوة إلا بالله - .
11- هل يجوز أن أرسل زكاة الفطر إلى بلدي، مع العلم أن المملكة تفطر قبلهم، وإذا كان هذا يجوز فهل أرسلها حسب قيمتها في المملكة أو في بلادي؟ أرجو من سماحتكم أن تبينوا لي هذا، وحبذا لو كتبتم لأمثالي من المغتربين فالأمر فيما أرى مشكل عليهم، جزاكم الله خيراً؟.
المشروع للمغترب أن يخرج زكاة الفطر في محله ، محل إقامته، إذا كان في الرياض في الرياض ، في المدينة في المدينة ، في مكة في مكة ، هذا هو السنة ، تخرج صدقات الفطر من الأغنياء وتعطى للفقراء ، تؤخذ منهم لإخوانهم الفقراء في البلد ، هذا هو المشروع أن يدفعها للفقراء في البلد الذي هو فيه ، أو فيما حوله ، أما نقله إلى بلاد بعيده فالأولى ترك ذلك ، وفي خلاف بين أهل العلم كثير منهم لا يرى جواز ذلك ، فالمؤمن يحتاط ويوزعها في البلاد التي أقام فيها ، أو ما يقاربها من القرى المجاورة ، هذا هو المشروع، وهذا هو الأحوط للمؤمن ، فإن نقلها إلى بلده أو غيرها وأعطاه الفقراء أجزأت على الصحيح ، لكنه ترك ما هو الأحوط والأفضل.
12- إن زوجها غاب عنها أكثر من سبع سنوات، وحتى كتابة هذه الرسالة لم يصل إليهم، وترجو من سماحتكم توجيه المغتربين عن أزواجهم جزاكم الله خيرا؟
نعم ، إني أنصح المغتربين جميعاً في أي مكان أن لا يطولوا السفر عن أزواجهم ، وأن يحرصوا على سرعة الإياب ؛ لأن بقاء المرأة بدون زوج فيه خطر عظيم ، على عرضها وعلى زوجها وعلى أولادها ، وعلى المجتمع كله ، فالمشروع للمؤمن أن يراعي هذا الأمر ، وأن لا يطول الغربة بالنسبة لزوجته وأولاده ، بل تكون الغربة قصيرة ، ولاسيما في هذا العصر الذي كثرت في الشرور ، وقلّ فيه العلم ، وقلّت فيه التقوى ، وغلب فيه الجهل والشر والفساد ، فالمؤمن يتقي الله في أهله ، ولا يطول ، أو ينقلهم معه إلى محله الذي هو فيه ولا يتركهم وحدهم ، إما أن ينقلهم إذا كان المحل الذي هو فيه آمن وليس فيه خطر، وإلا فليعجل الغربة ، ولا يتأخر ، وليعمل في بلد حولهم ، أو في بلدهم ، حتى يمكنه الوصول إليهم بين وقت وآخر من دون مشقة ولا خطر. فالحاصل أن الواجب على الأزواج أن يتقوا الله في أزواجهم وأن يحذروا إهمالهم فإن في ذلك خطر عظيماً على الجميع ، وقد كان عمر رضي الله عنه يكتب إلى الجنود ألا يتأخروا أكثر من ستة أشهر عن أزواجهم ، لما علم رضي الله عنه من الخطر في ذلك ، فكيف لو رأي الحال ورأى الزمان اليوم ، فينبغي أن لا يطول ولا ستة أشهر بل شهرين ثلاثة أقل من ذلك وإذا أمكن أن يأتي إليهم بين وقت وآخر في أقصر وقت ويرجع إلى عمله إذا أمكن ذلك ، فهذا هو الأحوط والذين ينبغي ، وإذا أمكن أن ينقلهم إلى محله إذا كان نقله ليس فيه خطر فهو أولى وأحوط لهم فالحاصل أنه ينبغي للزوج أن لا يطول الغربة وأن يسرع في إيابه إلى أهله حتى لاتقع المصيبة التي يخشى منها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
890 مشاهدة
-
26 حلقة 526: رد الحق إلى أهله - التصدق بالمال بنية صاحبه - حكم قطع الصلاة عند سماع عن حادث حريق أو غرق - العبرة في زواج البنت رضاها - العنوسة - التعليم أم الزواج - فضل أبي بكر الصديق - الخمينيون من رؤوس الرافضة
-
27 حلقة 527: حديث لا هجرة بعد الفتح - بيان قصة الأعرابي الذي بال في المسجد - أوجه الإنفاق في سبيل الله - محدثات وبدع عند موت الميت - صحبة الجن لبعض الناس - حكم قراءة سورتي الغاشية والأعلى يوم الجمعة
-
28 حلقة 528: حكم التصوير بالفيديو - حكم استقدام الخدم الكفار إلى جزيرة العرب - صلاة الإستخارة - قراءة سورة الملك - تنظيف الطفل ومس فرجه هل ينقض الوضوء؟ - الشك الطارىء بعد انتهاء الصلاة - النية شرط في الوضوء
-
29 حلقة 529: النسخ في القرآن - سجود السهو في النوافل - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - شرح قوله وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا - حكم قراءة القرآن للمحدث حدثاً أصغر - الشهداء في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون
-
30 حلقة 530: بقاء المرأة بلا زواج - وجوب تغطية الوجه - حكم الإسلام في جراحة التجميل - كيفية إخراج الزكاة عن الراتب - زكاة الأرض التي تشترى بنية البيع - مشكلة في قضية الطلاق - كفارة القتل الخطأ - حكم دخول الحمام بالعملة الورقية
-
31 حلقة 531: تطبيب المرأة للرجل - الفصل بين الفريضة والنافلة بمدة نصف ساعة - قطع صلاة النافلة وإجابة الوالدين - طاعة الوالدين - إزالة الصور التي تكون على الملابس - قراءة القرآن من المصحف وهو مضطجع
-
32 حلقة 532: صيام يوم الخامس عشر من شعبان - نصيحة لتقوية الإيمان - حكم قراءة الفاتحة على الميت - صوت الجزمة أو الصندل بالنسبة للمرأة - وضع البيض والزيت والعسل على شعر الرأس ثم غسله في الحمام - حل أكل لحم الأرانب و لو حاضت
-
33 حلقة 533: التسمية على اسم الوالدة - زكاة الذهب المستعمل في الزينة - يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب - حكم كتابة الآيات القرآنية في الصحف والمجلات - سماع الأغاني والملاهي - المرأة التي تطلب أن يكون مهرها القرآن
-
34 حلقة 534: حكم نزع المرأة للحجاب أمام النساء - حكم لبس الفستان الأبيض والطرحة البيضاء ليلة الزواج - ساعة الإجابة في يوم الجمعة - مستقبل العالم الإسلامي من حيث القوة والضعف - عزو الأحاديث إلى مصادرها الأصلية
-
35 حلقة 535: هل المرض يكفر الذنب؟ - هل هناك من يدخل الجنة بغير حساب؟ - لباس المرأة في الإحرام - محاربة الجهل والأمية - وضع الطيور في أقفاص في البيوت وفي الحدائق للزينة - زيارة الأقارب ونساؤهم سافرات
-
36 حلقة 536: وقت تسمية المولود والأحق بتسميته - حكم النقاب - هل الجهل بحكم الذنب يسقط الحد؟ - الرفق بالحيوان وأهمية إطعامه - حكم حقن الحيوانات والطيور قبل بيعها من أجل تسمينها - حكم الصلاة في مسجد وفي قبلته ضريح بينمها فاصل
-
37 حلقة 537: حكم اللعب التي تسمى عرائس - حكم التبني في الإسلام - التحجب أمام أزواج الخالات والعمات - حلف على أمر ما أنه ليس هو فطلع أنه هو فما الحكم؟ - مشائخ الطرق الصوفية - تشييع الجنازة ببعض الأذكار الجماعية
-
38 حلقة 538: حكم تعليق الآيات في البيوت - الجهاد بدون إذن الوالدين - القمار - صرف الزكاة إلى القريب الفقير - أين تضع المرأة يديها أثناء الصلاة؟ - هجر ومقاطعة تارك الصلاة - صلة الوالدين والرفق بهما - أين قبر الحسين بن علي؟
-
39 حلقة 539: التمس زوجة ولودا ودودا - قضاء الدين عن الميت - بيع القرآن وشرائه - ما معنى الأحاديث القدسية - كتاب (قصص الأنبياء) لابن كثير - حكم صلاة ركعتين عند الدخول على الزوجة في أول ليالي الزفاف
-
40 حلقة 540: حكم صلاة الجمعة لمن لا يعرف مدة إقامته - حكم إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة - وقت دفع المهر مسألة عرفية - التعامل بالربا - حكم مشاهدة الأفلام والتمثيليات عبر الفيديو - حكم من سرق من مستودع كان يقوم بحراسته
-
41 حلقة 541: الأخذ من الذبيحة المنذورة - الواجب نصيحة تارك الصلاة - حكم الصلاة على الميت في المقبرة - الذين يسألون الناس لهم ثلاثة أحوال - تحري صلاة الجمعة مع الخطيب المؤثر - الجهاد في سبيل الله - كيفية التوبة
-
42 حلقة 542: خيانة مندوبي المشتروات في فواتير - كيفية الاستعاذة من الشيطان أثناء الصلاة - قصر الصلاة للمسافر مع الأدلة - حكم ذبيحة المرأة - اتخاذ شعبان عادة لذبح الذبائح لوجه الله - حكم شهادة الزور - التساهل في الوفاء بالنذر
-
43 حلقة 543: شرح قوله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والقضاء والقدر - النجاسة لا تنقض الوضوء - الاعتكاف وبعض أحكامه - لباس المرأة في الصلاة - خروج الدم هل يبطل الصوم؟ - عورة المرأة
-
44 حلقة 544: فسخ النكاح الإجباري - لا يشترط في إخراج الزكاة أن تكون في رمضان - حكم من يتوضأ ويشعر وكأن بأن قطرات من الماء تنزل منه - حكم مصافحة الرجل المرأة الأجنبية وهما صائمان - حكم الغش في الإمتحانات - لا يرث القاتل من المقتول
-
45 حلقة 545: البقاء في الحرم بعد طواف الوداع لحاجة - يدفن كل ميت في قبر لوحده إلا للحاجة - الضحية عن الرجل وأهل بيته - حكم بناء القبور بالطوب والأسمنت والحديد - النذر بالمحافظة على فرائض الله - حكم التدخين - المرء مع من أحب
-
46 حلقة 546: شرح الأثر ادرؤا الحدود بالشبهات - نصيحة للمتهاونين بصلاة الجماعة - حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن - تفسير قوله وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ - لم تقض ما أفطرته من رمضان لمدة من السنوات
-
47 حلقة 547: نصيحة للقائم على الأيتام الصغار - حكم منع الإناث من الميراث - لمس فرج الصغير هل ينقض الوضوء؟ - زكاة الأشياء المعدة للتجارة - التيمم في حال فقد الماء - حكم من أتتها الدورة بعد الإفطار وقبل الصلاة
-
48 حلقة 548: كيفية صلاة المريض - تأديب الأولاد - حكم قراءة القرآن لمن به سلس - حكم تأخير قضاء الصيام لسنوات عدة - تخليد الكفار في النار - الحج بدون محرم وحكم التوكيل في رمي الجمرات - حكم شد الرحال لزيارة قبر نبي الله هود
-
49 حلقة 549: حكم شد الرحال لزيارة ما يسمى بقبور الأولياء - حكم التمائم مع الدليل - المريض يفطر وعليه القضاء - الطلاق المعلق - أعذار التخلف صلاة الجماعة - الدعاء بعد التشهد الأول ليس بمشروع لأنه ثابت في غير محله
-
50 حلقة 550: حكم نكاح الشغار - حرمة التعدي على المقابر ووجوب صيانتها - تقتل الجماعة بالواحد - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - العذر بالجهل - حكم الصلاة خلف القبورين - الشهادتان تعصم الدم والمال - لعب الأطفال المجسمة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد