حلقة 158: فضل الذكر وعن منزلته - ما حكم من يقوم بحمل الحجب للدخول على المسئولين والقضاة؟ - الجمع بين الصلاتين للمريض - شروط الولد الصالح الذي تقبل دعوته - حكم الانتقام - نصيحة للدعاة - حكم إخراح النقود بدل الطعام في زكاة الفطر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

8 / 50 محاضرة

حلقة 158: فضل الذكر وعن منزلته - ما حكم من يقوم بحمل الحجب للدخول على المسئولين والقضاة؟ - الجمع بين الصلاتين للمريض - شروط الولد الصالح الذي تقبل دعوته - حكم الانتقام - نصيحة للدعاة - حكم إخراح النقود بدل الطعام في زكاة الفطر

1- أسأل عن فضل الذكر وعن منزلته، مثلاً: هل أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هل تذكر على هذه الصفة، أو أقول: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، ثم أنتهي وأقول: الحمد لله ثلاثاً وثلاثين..، وجهوني بهذا؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالذكر له شأن عظيم فهو من أفضل الأعمال وأفضله قراءة القرآن، أفضل الذكر كلام الله عز وجل ثم ما شرعه الله لعباده من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقول لا حول لا قوة إلا بالله والدعاء كله من الذكر يقول الله جل وعلا: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً ويقول جل وعلا: فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ويقول جل وعلا: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات...إلى أن قال سبحانه: والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً،وقال الله جل وعلا:فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم -:(سبق المفردون قالوا: ما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)، قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه، كان عليه الصلاة والسلام يذكر الله على كل أحيانه" يعني ليلاً ونهاراً، على طهارة وعلى غير طهارة، هذا يبن لنا فضل الذكر وأن ينبغي للمؤمن أن يكثر منه ولو كان على غير طهارة، الذي يحتاج إلى طهارة قراءة القرآن لا يقرأه الجنب، ولا يمس المصحف من كان محدثاً، وأما بقية الأذكار يقولها محدث وغير محدث التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وقول لا حول ولا قوة إلا بالله والاستغفار، كل هذا ذكر والذكر بعد الصلاة أنت فيه مخير إن شئت أفردت وإن شئت جمعت، إن شئت جمعت فقلت: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم تقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، وإن شئت أفردت تقول سبحان الله سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، ثم تقول الحمد لله ثلاثاً وثلاثين، ثم الله أكبر ثلاثاً وثلاثين، الأمر في هذا واسع، وهناك نوع آخر وهو أن تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة تزد فيها لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، خمساً وعشرين مرة بعد كل صلاة، أنت مخير بين هذا وهذا، ثم تقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم، ثم تقرأ قل هو الله أحد، والمعوذتين بعد كل صلاة وتكررها ثلاثاً بعد المغرب وبعد الفجر وعند النوم وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر من التسبيح، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ويقول: (أحب الكلام إلى الله أربع) يقول عليه الصلاة والسلام: (أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )، ويقول عليه الصلاة والسلام: (الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) وإذا تيسر لك أن تقرأ القرآن فالقرآن أفضل الذكر عن ظهر قلب أو من المصحف فذلك من أفضل الأعمال، كلام الله أفضل الذكر فلك بكل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها.  
 
2- يقوم البعض من الناس بحمل الحجب للدخول على المسئولين والقضاة؛ بحجة أن هذه الحجب تنفعه في أغراضه ولا يرد له طلب، أو ينتصر على خصمه، ما صحة ذلك -مأجورين- وما حكمه؟
هذا باطل لا أصل له، هذا باطل ليس له أصل فاتخاذ الحجب لا يجوز، وهي الحروز ويقال له التمائم والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول:(من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق وديعة فلا أودع الله)، وفي لفظ: (من تعلق تميمة فقد أشرك)، وقال عليه الصلاة والسلام إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، الرقى التي لا تعرف لا تجوز وأما الرقى الشرعية فلا بأس بها لقوله - صلى الله عليه وسلم – :(لا بأس بالرقى ما لم تكن شرك) والتمائم فيها حروز وهي حجب لا تجوز سواءً كانت من القرآن أو من غير القرآن أو مخلوقة كلها لا تجوز؛ لأن الرسول نهى عنها وحذر منها وأخبر أنها من الشرك، سواءً كان المتخذ لها رجلاً أو امرأة، وسواءً كان يريد بذلك اتقاء شر السلاطين أو الأمراء الجورة أو غير ذلك كله باطل، كله ممنوع لا يجوز اتخاذها أبداً، بل يجب الإنكار على من فعل ذلك.  
 
3- هل للمريض أن يجمع في الصلاة، وإن كان كذلك فهل الذي كسرت رجله وجبست له، له أن يجمع في الصلاة؟
نعم المريض له أن يجمع بين الصلاتين، والمجبس مريض فله أن يجمع ولا حرج بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما، وإن لم يشق عليه صلى كل واحدة في وقتها والحمد لله. 
 
4- ما هي شروط الولد الصالح الذي تقبل دعوته؟
الولد الصالح المستقيم على دين الله هو الصالح المستقيم على أداء الفرائض وترك المحارم وهو المؤمن وهو التقي هذا هو الصالح هذا ترجى إجابته إذا دعا لوالديه أو لغيرهما، بخلاف الفاسق فإن فسقه قد يمنع من إجابة الدعاء، الفاسق المكثر على المعاصي مثل الزنا أو شرب الخمر أو عقوق الوالدين، أو أكل الربا أو ما أشبه ذلك، فالولد الصالح المؤمن المتقي الله الذي يؤدي فرائض الله ويحذر محارم الله.  
 
5- هل يحق للزوج أن يمنع زوجته من زيارة والديها، وهل لها أن تذهب دون علمه؟
نعم إذا كان في ذلك مضرة إذا كان والداها يخببانها عليه أو يدعوانها إلى المعاصي والشرك له أن يمنعها وأما إذا كان لا، والداها لا يأمرانها إلا بالخير وليس هناك مضرة من زيارتها لوالديها فليس له منعها من ذلك، في الأوقات المناسبة التي يراها لأن منعها من العقوق، فيحدد لها الأوقات المناسبة فيأذن لها فيها، أما إذا كانت الزيارة لوالديها تسبب شراً لأنهما يدعوانها إلى الباطل إلى الشرك إلى المعاصي إلى النشوز فلا مانع أن يمنعها من ذلك من أجل أن زيارتها ضرر عليه وعليها نعم.  
 
6- أصبح الناس في المجتمع ينظرون إلى المرأة التي لم تكمل تعليمها بنظرة حزنٍ واحتقارٍ وإهانة، فهل يصح هذا العمل، وأنا أريد أن أكمل دراستي لكن زوجي رافض، فهل يحق لي أن أطلب الطلاق لكي أكمل دراستي؟
لا، لا تطلبي الطلاق ولكن بالأسلوب الحسن لعل الله يهديه حتى يسمح لك، وفي الإمكان أن تستفيدي من إذاعة القرآن، ومن خطب الجمعة التي تذاع ومن إذاعات القرآن ففيها خير عظيم ومحاضرات وندوات، ونور على الدرب فهذا علم عظيم وفي الإمكان أن يسمح لك بطريقة حسنة إذا حاولتِ ذلك بالكلام الطيب والأسلوب الحسن.  
 
7- قضية بأن المجتمع ينظر إلى هذه المرأة التي لم تكمل هذا التعليم بنظرة حزن واحتقار، هل هذا صحيح؟
لا، لا ليس بصحيح إذا كانت تقية لله مستقيمة لا يجوز احتقارها؛ لأن الدراسة قد تتيسر لها وقد لا تتيسر، ليس كل واحد يستطيع الدراسة، ولكن يقدر أمرها بتقواها لله فإذا كانت من الأتقياء فلها شأن عظيم ولها منزلة كبيرة، وجديرة بأن لا تحتقر لإيمانها وتقواها لله وعقلها وتمييزها، فلا ينبغي ولا يجوز احتقارها لأنها لم تدرس فالمؤمن لا يحتقر أخاه يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -(كل المسلم على المسلم حرام، المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يكذبه ولا يخذله، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) لا يجوز هذا.  
 
8- الإنسان إذا أصابته مصيبة في عرضه، فهل تعتبر هذه المصيبة غضب من الله عز وجل وسخط، أم تخفيف للذنوب وتعجيل للعقوبة؟
المصيبة نوعان: مصيبة تضره كالمرض ونحو ذلك فهذه كفارة من الذنوب، والمصيبة الثانية موت ولد أو موت قريب موت أخ ونحو ذلك هذه فيها عليه الصبر والاحتساب ويؤجر في ذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :( عجباً لأمر المؤمن إن أمره له كله خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) فإن أصابه ما يكره كانت كفارة له من سيئاته، سواء كان مرض أو فقر أو تسليط بعض الأعداء عليه وإيذائه، أما إن كان عن فعل منه قبيح كشرب مسكر كالعقوق كالخمر كالزنا، فالمصائب تكون من تخفيف الإثم ومن تخفيف العقوبات، يخفف الله به عنه بها عنه من العقوبات مع وجوب التوبة عليه، فالمصائب تكفر السيئات وتخفف ما يقع من بلايا ومحن، ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا لغب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه فالمؤمن يؤجر على المصائب ويكفر الله بها الخطايا، وإذا كانت له ذنوب فتلك المصائب من أسباب التكفير مع وجوب التوبة.  
 
9- امرأة علمت بمصيبة لي وذهبت تنشرها بين النساء وبين الناس، فهل يجوز أن أنتقم لنفسي بفضح ونشر عيوبها، وتخريب بيتها، وهل يجوز لي ذلك؟
لا يجوز لك ذلك، لكن تنصح ويبين لها أن هذا لا يجوز وإن ظلمت فلا تظلمها وإذا اغتابت لا تغتبها، ولكن تنصحها وتنظر من ينصحها ويوجهها إلى الخير ويعلمها أن هذا منكر وأنه لا يجوز، ولكن لا تعاقبها بنشر بعض مساويها، لأن نشر المساوي من الغيبة والله حرم الغيبة سبحانه وتعالى، ومن أسباب الفتنة والشر العظيم والعداوة الكثيرة فإذا ظلمت فلا تظلمها أنت، ولكن تدعو الله لها بالهداية، وتنصحها وتدعو بعض إخوانك الذين يؤثرون فيها إلى نصيحتها وكف لسنانها، وإن أردت العقوبة فلا بأس، إن أردت أن تأخذ العقوبة من المحكمة لتجازى على فعلها فلا بأس.  
 
10-   أنا موظف ولكن لا أذهب إلى عملي في كل يوم؛ لأن عملي لا يتطلب ذلك، بل أذهب في الأسبوع ثلاثة أيام، وباقي الأسبوع أجلس في البيت، ولكن عندما أذهب باقي الأسبوع لا أجد عملاً أقوم بعمله، بل نجلس نتجاذب الحديث بيننا دون عمل، فما حكم الإسلام في نظركم في المرتب الذي أتقاضاه، هل هو حرام أم حلال؟
الواجب عليك الحضور في محل العمل؛ لأنه قد يأتي عمل يطرأ، فعليك الحضور والاستعداد للعمل وإن لم يأتِ عمل، ولا تجلس في بيتك والراتب لا حرج فيه لأنك متأول، تقول: ما عندك عمل فأنت متأول، لكن يجب عليك أن تذهب إلى محل العمل وتقيم فيه في وقت العمل قد يطرأ شيء، قد تسأل عن شيء فلا يجوز التساهل بهذا الأمر، فأنت مستعد والحمد لله، تكون مستعداً في محل العمل ويكفي.   
 
11- يوجد بالقرب من بيتنا مسجد وأنا مواظب والحمد لله على الصلاة وصلاة الجماعة، ولكن هذا المسجد يوجد فيه الكثير من البدع والأمور المحدثة، فما حكم صلاتي فيه، هل أتجنبه، أم أصلي في بيتي، وكذلك صلاة الجمعة هل تجوز معهم، أم أبحث عن مسجدٍ آخر بعيد جداً عن منزلي؟
نعم عليك أن تصلى معهم وتنكر حسب طاقتك، تنكر البدعة حسب طاقتك، إذا كانت البدعة غير مكفرة فالواجب عليك أن تنكر حسب طاقتك، تنصح الناس، وتصلي معهم الجمعة والجماعة والحمد لله، فإن أجابوا فهذا هو الواجب، وإن لم يجيبوا فلك أن تنتقل إلى مسجد آخر ليس فيه بدعة، لكن صلاتك مع هؤلاء فيها مصالح من الإنكار عليهم ودعوتهم إلى الخير وإنكار البدعة عليهم، هذا للإمام والمأمومين الذي يفعل البدعة بالأسلوب الحسن بالأسلوب الذي يرجى به القبول، فإن لم يستجيبوا وأمكنك الانتقال إلى مسجد آخر فهذا حسن.  
 
12- إن أهل زوجي لا يقيمون بزيارتنا، ويبغضونني، ولا يريدون أن نزورهم، ويتشاءمون مني، فهل بمقاطعتهم لي لهم أأثم أنا وزوجي، نرجو بهذا الإفادة؟ مع العلم بأنني أنا وزوجي نحافظ على الصلوات والفروض،
إذا كان الواقع ما ذكرت فلا حرج عليكم، إذا كان الخطأ منهم لا يريدونكم ولا يقبلون منكم الزيارة فالإثم عليهم، أما أنت فعليك ــــ وعليك الكلام الطيب والدعاء لهم بالتوفيق والهداية، وإذا تيسر أن تزوريهم على وجه حسن ليس فيه ثقل ومشقة فلا تيأسي، ولكن إذا تيسر أن ينصحوهم ويقوموا بالواجب بالوساطة الطيبة بينكما هذا طيب المقصود أنه لا إثم عليك إذا كانوا يكرهون زيارتك ولا يرضون عنك، لكن إن زرت وصبرت ودعوت لهم بالخير وأحسنت إليهم وتكلمت معهم بالكلام الطيب فأنت مأجورة أنت وزوجك.  
 
13- إذا دخلت وهم يصلون على جنازة، هل أدخل معهم في صلاة الجنازة، أم أبدأ بصلاة الفرض، مع أنني لم أصلِّ معهم الفرض؟
تبدأ بالجنازة لأنها تفوت، والفرض يمكنك أن تصلي بعد ذلك، تبدأ بالجنازة ثم بعد ذلك تصلى الفرض والحمد لله.  
 
14- يوجد مقابر بجوارها مقام، يذبح عند هذا المقام ذبائح نذرت لله، ولكن لا تذبح إلا في هذا المكان، وإذا نهاهم أحد قالوا: إنما نذبح لله، ولكن بجوار الأولياء! علماً بأنهم يأتون من أماكن متفرقة وأماكن بعيدة للذبح في هذا المكان، ثم يجلسون لتناول الطعام في نفس المكان، فهل هذا حلال أم حرام؟
هذا بدعة ووسيلة للشرك، مجيئهم للذبح فوق القبور بدعة وإن قالوا أنها لله أما إن كانت لأصحاب القبور فشرك أكبر والعياذ بالله قال تعالى:قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي-يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، وقال سبحانه:(إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر) وقال - صلى الله عليه وسلم -:(لعن الله من ذبح لغير الله) فإن ذبحوا للأموات ليتقربوا للأموات صار شركاً أكبر، كما يذبحون للأولياء يرجون شفاعتهم أو شفاء مرضاهم أو ما أشبه ذلك أو يدعونهم أو يستغيثون بهم أو ينذرون لهم أو يطوفون بقبورهم، كل هذا شرك أكبر، أما إن كان الذبح لله ويرون أن هذا محل مناسب وأنه محل مبارك، فهذا غلط هذا بدعة لا يجوز لأنه وسيلة للشرك وبدعة في الدين.  
 
15- سماحة الشيخ عبد العزيز، كثيراً ما تردنا مثل هذه الأسئلة التي تسأل عن كثرة هذه الشركيات عند كثير من الناس، فهل من توجيه من كلمة للدعاة إلى الله عز وجل في نصح مثل هؤلاء؟
نعم نوصي الدعاة إلى الله والعلماء أن يوجهوهم إلى الخير، وأن يعلموهم ويرشدوهم حتى يكونوا على بينة، على بصيرة، يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، ويقول جل وعلا: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين، وقال: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، هكذا أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعون على بصيرة ويعلمون الناس لا يغفلون، ويقول - صلى الله عليه وسلم –في حديث علي: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، ويقول - صلى الله عليه وسلم - ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله).  
 
16- قال الله تعالى في كتابه العزيز: ((... فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ... ))[البقرة:187]، ما هو الخيط الأبيض، وما هو الأسود، وكيف يُعرف ذلك، وخاصةً إذا كان في المدينة ضوء ويكثر فيها الضوء؟
المراد بذلك صبح، الصبح والليل والخيط الأبيض نور الصبح، والأسود ظلمة الليل، فإذا اتضح الفجر أمسك عن الأكل والشرب الصائم، ودخل وقت صلاة الفجر، والخيط عبارة عن الصبح والليل، فالمؤمن يأكل ويشرب إذا كان يريد الصيام حتى يتبين هذا، ولا يصلى صلاة الفريضة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وإذا ضبط ذلك بحساب الساعات على طريقة مضبوطة نفع ذلك وكفى، لكن إذا كان في محل يمكن أن ينظر الصبح؛ ينظر الصبح، سواء كان في سفر أو في البر أو كان في البوادي، أوفي القرى التي ما عندهم أنوار قد يرى الصبح بسهولة.  
 
17- ما حكم الإسلام في رجلٍ صام رمضان وقامه -والحمد لله- إلا أنه عند نهاية شهر رمضان وعند إخراج زكاة الفطر التي هي طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين كما جاء في الحديث، وهي صاع من بر أو صاع من شعير، لكن هذا الرجل أخرجها نقوداً ظناً منه أن النقود قد تحل محل التمر أو الدقيق أو الأرز، ما رأيكم في هذا
لا يجوز هذا، الصواب أن يخرجه طعاماً كما بينه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم، والقول بإخراج النقود بدل الطعام قول ضعيف، والصواب أن الواجب على المسلمين إخراج الزكاة طعاماً صاعاً من قوت البلد هذا هو الواجب، ولا يصح لأحد الاجتهاد في هذا وإخراج نقود.  
 
18- رجل وقع على أهله في ليل رمضان ثم نام قبل أن يغتسل ولم يستيقظ لصلاة الفجر وظل نائماً حتى الظهر وهو لا يزال جنباً ثم قام واغتسل وصلى الظهر فماذا عليه؟ وهل صومه ذلك اليوم جائز؟
صومه صحيح إذا الجماع في الليل، ولكنه أخطأ في عدم ضبط الأمور، لو جعل ساعة يوقتها على الصبح حتى يقوم أو قبيل الصبح، أو ينبه أهل بيته يوقظونه، والواجب عليه إذا استيقظ يبادر فيصلي الفجر، يغتسل ويصلي الفجر ثم يصلي بعدها الظهر، فالحاصل أنه مفرط ومتساهل وصومه صحيح إذا كان نوى الصوم صومه صحيح، ولو نام إلى الظهر صومه صيحح، وعليه التوبة إلى الله من تساهله، وإذا قام يغتسل ويصلي الفجر سواء كان في الضحى أو في الظهر يصلي الفجر ثم يصلي بعدها الصلاة الأخرى

534 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply